نعــم .. هناك مصالح متعارضة ، وحقوق متصادمه .. تعكس واقعنا المرير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن فى دار إختبار وإبتلاء وبعدها إما جنه أو نار فماذا نحن فاعلون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعه يوم مبارك من أيام الله تعالى ، وفيه يتعين ألا نشغل بالنا بصراعات الحياه ، وتطاحنات البشر ، وترديات المجتمع ، بل يتعين أن نبتعد عن واقعنا السياسى تناولا وأداءا ، ونعيش في رحاب الله تعالى ، لعله عزوجل ينظر إلينا بعين الرضا ويشملنا برحمته ، ولكى يتحقق هذا البعد الإيمانى يتعين أن نغوص في أعماق النفس ، نستحضر الفضائل ، ونتعايش مع الإحترام ، وننشد الحياه الكريمه ، ونتمسك بالصدق منهاجا في الحياه ، ونفرض في واقعنا على الجميع التعامل الذى يجعلنا نسعد أننا في دوله محترمه ، وبلد تتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاقيات .
يقينا .. خلق الله تعالى الخلق ، وهيىء أسباب الرزق ، وأرسل الرسل لتبصير الناس ، وبعد ذلك يكون الثواب والعقاب ، فالله تعالى جعل ذلك لأنه العدل الذى لايضره معصيه ، ولاينفعه معروف ، ولايمكن أن يحاسب الناس إلا بعد بينه ، يضاف إلى ذلك وبحكم دراستى الأكاديميه للفلسفه أدركت أنه لأن أفلاطون فيلسوف فإنه تصور أن تلك المدينه الفاضله تقوم على أساس الإنسان نفسه سواء كان مسئولاً ، أو موظفاً ، أو عاملاً ، صغيرا كان أم كبيرا ، رجلا كان أو إمرأه ، وأراد أن يرسخ للمدينه الفاضله بكل ما تحمله كلمة «الفاضلة» من معان سامية في الشارع ، في العمل الحكومي ، في العمل الخاص ، في المراكز التجارية ، فى المسجد ، والكنيسة ، في المطاعم ، والأسواق .
أراد أفلاطون أن تكون كلمة ومعنى «الفاضلة» مترسخا فى الوعي ، والرقي ، في كل وقت وبأرقى صورها . بإختصار كان ينشد المجتمع الفاضل الذى يسوده العدل ، والتفاهم ، والإنسجام ، فيما يتعلق بكافة القضايا وجميع الموضوعات . لكن الواقع مرير ، فلا إلتزم لكثر من الناس بتعاليم الدين ، ولابأوامر الله عز وجل ونواهيه ، ولاإنتباه لديهم لآراء الفلاسفه التى تدعو للحق والخير والجمال ، لذا كانت الدعوات الطيبات لرب العالمين سبحانه أن يرحمنا برحمته .
إنطلاقا من ذلك يتعين علينا ألا ننزعج مما يشهده المجتمع من ترديات ، أو يعترينا من إحباطات تأثرا بما يفعله البعض في البعض من نقائص ، لأن ذلك من الطبيعى لأننا فى مجتمع بشرى وليس ملائكى ، وفى دار إختبار وإبتلاء وبعدها إما جنه أو نار بما كسبت أيدى الناس ، ويبقى علينا أن نأخذ بأسباب العيش ونعمر الكون ، وننشر الفضائل ، ونتمسك بالحب ، ونؤدى ماأمرنا الله تعالى به ، لعل مايجب أن يطيب الخاطر ويريح النفس مما يحدث من متناقضات بالمجتمع ، وصراعات إدراك أننا لسنا فى المدينة الفاضلة التى حاول أفلاطون تجسيدها فى الواقع ، وأن هذه المدينه الفاضله التى حدد معالمها أفلاطون لاوجود لها على أرض الواقع لا فى مصر ولا فى أى مكان بالعالم ، لأن الواقع يشير إلى أننا فى هذه الحياه نعيش فى إطار مصالح متعارضة ، وحقوق متصادمه .