كتب- أحمد نورالدين:
تحت عنوان (أثر ظاهرتي الإفراط والتفريط في التعامل مع النصوص الشرعية في العصر الحاضر وسبل مواجهتها. دراسة دعوية).. نال الباحث نصر رزق حمودة عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين والدعوة الاسلامية بطنطا درجة الدكتوراه.
تكونت لجنة المناقشة من أ.د/ أحمد اسماعيل ابو شنب استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية عميد الكلية مشرفا أصليا، وأ.د/ محمد سعد شعيب استاذ الدعوة والثقافة الاسلامية المساعد المتفرغ بالكلية مشرفا مشاركا، وأ.د/ يسرى محمد عبدالخالق استاذ ورئيس قسم الدعوة والثقافة الاسلامية بالكلية عضوا داخليا، وأ.د/ محمد عبدالدايم الجندى أستاذ الأديان والمذاهب وكيل كلية الدعوة الاسلامية بالقاهرة للدراسات العليا والبحوث عضوا خارجيا.
يقول الباحث الدكتور نصر حمودة عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين والدعوة الاسلامية بطنطا: إن الأمة الإسلامية قد ابتليت بفئام من أبنائها، تنكبوا الطريق السوي، وخرجوا عن الجادة، وانحرفوا عن المنهج الصحيح والصراط المستقيم، فتركوا ذلك المنهج الإسلامي الوسط، ومالوا عنه يمنة أو يسرة، ونزعوا إلى الغلو والتشدد، أو إلى الجفاء والتحلل، وكلا الأمرين تطرف وانحراف.
أما الفريق الأول: فهم أرباب ظاهرة الإفراط الذين يمثلون الغلو والتشدد حيث قادهم جهلهم، وفهمهم القاصر، وقلة علمهم وفقههم إلى أن يسلكوا طريق التكفير والإرهاب فقاموا بممارسة أعمال إجرامية في حق أمتهم ومجتمعهم وأوطانهم وأنفسهم، ومارسوا التخريب والتدمير والتفجير، وعاثوا في الأرض فساداً، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
وأما الفريق الثاني: فهم أرباب ظاهرة التفريط الذين يمثلون الجفاء والتحلل حيث تطرفوا من الجهة الأخرى، وتجاوزا الحد في الرفض والتحلل والتمرد على التوابت الدينية والمقررات الشرعية وأخذوا يمارسون دور التغريب، ويقومون بمهمة الإفساد والتخريب في الجوانب الفكرية والسلوكية والأخلاقية.
وإن أخطر ما عند أرباب هاتين الظاهرتين المنحرفتين أنهما دأبا على أن يتلمسا لمناهجهما الفاسدة وأفكارهما الضالة أصلاً ومدخلاً وسبيلاً واستمداداً من القرآن الكريم والسنة المشرفة، فكم من نازلة وواقعة وحدث وموقف استدعوا فيه آية كريمة أو حديثاً نبویاً شريفاً يرون أنه شاهد لهم، أو مسعف في موقفهم مع أن كلا الطرفين المغالي والجافي يشتركان في العوز والفاقة والحاجة والافتقار إلى أدوات الفهم والاستنباط الأمر الذي جعلهم عاجزين عن إدراك المعنى الحقيقي والفهم الصحيح لمرادات النص الشرعي الذي تلقته الأمة بالقبول عن فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم والعلماء من بعدهم.
أضاف الباحث أن تطرف الفكر والذي يمثله أصحاب ظاهرتي الإفراط والتفريط من أخطر أنواع الانحرافات حيث عن طريقهما يَغسلُ ضعاف النظر، أو أصحابُ المآرب الخفيّة أدمغةَ أبناء هذه الأمة الإسلامية، وينحّون الفطرة الصالحة النقية من نفوسهم؛ بحجج كثيرة تتصيَّد الأخطاء وتضخمها، وتتكئ في جلها على العواطف المجردة، والحماسة الملتهبة، والتشدد الأعمى؛ وأحادية النظرة، واتباع الأغراض الفاسدة، والظن والهوى؛مما لم يُنزل الله به من سلطان؛ لذا جاء هذا البحث موسوماً بعنوان (أثر ظاهرتي الإفراط والتفريط في التعامل مع النصوص الشرعية في العصر الحاضر وسبل مواجهتها دراسة دعوية)، وأعني به: “بيان النتائج السيئة المترتبة على الفهم الخاطئ لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الناجم عن التشدد أو التعصب للرأي من ناحية، والانحلال أو الجفاء من ناحية أخري، مع إبراز خطورة هذين الفكرين على العملية الدعوية، وخاصة في واقعنا المعاصر ووضع آليات ووسائل تسهم في الحد من هاتين الظاهرتين والقضاء عليهما”.
