مذاغ : يونس الناصري
عبر صفحة مؤسسة الملتقى بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وضمن فعاليات “ليالي الوصال في زمن كورونا ذكر وفكر”،
نظمت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية الليلة الإفتراضية السادسة عشر، وذلك بشراكة مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال.
متابعي الليلة السادسة عشر كانوا على موعد مع مشاركة متميزة لمجموعة من العلماء والمثقفين والإعلاميين، وكذا منشدين مغاربة وآخرين من تركيا وأوربا، إضافة إلى شهادات حية لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية من فرنسا وانجلترا.
افتتح السمر الروحي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المقرئ سعيد مسلم، لتتلوها الكلمة العلمية الأولى للعلامة أحمد الغزالي، خريج دار الحديث الحسنية واستاذ الفكر الإسلامي، والذي تمحورت مداخلته حول موضوع ” وحي بعض المؤلفات التراثية في سلوك طريق التزكية”، أبرز فيها معالم السلوك والتربية والتي منها الاعتدال والشرعية،
وأكد أن التصوف المغربي يتميز بانضباطه بضوابط الشريعة، مذكرا في هذا الصدد بثوابت الهوية المغربية التي تبقى إمارة المؤمنين ضامنة وحاضنة لها.
لتعقبها الكلمة العلمية الثانية للدكتور منير القادري بودشيش مدير مؤسسة الملتقى ورئيس مركز المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، والتي تمحورت حول ” التصوف والتربية على الذوق الجمالي والإحساني”، تناول فيها الدور الذي يمكن أن تلعبه التربية الإحسانية وما تشتمل عليه من معاني الذوق والجمال في مد الإنسان بموازين صحيحة، ومفاهيم سديدة، ترتقي بالطبع وترققه، وتسمو بالذوق وترفعه، وتجعل المرء يحب الجميل حقا، وينفر من القبيح سجية وطبعا.
فيما كانت المداخلة الثالثة للإعلامي المتميز أحمد لخليع، التي بين فيها أهمية الذكر وأثره، وأبرز دور الشيخ في التربية مبينا مجال اشتغاله ومستدلا بأقوال المشايخ في التربية كحجة الإسلام الامام الغزالي.
وعلى غرار الليالي السابقة تميزت الليلة السادسة عشر بشهادات لمريدي الطريقة القادرية البودشيشية من خارج المغرب والمنتمين لجنسيات مختلفة، من فرنسا وانجلترا، والذين تناولوا من خلالها تجاربهم الشخصية والدور الإيجابي الذي لعبته التربية الصوفية التي يتلقونها في الطريقة القادرية البودشيشية في حياتهم.
وقد تم في هذا السمر الروحي عرض شريط فيديو تحسيسي من إنجاز بعض شباب الطريقة القادرية البودشيشية،
تناول موضوع البيئة وأهميتها، مع التأكيد على مسؤولية الجميع في المحافظة عليها باعتبار ذلك من صميم ثقافتنا الدينية التي تدعو الى المحافظة عليها.
وقد تخللت هذه الفقرات وصلات من بديع الإنشاد والسماع، حيث شنف أعضاء من الفرقة الوطنية الرسمية للطريقة القادرية البودشيشية للسماع والمديح المتابعين بقصائد سمت بأرواحهم، إضافة لقصائد من أداء برعومات الطريقة القادرية البودشيشية بمذاغ، ومجموعة الصفا من فرنسا، وعمل مشترك لمجموعة من المنشدين بأروبا، إلى جانب وصلات فردية متميزة من تركيا للمنشد بلال الحموي، ومن داخل المغرب للمنشد حكيم خيزران، والمنشد المتميز يونس مشطان الذي شارك في عدة مهرجانات دولية وبرامج إذاعية.
وضمن فقرة “من كلام القوم “، تناول الكلمة في الأخير الدكتور عبد الرحيم السني، متخصص في الشريعة والدراسات الإسلامية، تطرق في كلمته إلى التربية وأثرها على النفس، والذي تولى اختتام هده الليلة الروحية برفع الدعاء الصالح بأن يحفظ المغرب ملكا وشعبا والأمة الإسلامية والبشرية جمعاء، وأن يوفق جلالة الملك محمد السادس في خطواته الرشيدة.