كتبت : أسماء سيد
كشفت دراسة فرنسية حديثة، أجراها كزافييه لاندرو، وباحثون آخرون، نظرية مبتكرة حول بناء أول هرم مصري وهو هرم زوسر في سقارة، حيث اقترحوا استخدام النظام الهيدروليكي كأداة رئيسية في عملية البناء.
يبدأ البحث بتحليل شامل للشبكة الهيدرولوجية في سقارة، ويحدد المؤلفون أن موقع الهرم يقع في موقع استراتيجي في حوض مائي معروف باسم جسر المدير، والذي كان متصلا بحوض أكبر تبلغ مساحته حوالي 400 كيلومتر مربع.
وتتمحور الدراسة حول فرضية، مفادها بأن المصريين القدماء استخدموا آلية رفع هيدروليكية؛ للمساعدة في بناء هرم زوسر المدرج. ووفقاً للمؤلفين فإن البنية الداخلية للهرم تتوافق مع جهاز رفع هيدروليكي، وهي تقنية لم يسبق توثيقها في تاريخ الهندسة المصرية.
ويقترح الباحثون أن المهندسين المعماريين القدماء ربما رفعوا الأحجار من داخل الهرم على غرار البركان، باستخدام ضغط الماء لتحريك كتل البناء، وبناءً على تقديرات الموارد المائية لحوض وادي الطفلة في عصر الدولة القديمة، وتشير نتائج النموذج إلى أن حجم المياه المتاحة كان مسبقا مع احتياجات بناء الهرم.ولدعم فرضيتهم، أجرى الباحثون تحليلا شاملا لصور الأقمار الصناعية عالية الدقة ونماذج الارتفاع الرقمية باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية المتقدمة، وسمح لهم هذا النهج بتحديد تأثير شبكة أبو صير الهيدرولوجية القديمة على مشروع بناء زوسر، مما قدم تمثيلا مرئيا لكيفية استغلال المصريين القدماء للمناظر الطبيعية لتحقيق أهدافهم المعمارية.
وتشير هذه الدراسة إلى أن المصريين القدماء امتلكوا معرفة متقدمة بالأنظمة الهيدروليكية، قبل فترة طويلة مما كان يعتقد سابقا.