الجوع العاطفي.. علاقات وراء الستار
بقلم: د. نجلاء يوسف
مدير صالون المدربين العرب
كم من حرمان أضعف النفوس وأفسد القلوب، فليس كل حرمان هو حرمان مادي فهناك حرمان من نوع آخر وهو الحرمان العاطفي.
قلوب بحثت عن احتياج الحب فلم تجد إشباع لها فجاعت حتى فتكت بكل مبدأ ودين وعرف وتقاليد لتشبع جوعها.
كم من فتاه حفظت نفسها وقلبها متمنية ان تجد حبها الحلال تحت سقف الزوجية وصدمت من سوء المعاملة أو زوج لم تتعلم كيف تفهمه وهو لم يتعلم كيف يتعامل معها؟
فليس المجال الدفاع وإعطاء الأعذار لهؤلاء إنما سرد الأسباب لتلافيها هو الأهم.
تعالوا لنتسائل فيما بيننا، لماذا تحدث الخيانات الزوجية وعلاقات ما وراء الستار؟
لماذا تهدم بيوت وتسقط نساء في الخطيئة؟
السبب الأساسي هو الجوع العاطفي، الرغبة في إشباع الاحتياج للاهتمام ومشاركة المشاعر وأحيانا الرغبة الملّحة في إعطاء الحب فهناك نساء اشتاقت ان تفرغ شحنتها العاطفية من حب واهتمام وعطاء لرجل ما كاحتياج طبيعي لأي امرأة لكن قوبلت مشاعرها بالاستخفاف والاستهزاء والصد ممن يفترض انه سكن لها
أو الانشغال والجري وراء متطلبات الحياه
علاقات زوجية هدمت كينونة المرأة وزرعت أفكار الحزن داخلها، وهنا وقفة امرأة حزينة تعني امرأة منكسرة ضعيفة فقدت ثقتها بنفسها ترى انها لا تستحق الحب وتصل بعضهن لقول أنا لست امرأة.
فقدت هؤلاء النساء معنى انوثتهن وبريق الحياه لكن ما زال بداخلهن جوع لم يتم اشباعه… هنا يظهر عامل اخر مساعد بجانب هذا الجوع والاحتياج العاطفي وهو صيادين الشيطان… قد يكون شخص صياد من وسائل التواصل الاجتماعي أو زميل عمل… قريب أو شخص من الثقات أو جار أو مهما كان كيف يظهر في حياتها هذا الصياد لكنه العامل المساعد لاكمال العلاقة وراء الستار.
الصياد يفترض ان المرأة تحتاج عاطفة ما وهو على استعداد لهذا الاشباع، يطرق دائما الاحتياج للاهتمام ويعزف على هذا الوتر فيكون لها المستشار ل مشاكلها تارة، أو المهتم بكل تفاصيلها تارة، والناصح الأمين تارة أخرى، والمتأمل في جمالها والمستعجب من إهمال زوجها لهذا الجمال ولهذه المرأة الذي لا يتركها الا مغفل ما غبي لا يعرف قيمتها.
تبدأ المرأة المستعدة نفسيا لأي جبر لقلبها المنكسر تستجيب بالتمني والتساؤل لماذا لا أجد هذا من زوجي، تبدأ تبحث عن نفسها فيما تسمعه من كلمات براقة وشعور في أغلب الأوقات مزيف يهدف فقط للوصول إليها ، فأغلب الصيادين يبحثن عن المتزوجات حتى يكون خالي المسئولية تجاهها.
و تتكرر الحكايات التي تطرح عليا في الجلسات الاستشارية كأنها قصص مكررة وتتشابه في كافة التفاصيل التي تبدأ من بناء الثقة وفضفضة واخذ الاستشارة والانبهار بحكمته ورجاحة عقله والتعود على التواصل تلفونيا أو عن طريق الشات ونصائح للحفاظ على بيتها وانتقاد لزوجها وهكذا…..
ولكن اليكِ عزيزتى المغفلةمبدأ عام يجب أن تفكري فيه جيدا قبل أن تسعى لخراب بيتك وتشتيت أبنائك، كل رجل يسعى وراء امرأة متزوجة هو عديم الأخلاق لا يأتي من وراءه خير، لا تغرك كلماته البراقة وحتى لو زرف لك الدمع فقد تعدي حرمات الله واستغل لحظات ضعفك، هو من اوصلك أو يريد أن يصل بك للتعدي على حرمات الله، فكيف يحبك كما تتوهمين وهو يأخذك للنار في الآخرة.
من يحب حقا يكون مسئول عن من يحب يأخذه للجنة وليس للنار يأخذه للاستقرار وليس للتوتر والارتباك.
اعلمِ أن كل زواج له مشكلاته التي يمكن أن تحل اذا بحثنا عن الحلول وجوعك العاطفي يمكن أن يطفأ ببعض التفاهم مع زوجك وان تتعلمي كيف تفهميه ويتعلم كيف يتعامل معك أن كان زوجك يستحيل معه العشرة فالطلاق والزواج الحلال المعلن الذي يحفظ كرامتك طريق مفتوح .. لا تقبلي الهوان تحت مسمى الحب فليست بالعاطفة وحدها تتوجه حياه المرأة العاقلة وحياه من تعولهم.
فقبل ان تندفعي لاشباع هذا الجوع وسد الفجوة التي بداخلك، توقفي وفكري الي أين يذهب بي هذا الطريق؟
إن وجدتي إجابة تجعلك تفتخرين بنفسك وترضي الضمير الحي داخلك… انطلقي.