بهدوء ، وتأمل ، يكون تحليل واقعنا الأليم ، لعلنا ندرك الحقيقه .. الأمر الذى معه تتزاحم الأسئله ، ما الذى يحدث بحق الله فى هذه الحياه ؟ علاقات إجتماعيه أصابها العطب ، صراعات شملت الرفقاء وأبناء العمومه ، تعاملات إتسمت بالقهر ، نقاشات أعقبها إتهامات ، وتجريح ، وتطاولات ترسيخا للصراعات ، وذلك عبر نهج الفزلكه بالكلمات ، وإدعاء الفضيله ، وتصدير المثاليه . لكننا للأسف الشديد أدركنا أن كل ذلك جاء تأكيدا لما سبق وأن صدره لنا بعض صانعى الدراما المصريه فى أزمنه سابقه عن يقين بوجود تلك الصراعات ، واقعا فى حياتنا ، لكننى لم أكن أتخيل أن يكون هذا الواقع يمكن أن يكون له وجود فى عالمنا المعاصر الآن .
إن هذا الذى يحدث بالمجتمع يجعلنا ندرك أنه بات من الطبيعى أن نرمم نفوسنا ، ونجمع أوراقنا ، ونغلق ملفاتنا ، ونعطى ظهورنا عن طيب خاطر لكل من لم يأنسوا بوجودنا حتى لو كانوا من الأهل وندعو لهم بالتوفيق ، وذلك إحتراما لأنفسنا ، ولأن الحياه عطاء ، ومحبه ، وثقه ، وإحتواء ، وجبر خاطر ، لعل ذلك يطيب خاطر أمورا مؤلمه طالت القلوب ، وإنكسارات نفسيه شديده إهتز لها الكيان ، وذلك تأثرا بعظم ماتم ويتم من تجاوزات بحق العباد بعضهم البعض فاقت حد الخيال ، وزلزلت الوجدان ، وٱلمت النفس ، بل وعمقت الجراح الذى بات فى حاجه لعلاج ، وبات الكيان فى حاجه أيضا لترميم بعد تنامى نهج التدمير الواقعى الذى يسبقه الإغتيال المعنوى ، طال ذلك للأسف الشديد كل الفئات حتى الذين من المفترض أنهم ينتمون لكيان واحد أو بلدة واحده ، أو رفقة عمل ترجع لسنوات .
أتصور أنه وبإحترام شديد ، وموضوعيه أشد ، عندما يكون هناك أمرا خاصا بصديق ، أو قريب يتعين ألا يكون التناول منطلقه الإساءه بل محاولة للفهم إنطلاقا من بناء دفوع ، وتأكيدا على المصداقيه ، وتفنيدا لتلك الإدعاءات ، أو الصمت حتى تنجلى الحقائق ، وليس ترديدها على سبيل اليقين الذى يقهر الذات ، من خلال تصدير إجابه يفهم منها مايجعل من يريد فهما أن يرتاب ، ولو بالإشاره بالأيدى ، أو بالإيماء ، يضاف إلى ذلك أهمية أن يكون البحث عن توضيح عبر حوار منطلقا للوصول للحقيقه ، تلك الحقيقه التى لايمكن لأى أحد أن يزعم أنه يمتلكها وحده ، أما أن يتلاشى الحوار ، ويتعاظم نهج التجريح ، والتخوين ، والتهديد ، والإدعاءت البالغة الظلم ، الشديدة البغض ، فى ترسيخ لنهج لم يشهده لاالأولين ولاالٱخرين عبر العصور ، الأمر الذى أدرك معه الناس جميعا أن الإنكفاء على الذات بات ملاذا ، والإبتعاد عن تلك الأجواء ومصدروها أصبح أمانا للتعايش فى أمن وأمان واستقرار وسلام .
يتعين أن يدرك كل الرفقاء أن الإحترام الذى ينشده الكرام هو الرصيد الحقيقى المتبقى للإنسان فى هذه الحياه حتى بعد الممات ، والأدب يجب أن يكون نهجا نتعامل به ونتعايش معه وندركه فى كل الحياه ، أقول ذلك حسبة لله تعالى بعد أن إستقر اليقين أنه من الأفضل طى تلك الصفحه بمن فيها ومن عليها ، بعد أن تعاظمت الشروخ ، وتصدعت الكلمات الموجوده على الأوراق ، تلك الأوراق التى أصبحت على وشك أن يزول منها ماأحببنا من معانى الكلمات ، وماأدركناه من تعليمات جميعها كانت تصب فى عظم الموده والرحمه ، ويبقى من الأهميه الإبتعاد عن كل الرفقاء الذين يعظمون ذلك ، والدعوات لهم بالتوفيق ، كما يتعين أن أقول مرارا وتكرارا أنه يجب أن يدرك كل الرفقاء أن الإحترام هو الرصيد الحقيقى المتبقى للإنسان ، ومن الخطيئه سحقه ليختفى عن واقعنا .