وعن أهمية موضوع الرسالة وأسباب اختياره له يوضح الدكتور نصر حمودة عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين والدعوة الاسلامية بطنطا: أننى أردت من خلال هذا البحث أن يكون لبنة أمام هذا الانحرافات الفكرية، يكشف عن الشبهات وجذورها وأخطارها، ويلفت النظر إلى نتائجها وآثارها، ويستحث الهمم لمجابهتها ومواجهتها، بل ومهاجمتها أيضاً في عقر دارها.
ولم يكن الهم الأساسي في هذا البحث هو السجال في الفروع والتطبيقات، أو الجدال في الأشكال والهامشيات وإنما كان الهم الأساسي هو البحث عن الجذور الغائرة والأسس الكامنة والأرضية الناظمة التي تشكل المنابع والروافد والقواعد التي يبني عليها أصحاب ظاهرتي الإفراط والتفريط رؤاهما وأطروحاتهما أثناء تعاملهما مع القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وقد تصدى علماء الأمة من لدن الصدر الأول حتى الآن في وجه كل انحراف فکري في فهم النص الشرعي، فأظهروا عوره، وبينوا زيفه، وقرروا قواعد وضوابط وآداباً للفهم الصحيح، تجنب المسلم سبل الضلال وطرق الانحراف.
وجاءت هذه القواعد وتلك الضوابط مبثوثة في ثنايا كتبهم، تحتاج إلى من يجمعها ويرتبها في صورة منهج علمي متكامل، يضمن لمطبقيه فهماً صحيحاً لنصوص الكتاب والسنة، وقد سعيت لهذه المهمة مستعيناً بالله تعالى ومستنيراً بآراء أساتذتي الأجلاء، سائلا الله الإخلاص والسداد والتوفيق والرشاد.
وحول أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره من خلال النقاط الآتية يقول:
- إبراز المكانة الأسمى لمصدري التشريع والهداية – القرآن الكريم والسنة النبوية – والأهمية الدعوية لهما، حيث تتزود منهما الدعوة، فهما الكاشفان لحقائقها، المبينان لمقاصدها، المؤصلان لمناهجها، المعلمان لأساليبها ووسائلها.
- الاستجابة للأمر النبوي بإلزام الدعاة إلى الله تعالى أن يحملوا على عاتقهم مسئولية نشر الفهم الصحيح للنصوص الشرعية، وتوجيه الناس إليه حتى لا يقعوا فريسة إما لأصحاب الرأي المتشدد أو أصحاب الفكر المنحل وأرباب الزيغ والضلال.
- أن من بين أبناء الإسلام من انخدع بأفكار وآراء هذين الصنفين، وتأثر بثقافتهما ومناهجهما مما كان له أبلغ الأثر في نشر تلك الأفكار الهدامة بين المسلمين الأمر الذي يلزم منه بيان الآثار السيئة لتلك الظاهرة وبيان خطورتها على العمل الدعوي.
- .أن بعضاً من أصحاب هاتين الظاهرتين قد وصل إلى مرحلة التبجيل والتعظيم وعدم قبول الطعن فيهم ممن جهل حقيقتهم من المسلمين، فأردت أن أزيح تلك الهالة المزيفة التي تنكر بها أولئك، لتظهر حقيقتهم، ويبدوا عوارهم، ويتضح أمرهم، والحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق.
- أن أمثال هذين الصنفين وأرباب هذه الأفكار أصبحوا معول هدم في صرح الإسلام العظيم، وحجر عثرة أمام موكب الإسلام المتقدم وأداء رسالته في تعبيد الكون كله لله، وأداة تخريب وتشكيك في عقول ونفوس أبناء هذا الجيل، وهو ما يجعل خطرهم عظيماً وشرهم جسيماً، وهو الأمر الذي يستوجب من كل غيور على دينه وخاصة الأقسام العلمية المتخصصة في شئون الدعوة، أن يكونوا حائطَ سدٍ وحصناً مانعاً وسيفاً زاجراً لردع المنتسبين إلى هذه الأفكار الشاذة والآراء المنحرفة وكشف زيفهم وبيان ضلالهم وفضح خيانتهم لله ولرسوله والمؤمنين.
