قضية أطفال الشوارع قضيه جديره بالطرح ، والتناول ، والدراسه ، لاأعنى بأطفال الشوارع هؤلاء المشردين الذين باتوا بلا أهل فهاموا على وجوههم فى الشوارع ، يعبثون ، ويرتعون ، وتتقاذفهم الأيام حيث المجهول ، إنما من أعنيهم هؤلاء الأطفال الذين لهم أهل ، بل وينتمى بعضهم لأسر لكن منطلقهم فى التربيه إطلاقهم فى الشوارع طوال الوقت ، وكل الوقت ، يرتكبون المساخر ، وتتنامى لديهم النزعه العدوانيه ، ويترسخ لديهم الهزل ، ويزعجون الناس بضجيجهم ، يتعلمون كل سيىء ، ويتعايشون مع الفساد حتى الأعماق ، ويعظمون الإفساد في كل جوانب الحياه ، فتاهوا جميعا حتى باتوا نقاط ضعف فى المجتمع .
أزعجنى ماأرصده كل يوم فى ريف مصر حيث تغوص تلك الظاهره فى أعماقه ، بعد أن بات من الطبيعى أن تدفع الأم بأطفالها فى الشارع ، لتستريح من ضجيجهم ، دون إدراك منها أن هذا سبيلا للإنحراف فقد يتلقفهم أهل السوء فيفسدونهم ، أكاد أبكى كلما أدركتهم فى قسم شرطه يخضعون لسلطة القانون ، حيث فيهم من يشرب المخدرات ، أو يسرق ، أو يعظم الإنحراف ، وللأسف فيهم أبناء أسر لكنها أسر أهملوا فى تربية أولادهم ، ورعايتهم فإلتقوا بأهل السوء ، وتوافقت إرادتهم حتى تنامى لديهم المساخر . الأمر الذى معه أكاد أطالب بمحاسبة الأب والأم على هذا الإهمال بأشد أنواع وألوان المحاسبه المجتمعيه ، بل يتعين سن قانون يحاسب الأب على إهماله في تربية أولاده .
بحق الله .. الخوف يسيطر على نفسى ، والرعب يتملكنى ، لأن القادم المجهول بات بلاملامح تأثرا بما طال أطفالنا من تشرد ، في كل شوارع القرى ، والعزب ، والنجوع ، والكفور، حيث أجدهم يفترشون الأرض ، أو في شجار عنيف وشديد ، ممزوجا بألفاظ نابيه بات من الطبيعى أن يسمعها الجيران بعد أن تعايشوا معها كرها عنهم ، تحت رعاية أسرهم وترحيب ، بل إن بعض الأمهات يسلكن مسلكا بشعا في التربيه حيث يدفعن بأطفالهن منذ الصباح إلى الشارع ليلعبون ، وتستريح من ضجيجهم ، الأمر الذى يجعل الأطفال يأتون ببعض السلوك البشعه ، من تناول الدخان ، والمخدرات ، فيكون قدرهم هذا الإنحراف في في هذا السن الصغير .
أدق ناقوس الخطر ، ممسكا بجرس إنذار ، ومتمسكا بالأمل فى أن ينتبه أولياء الأمور لعمق كلماتى ، ومضامين ماطرحته بشأن تلك القضيه المحوريه الهامه ، وذلك إنطلاقا من الشارع ، خاصة وأن حصار تلك الظاهره والتصدى لها ليس مقصورا على أولياء الأمور وحدهم ، وإن كانوا المعنيين بالأمر ، بل يجب أن يكون للمسجد دور من خلال توعية أئمة المساجد أولياء الأمور بالنهج السليم في التربيه ، وكذلك المدرسه من خلال إعمال المدرسين دورهم في ضبط سلوك التلاميذ خاصة في المرحله الإبتدائيه لكونها هي التي تحدد مسار الطفل ، بغير ذلك ندفع أطفالنا للهلاك ونهدر طاقات الوطن في حاجه إليها .