ممر سيدنا الخضر عليه السلام
بقلم/ سهام منير
عند زيارتى الأولى لمقام سيدى أبى الحسن الشاذلي، كنت أحسب أنى سوف أرى مقامه الشريف وحوله الجبال
ولكنى رأيت روضة تهفو منها رياحين الصالحين.
ورأيت جبالا ما هي بجبال وإنما مقامات أولياء.
وعند دخولي للمقام انفصلت عن نفسي وعقلي فلم أجد غير قلبي ووجداني
ومشيت في الممر.. ممر طويل، لكنه عجيب، فيه شموخ كأنه يقول: أنا الزمن.
فيه راحة وصفاء لم أشعر بهما من قبل.
ورأيت في نهايته بئر ماء أمام المقام ورجل يمشي في الممر يشمر يديه ليتوضأ وهو ينظر إليَّ نظرة عالم واثق ويبتسم لي. وفجأة اختفى عندما اقترب من البئر وأنا في دهشة وكأنى في حلم.
ثم ذهبت وكأنَّ هذه اللقطة وهذا الرجل قد مسحا من ذاكرتي تماما حتى انتهت الرحلة.
وفى طريق عودتنا سمعتهم يقولون في الباص:
- من منكم رأى الخضر في الممر؟
- انتبهت وسألت: كيف هذا؟
– ردّ أحدهم عليّ وقال: - هذا الممر ممر سيدنا الخضر عليه السلام.. وهو كثيرًا ما يأتي ويمشي في هذا الممر وكثيرون يرونه بإذن الله.
– فابتسمت وتذكرت ما أراد الله أن يذكرني به. - إنه “سيدنا الخضر”، سرّ الأولياء، وترياق الأرواح المتعبة. وسبحان من غيَّر حالي من حال إلى حال.. حقًا إنَّ ما وقر في القلب من الصعب أن يصدقه العقل.