كتب – محمد كامل :
أجلُّ أصحاب أحمد البدوي، كان من صدورِ المقرّبين، ومن أكابر العارفين، وقد أشرقت عليه أنوارُ شيخه، كان واعظًا مُرشدًا مسلكًا، تخرّجَ على يديه من السادات الأحمدية ما يَفتخرُ بهم الزمان.
ولد ببلدة فيشا المنارة، ولما دخل أحمد إلى مصر قبل دخوله على طندتا مر على ناحية بلدهم، وكانت عينُه وارمة، فمر على عبد العال، وكان إذ ذاك صغيرًا يلعبُ مع الصبيان، فطلب أحمد منه بيضةً من بيض الدجاج، يجعلُها على عينه، فقال عبد العال لأحمد: وتعطيني هذه الجريدةَ الخضراء التي في يدك. قال له: نعم. وأعطاها له أحمد، فأخذها وانطلق إلى أُمِّه، وطلبَ منها بيضةً من بيض الدجاج، فقالت: ما عندنا من البيض شيءٌ. فرجعَ إلى الأستاذ، وقال له: طلبت من أمي البيضة فذكرت لي أن ما عندها شيء من البيض. فقال له أحمد: ارجع إلى الصومعة الفلانية تجدْها مملوءةً من البيض. فأخذت أمُّه منها واحدةً، وخرجت مع ولدها مع أحمد. ورأت ولدَها يتبعه، لا يستطيعُ أن يمنع نفسَه عن اتباعه، فقالت: يا بدويَّ الشؤم علينا. فقال لها أحمد قولي: يا بدويِّ الخيرِ، سيصيرُ لولدك هذا شأنٌ عظيم. فقالت: من أين عرفت ولدي؟ فقال لها: من يوم ما أخذه الثور وشرد به، ولم يستطع أحد أن يأخذه من قرنه، فمدَّيت يدي فأخذته، ومن ذلك الوقت تبعه عبدُ العال، وكان من أمرِه كما ذكر أحمد ..
وكرامات عبد العال كثيرة منها: أن شخصًا راودَ امرأة عن نفسها في قبته، فسمّره، ويبس أعضاءه، فصاح حتى كاد أن يموت، فمضى الخبر إلى أحدِ الفقراء، فأتى ضريحَ عبد العال، وقرأ الفاتحة، وسأله الصفحَ، ودعا الله تعالى، فانتشرت أعضاؤه، وتاب وأناب، وصار من أصحابه.
وكراماته كثيرة مشهورة في بلاده، وبين الفقراء الأحمدية .
وكانت وفاته عام سنة 730، ودفن بجوار شيخه بالمقام الأحمدي .