السعادة
بقلم: شيماء عادل
مدرب معتمد تنمية ذاتية
لايوجد تعريف واحد للسعادة فهى شئ نسبى ،يختلف تعريفه من شخص لأخر فالبعض يراها فى الزواج والإنجاب، والبعض يراها فى السفر ،والبعض الأخر فى جمع الأموال والمناصب ٠يقول أنيشتاين :إذا أردت أن تكون سعيداً قم بربط سعادتك بهدف وليس بشخص ٠
هلين كيلر تقول : أن السعادة ليست فى عدم وجود مشاكل بل فى القدرة على التعامل معها٠
هناك فرع جديد فى علم النفس يسمى علم النفس الإيجابى (positive psychology) بدأ على يد مارتن سيلغمان رئيس جمعية أطباء النفس الأمريكيين سنة1998 وهو علم يهتم بدراسة مكامن القوة والفضائل الإنسانية، فهو ليس العلم الذى ينتظر وقوع الفرد فى حالة مرضية من أجل مساعدته، شبل تعدى ذلك لدراسة كيف يمكن لنا أن نجعل الفرد يعيش سعيداً فى حياته،فالإحساس بالسعادة هو عنصر مهم يحتاج له الفرد كحاجته للماء والغداء٠
الأشخاص السعداء أقل عرضة للمشاكل والأمراض،حيث ركز الباحثون فى مجال علم النفس الإيجابى على دراسة وتحليل مكامن القوة والفضائل الإنسانية الإيجابية مثل الرضا_التفاؤل _الإبداع وذلك لتعزيزها حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسيه والجسديه مما يترتب عليه الشعور بالسعادة فى شؤونه الحياتيه٠
السعادة والرياضه: أعتقد بأنك لاتمتلك مايكفى من الوقت لممارسة الرياضة،ربما تكون مخطئا ،فهناك تمرينات لاتحتاج ممارستها أكثر من 7ق يومياً،ويستطيع أى شخص أن بجد لها مكاناً فى جدول أعماله ،حيث تستطيع التمرينات التأثير بعمق فى سعادتنا وسلامتنا البدنيه ،فهى تعمل على قهر الإكتئاب٠
فى إحدى الدراسات تم تقسيم أشخاص لمجموعات وعولج أفراد كل مجموعة إما بالأدوية أو بالتمرينات الرياضية أو بمزيج من الأثنين ،وعلى الرغم من أن المجموعات الثلاثة شهدت تحسناً فى البداية إلا أن بعد 6 أشهر خضعت تلك المجموعات لإختبار تقويم (معدل الإنتكاس) تبين أن حالة الإكتئاب لمن تناولوا الأدوية عادت بنسبة 38% ولمن تناولوا الأدوية مع ممارسة الرياضة 31% والمدهش أن الذين مارسوا الرياضه فقط بلغ معدل الإنتكاسه لديهم 9%فقط ،لكن ليس من الضرورى أن تكون مكتئبا حتى تمارس الرياضة ،حيث أنها تساعد على الإسترخاء وتعزز إفراز هرمون الإندروفين الذى يعزز الإحساس بالسعادة.
السؤال الذى كثيراً ما نسأله لأنفسنا ،كيف يمكننى أن أكون سعيداً؟
هناك بعض الأمور التى يمكنك القيام بها والإيمان بأنها سوف تمنحك السعادة والسلام الداخلى، وهى: المواظبة على العطاء :إعط أكثر مما تأخذ ،أعط مالك ووقتك وجهدك لمن يحتاج ،إعط بدون مقابل ،بدون ان تنتظر الرد ،إجعل العطاء منهجاً فى حياتك ،بذلك ستشعر بالسعادة بل ستنشر السعادة.
ابتسم فى وجوة الأخرين اقتداءاً برسولنا الكريم “تبسمك فى وجة أخيك صدقة”
الرضا والقبول بما قسمه الله لك ،الرضا عن ماضيك وحاضرك ومستقبلك ،لاتركز فى سلبيات ماضيك ،ولا تبكى عليه،خذ منه الإيجابيات وعززها والسلبيات إعتبرها درسا ولا تكررها ، وخطط لخطوات تحسن من خلالها مستقبلك{إجعل الماضى للحاضر عبرة والحاضر للمستقبل خبرة}.
قدر قيمة ما تملكه من صحة ،أسرة جميلة ،أشخاص تحبهم ويحبونك،نَفَسك الذى يدخل و يخرج منك بدون ألم ،وأنظر إلى ما هو أقل منك فى النعم وأكثر منك فى البلاء ،مجرد التفكير فى هذه الأمور سيجعلك تبتسم وتشعر بالسعادة.
“كن قنوعا تكن سعيداً”.
فكر بإيجابية : وإبتعد عن السلبيه فهى أسهل الطرق التى تمنحك السعادة دون أن تبذل مجهود ،أبتعد عن التحليلات السلبيه لكل مايحدث حولك بمعنى (أنظر لنصف الكوب المملوء ) وإبحث عن الاشياء الإيجابية لأى موقف يقابلك
تقبل النقد بصدر رحب ،وقابل السيئة بالحسنة.
القناعة بأن إرضاء الناس غاية لا تدرك ،فلاتدع سعادتك تتوقف على مدح الأخرين لك إبحث عن السعادة بداخلك ،تذكر لحظات فرحك فى ساعة حزنك ،إفرح بكل يوم جديد
لاتنسى أن السعادة تكمن فى أنك تحيا وتتحرك وتشعر وتفكر وتنجح حتى وإن فشلت كن سعيداً بأنك تستطيع أن تبدأ من جديد.
إعلم أن السعادة ليست أن لا تمر بالصعاب والألام بل، أن تتسم بهدوء أعصاب أثناء مواجهتها
إستيقظ صباحا وقرر أن تبتسم ،وإجعله شعارك اليومى مهما قابلت من ضغوطات وأعمل
على نشر السعادة حولك ،فهى إحساس متبادل بين الناس، و(السعادة عدوى)عش اللحظة، عشها بكل مافيها من سعادة، السعادة قرار ، فالسعادة ليست بمقدار مانملك ،بل بمقدار مانستمتع بما نملك.