كتبت : أسماء سيد
لم تهدأ ثورات الشمس بعد العاصفة الأخيرة التي ضربت الأرض في مايو الماضي التي لم يحدث مثلها منذ 2003، إذ تمكنت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» من رصد ثوران بلازمي مظلم على الشمس، وقال العلماء إن هناك احتمالات كبيرة أنه قد يتسبب ذلك في انقطاع الاتصالات اللاسلكية واتصالات الطيران وعمليات الأقمار الصناعية عن الأرض هذا الأسبوع بنسبة تصل إلى 60% أو أكثر، فما القصة؟.
رصدت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” حركة غريبة على سطح الشمس، اتضح فيما بعد أنه ثوران غريب لمادة البلازما الشمسية المظلمة، والبلازما هي حالة من حالات المادة يمكن وصفها بأنها غاز متأين تكون فيه الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرة، في الوقت الذي تثور فيه مادة البلازما تبلغ درجة حرارة الوهج الشمسي البارد حوالي 36 ألف درجة فهرنهايت (F)، وهو ما يعادل ربع درجة حرارة الوهج الشمسي «الدافئ»، والذي يبلغ متوسطه 144 ألف درجة فهرنهايت.
وبسبب ثوران البلازما الشمسية، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تنبيها يوم الاثنين تحذر فيه من أن نبضة البلازما المظلمة هذه قد تؤدي إلى “تقلبات في شبكات الطاقة” على الأرض وفق موقع”ديلي ميل “البريطاني.
ويتوقع العلماء أن الوهج أو عاصفة البلازما الشمسية قد تؤدي إلى تعطيل الاتصالات اللاسلكية واتصالات الطيران وعمليات الأقمار الصناعية عندما تصل إلى ذروتها بحلول يوم الجمعة، كما أن ثوران الخيوط الشمسية قد يتسبب في انقطاع الراديو على الأرض.
وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة ناسا من مرصد ديناميكيات الشمس، وجود سحابة داكنة من الوهج الشمسي البارد تنفجر من الشمس، تسببت في انتشار الدخان الأسود بينما انطلقت البلازما الأكثر برودة من قلب الشمس شمالاً على سطحها.
وفقاً لدراسة أجريت عام 2023، وجدت أن التوهجات الشمسية ذات درجات الحرارة المنخفضة تنتج ترددات ذروتها أعلى من انبعاثات الميكرويف، وأشارت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى أن هناك فرصة بنسبة 60% أو أكثر لحدوث المزيد من التوهجات الشمسية متوسطة المستوى أو من الفئة M خلال الـ24 ساعة المقبلة، وفرصة حدوث توهج أكثر تطرفا من الفئة X، ما قد يؤدي إلى انقطاعات الراديو في جميع أنحاء العالم.
أنواع التوهجات الشمسية:
الوهج الشمسي البارد الحالي من الفئة “M” اندلع من منطقة البقعة الشمسية المسماة AR3757 في وقت متأخر من يوم الأحد.
وتنقسم التوهجات الشمسية إلى أربع فئات مرتبة حسب الحروف حسب شدتها: التوهجات من الفئة X هي الأكثر شدة، تليها التوهجات من الفئة M، C، والأضعف، B.
إن التوهجات X وM فقط تشع طاقة قوية بما يكفي للتأثير على الأرض، حيث يمكن لنبضاتها الكهرومغناطيسية أن تسبب انقطاعات في الاتصالات والكهرباء.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، تسببت 6 توهجات شمسية على الأقل من الفئة M في حدوث اضطرابات راديوية على مستوى العالم، بما في ذلك توهج واحد من الفئة M1 تسبب في انقطاعات راديوية في أجزاء من نصف الكرة الغربي، وثلاثة في آسيا .
وكان أكبر هذه التوهجات هو توهج من فئة M3.2 أدى إلى انقطاع خدمة الراديو في المحيط الهادئ في وقت متأخر من يوم الأحد، وفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي بجامعة أثينا.