- بيان أن العقل السليم لا يمكنه أبداً أن يخالف نصاً صحيحاً، وبيان خطورة مسلك من غالى وتعصب في فهم النص أو من أولَّ النص ليتناسب مع فكره وهواه.
- إرادة الإسهام في كشف القناع عن مخططات أعداء الإسلام الذين يحيكون الدسائس لأبناء ديننا الحنيف، وتحذير المسلمين من الوقوع في شراكهم والتأثر بأقوالهم.
- السعي خلف تلك الثلة من أبناء الإسلام الذين وقعوا فريسة لأذناب الغرب في بلادنا، وانساقوا خلف دعواتهم الزائفة، وشعاراتهم البراقة، بعلة المدنية والحضارة للعودة بهم إلى رحاب الإسلام، حيث تحقيق السعادة في العاجل والآجل، وليعلموا أن الإسلام هو الدين الحق الصالح لكل زمان ومكان
وعن أهم النتائج التى توصل لها الباحث الدكتور نصر حمودة عضو هيئة التدريس بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة الاسلامية بطنطا فى رسالته، قال فضيلته إننى استخلصت عددا من النتائج المهمة، منها:
- إنَّ مما خلصت إليه الدراسة أن لكلا الظاهرتين أسباباً دفعت إلى ميلادهما، وكانت عنصراً رئيساً في تكوينهما، وهذه الأسباب لا يخلو منها زمان ولا مكان، بعضها متعلق بالشخص نفسه، أو البيئة المحيطة به، أو المجتمع الخارجي الذي تمثله القوة العالمية، ولكل منهما نظرة مختلفة من تلك العوامل فأصحاب ظاهرة الإفراط مثلاً تأثروا بالكيد العالمي للمسلمين، وما يمارس عليهم من مؤامرات واضطهادات، وأصحاب ظاهرة التفريط فتنوا بالحضارة الغربية ومنجزاتها المادية، فانساقوا خلفها في كل شيء وجعلوا من الدين عائقاً للوصول إلى ذلك التقدم والنهوض الحضاري.
- إن مما أسفرت عنه الدراسة أن لأرباب الإفراط والتفريط ظهيراً خارجياً، وداعماً وسنداً متمثلاً في قوى دولية تقدم كل وسائل الدعم المادي والمعنوي التي تجعل من هؤلاء القوم مجرد دمى يحركونها كما يشاؤون حتى يساهما وبشكل كبير في تنفيذ مخططات أعداء الخارج .
- من نتائج البحث إظهار الخلل في مصادر التلقي الذي وقع فيه أصحاب الظاهرتين فأرباب الإفراط أخذوا العلم عن أشباه العلماء مما لم تكتمل لديهم أدوات العلم الشرعي وأرباب التفريط لم تحصل لهم ممارسة العلوم والاطلاع على كلام أهل العلم وبالتالي لم يكن لدى كلاهما قواعد علمية صحيحة تسهم في فهم النصوص الشرعية.
- من الأمور التي توصلت لها الدراسة أن أصحاب ظاهرة الإفراط عندهم جهل بمسائل الإيمان والتكفير ودقائقهما، والضوابط الشرعية المتعلقة بهما، فالتكفير مثلاً له شروط لا بد من توافرها، وموانع لا بد من رفعها حتى يُحكم بالتكفير على من يستحقه، وهذه مسألة مهمة للغاية.
- من نتائج الدراسة أيضا أن أرباب الظاهرتين حذروا أتباعهم من التلقي عن العلماء الربانيين، وأساؤوا الظن فيهم، وسعوا إلى إسقاط منزلتهم عند الناس، واحتقارهم ورميهم بالجهالة ووصفهم بالعمالة للقيادات الحاكمة في الدول الإسلامية، وذلك كله من أجل خوفهم من تأثير العلماء على الناس بما عندهم من علم يخالفون به ما عليه أهل الجهل والضلالة من كلا الطرفين من أفكار منحرفة، ومبادئ زائفة.
