مسقط – وكالات أنباء :
تعتبر قرية تنوف التابعة لولاية نزوى بسلطنة عُمان، من القرى السياحية التي تتميّز بتوسّع رقعتها الزراعية مما جعلها متنفّساً ومكاناً ملائماً للزيارة وقضاء أوقات مع الطبيعة الخلابة التي تغلّفها حيث يجد السائح والزائر لها متعة في قضاء يومٍ بعيداً عن صخب المدن وضوضائها؛ وتزدان القرية هذه الأيام بعيون المياه وشلالات الأفلاج التي أعقبت الأمطار الأخيرة الأمر الذي أضفى عليها بُعداً جمالياً آخر.
تقع قرية تنوف شمال ولاية نزوى حيث تبعد عنها قرابة خمسة عشر كيلومتراً في منتصف المسافة بينها وبين ولاية بُهلا
ويعتبر موقعها الجغرافي في سفح الجبل الأخضر موقعاً فريداً حيث يحتضنها سفح الجبل من الجهة الشمالية مما منحها ميزة الاستفادة من مياه الأمطار التي تهطل على الجبل لتحتويه كخزان جوفي يغذي الولاية برمّتها وأدى إلى ازدهار الزراعة وتنامي المساحات المزروعة بها منذ قديم الزمان
ولا زالت تحافظ على مكانتها ويمارس الكثير من الأهالي مهنة الزراعة بالإضافة إلى تربية الماشية ونحل العسل لوجود مقوّمات النجاح والتميّز.
وتنتشر في كل جنبات القرية الرقعة الزراعية حيث يلاحظ الزائر لهذه القرية للوهلة الأولى اهتمام الأهالي بالزراعة وتتنوع المزروعات فيها وتنامي مساحة الرقعة الزراعية حيث استثمر الأهالي عوامل عديدة في ذلك من بينها خصوبة التربة ووفرة المياه ووجود المساحات الصالحة للزراعة
لذلك تنوّعت المزروعات لتشمل النخيل بمختلف أصنافها والفواكه كالبرتقال والمانجو والعنب والموز والسفرجل والبطيخ بالإضافة إلى مختلف أنواع الخضار وخاصة الموسمية غزيرة الإنتاج كالخيار والبطاطا والجزر والطماطم والليمون والفلفل والثوم والبصل والورقيات كالفجل والبقدونس والجلجلان والنعناع
كما يتم كل موسم زراعة مساحات كبيرة بالقمح العماني المُحسّن الذي يُزرع في شهر أكتوبر ويُحصد في شهر مارس على أن تستثمر الفترة الثانية من أبريل إلى سبتمبر في زراعة أصناف أخرى لتحقيق فوائد اقتصادية وزيادة خصوبة التربة.
لعبت تنوف في السابق دوراً في تاريخ السلطنة وكانت مركزاً للعديد من الأحداث في التاريخ العماني لذلك توجد بعض الآثار التاريخية وبعض من نماذج العمارة ما تزال قائمة
لعل من أبرزها أطلال حصن تنوف الذي يقع عند بوابة الطريق المؤدي إلى الجبل الأخضر قديماً ويتميّز باتساعه وكونه يطل على فلج تنوف بل أن فلج تنوف يخترق الحصن ليسقي مزارع القرية
وبجانب الحصن يقع مسجد الشرع وقد أعيد ترميمه مطلع الألفية الحالية مُحافظاً على طابعه المعماري القديم؛ ومن بين الآثار الباقية حتى الآن مسجد الصفاة الذي ما زال محافظاً على معماره القديم ومحرابه الذي يتميّز بالنقوش الجميلة بالإضافة لوجود بعض الأبراج الدفاعية الأثرية.
وقد حظيت القرية بعددٍ من المنجزات الحديثة تواكباً مع النهضة التي شهدتها السلطنة حيث شهدت القرية افتتاح أول مدرسة عام 1986 وهي مدرسة نور الدين السالمي العلامة العُماني،
كما تم افتتاح مدرسة تنوف للبنات حيث تقدّم هاتان المدرستان الخدمات التعليمية للقرية وروافدها بالإضافة إلى افتتاح مركز صحي ، وتوجد محطة للبحوث الزراعية.
كما تتميز القرية بوجود الاستراحات والمزارع التي تتيح للزائرين قضاء أوقاتاً جميلة بين أحضان الطبيعة كذلك وجود بعض المنتزهات الطبيعية من مثل منتزه عين الجروة ومتنزه وادي المصلّة الذي يطل على ضفاف الوادي والسد الحديث وتم خلال عام 1988 إنشاء سد كبير للتغذية الجوفية بالوادي الهجري للحفاظ على فائض المياه خلال مواسم هطول الأمطار وكذلك يضمن تدفق المياه لفلج دارس بولاية نزوى،
حيث تعتبر المنطقة ملائمة لممارسة رياضة المشي والتخييم والاسترخاء لما تتميز به من وجود برك مائية مناسبة للسباحة واعتدال جوها فأصبحت مقصداً لهواة المشي والمغامرة .