بروكسل – عبد الله مصطفى :
أعتبر الإتحاد الأوروبي الشريك الطبيعي للولايات المتحدة بسبب الإلتزام بنفس المعايير والمؤسسات الديمقراطية الرئيس الأميركي يؤكد على عودة بلاده الى الساحة الدولية وسيلتقي بوتين في جنيف الأربعاء الإتحاد الأوروبي : أبلغنا الرئيس الاميركي وحدة موقف الدول الأعضاء إتجاه روسيا وضرورة إستجابة موسكو للشروط الأوروبية لعودة العلاقات الطبيعية
وفي ختام القمة الأوروبية الاميركية في بروكسل الثلاثاء قال رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن الثلاثا :” أن أوروبا هي شريكنا الطبيعي، لأننا ملتزمون بنفس المعايير والمؤسسات الديمقراطية والتي تتعرض للهجوم بشكل متزايد”.
وأشار بايدن،أمام المشاركين في القمة ، إلى أن الرد على “الشعبوية” في أوروبا وفي أمريكا وفي العالم، التي يروج لها “الدجالون” ويحاولون إستغلال “القلق” المتولد لدى قطاعات كبيرة من السكان بسبب “التحولات الإقتصادية” الجارية لعقد من الزمن،
يجب أن يأتي من خلال “النمو” الإقتصادي في الدول الديمقراطية ذات “نفس القيم الأساسية”.
كما أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن لديه وجهات نظر مختلفة عن سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي.
وأشار بايدن إلى الفرصة الهامة المتاحة لبلاده بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث “لدينا طيف واسع من المصالح المشتركة”، حسب كلامه.
وأعاد التأكيد على عودة بلاده للساحة الدولية على الجانب الاخر أكد كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، على وحدة موقف مؤسسات ودول الإتحاد تجاه روسيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي ختامي عقب إنتهاء أعمال القمة الأوروبية الأمريكية في بروكسل، مشيرين إلى أنهما حرصا على إبلاغ هذا الموقف لضيفهما الرئيس الأمريكي جو بايدن.
هذا ومن المقرر أن يلتقي بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم غد في جنيف.
وأعاد شارل ميشيل التأكيد على “شروط” الإتحاد المطلوبة من موسكو فيما لو أرادت العودة إلى علاقات طبيعية مع بروكسل،
خاصة فيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا وشدد على أن الإتحاد لا يزال ينظر بقلق شديد إلى الانتهاكات الروسية لحقوق الانسان في الداخل وتدخلاتها المزعزعة للإستقرار في العديد من مناطق العالم.
أما رئيسة المفوضية، فقد أكدت من جهتها على أن العلاقات مع موسكو اتخذت منحىً سلبياً خلال السنوات الأخيرة،
مشيرة إلى أهمية مواجهة محاولات موسكو نسف الديمقراطيات الغربية. لكن أورسولا فون دير لاين عادت للتأكيد على أهمية العمل مع موسكو في عدة مجالات تشكل تحدياً مشتركاً،
معربة عن أملها في الوصول إلى علاقات أفضل بين الطرفين مستقبلاً.
هذا وكان الطرفان الأوروبي والأمريكي ركزا خلال القمة على العمل من أجل حل نزاعاتهما التجارية المستعصية وكذلك التعاون في مجالات تأمين اللقاحات لدول العالم، معالجة التغير المناخي وحماية النظام الديمقراطي القائم على القيم والقواعد.
جرى الاعلان في بروكسل عن التوصل الى توافق بين الولايات المتحدة والإتحاد الاوروبي لانهاء النزاع التجاري بين الجانبين بشأن المساعدات الحكومية لشركتي تصنيع الطائرات إيرباص وبوينغ وأيضا تعليق تطبيق تعريفات ضارة بلغت 11.5 مليار دولار لمدة خمس سنوات والتي تضر بالشركات والاشخاص على ضفتي الاطلسي .
و أعلنت المفوضية الاوروبية في بروكسل عن التوصل الى إتفاق بين نائب رئيس المفوضية الاوروبية فالديس دومبروفيكسيس والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي يتعلق بتفاهم بشأن ملف شركات الطيران المدنية الكبيرة والمعروف باسم ملف يونيغ إيرباص مما يؤدي الى تحويل 17 عاما من النزاعات في هذا الصدد الى منصة استشرافية وتعاونية لمعالجة القضايا الثنائية فضلا عن التحديات العالمية وبالتالي يسعى الجانبان الى التغلب على الاختلافات طويلة الأجل من أجل تفادي التقاضي في المستقبل والحفاظ على تكافؤ الفرص بين مصنعي الطائرات من الجانبين
كما سيعملان على منع ظهور اختلافات جديدة وتعليقاً على الأمر، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على أن التوصل لهذا الإتفاق يدل على وجود “روح جديدة” في العلاقات الثنائية مبنية على التعاون وإحترام المصالح المتبادلة.
ونص التوافق الأوروبي الأمريكي على تشكيل مجموعة عمل في مجال الطيران، “حيث يتعين على الطرفين بذل كل جهد ممكن من أجل التغلب على الصعوبات وتفادي وقوع خلافات جديدة والحفاظ على شروط منافسة عادلة بين الشركات المصنعة للطائرات على ضفتي الأطلسي”، وفق البيان الصادر في بروكسل اليوم.
يذكر أن هذا النزاع التجاري، الذي دفع كل من واشنطن وبروكسل الى فرض تعرفة جمركية متبادلة على مجموعة من البضائع قد كلف المستوردين الأمريكيين 2.2. مليار دولار، والأوروبيين 1,1 مليار.