- إن من الأمور التي برزت وبشدة في ثنايا البحث أن أصحاب الظاهرتين لم يألو جهداً في استخدام الأساليب والوسائل التي تسهم في نشر أفكارهم، والتعريف بمبادئهم، لا فرق عند كلاهما إن كانت تلك الأساليب والوسائل شرعية أم غير شرعية، المهم لديهما أنها تساعد في الوصول إلى نتائجهم التي يبغونها، وأهدافهم الرامين إلى تحقيقها.
- لقد اتضح من خلال البحث أن أرباب ظاهرتي الإفراط والتفريط لديهما خللٌ في فهم النصوص الشرعية المتعلقة بقضايا العقيدة الإسلامية، إذ فسر كلا الطرفين تلك النصوص بما يتوافق مع هواه، وفكرته، ومذهبه الداعي إليه، ففي قضايا الألوهية مثلاً أوقع سوء الفهم للنص الشرعي أصحاب ظاهرة الإفراط في إثبات الجهة لله، وتشبيهه بصفات خلقه، في الوقت الذي رفض فيه أصحاب ظاهرة التفريط عقيدة وجود الإله أصلاً وكونه خالقاً للكون ومهيمناً عليه.
- يعد التعامل الجائر مع النصوص الشرعية شوكة تطعن في ظهر الأمة، أو معول هدم في جسدها، حيث يترتب عليه تفريغ الأمة من عقائدها الأصلية أو شعائرها التعبدية أو قيمها الأخلاقية.
- أن من الواضح في ثنايا البحث أن كلا الطرفين قد عرفا ما لوسائل التكنولوجيا الحديثة من تأثير على الناس، حيث شكل الإعلام لهما بوسائله المختلقة مقروءة ومسموعة ومرئية وسيلة هامة جداً قصدوا من خلالها إلى نشر أفكارهما المسمومة، ومبادئهما المشبوهة.
- من النتائج الهامة التي أفرزتها تلك الدراسة أن للأسرة بما تمارسه من وسائل تربوية دور فعال بالإيجاب أو السلب على شخصية أبنائها، فإن أحسنت الأسرة التنشئة والتربية السوية القائمة على شيوع جو الحب بين أبنائها، وفتح آفاق الحوار كان الناتج عنها شخصاً سوياً ينفع مجتمعه وتسعد به أمته، وإن خالفت تلك الوسائل بأن كان العنف هو السائد بين أعضائها، أو عدم الاهتمام بالدين والتقصير فيه أفرزت لنا إما شخصاً متشدداً مغالياً ينتمي لظاهرة الإفراط أو شخصاً مجافياً مقصراً ينتمي لظاهرة التفريط.
- أظهرت الدراسة من خلال ما ورد فيها من مناقشات ومجادلات وردود لعلماء الأزهر الشريف أن المنهج الأزهري الوسطي الأصيل القائم على الفهم الصحيح للنصوص الشرعية يمثل عاصماً ونجاة من الشطط العقلي والانحراف الفكري الذي وقع فيه أرباب هاتين الظاهرتين .
- إن مما أبانه البحث أن أصحاب ظاهرتي الإفراط والتفريط يمثلان ضرراً عظيماً وخطراً جسيماً على الأمن الفكري والمجتمعي.
- أظهر البحث أن كلا التيارين في تناولهما لكثير من قضايا الدعوة الإسلامية كانا بعيدين عن المنهجية العلمية، ولم يتجرد أصحابهما للحق، وقد بدا ذلك واضحاً في محاولتهما تفسير النصوص الشرعية حيت لم يدعا سبيلاً من سبل التحريف والتزييف إلا استعملاه كالتأويل التعسفي، أو اجتزاء النصوص أو الاستعانة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة أو رد الأحاديث الصحيحة أو التشكيك فيها إلخ تلك السبل الضالة التي تؤكد كلها على افتقادهما للمنهج العلمي الصحيح في التعامل مع النصوص الشرعية.
- اتضح من خلال البحث أن أصحاب ظاهرة التفريط حريصون على رفع شعارات التجديد في التراث الإسلامي – وهذا أمر لا نختلف معهم فيه – ولكن عند التحقيق يتضح أنهم يخلطون بين التراث الإسلامي بوصفه فكراً بشرياً – فيه الخطأ والصواب ويقبل التعديل والتصويب – وبين النصوص الشرعية ، ليصل من خلال ذلك إلى إخضاع تلك النصوص هي الأخرى لفهم تجدیدی حداثي يتغير بتغير الواقع وتطوره، وبدلا من أن تكون تلك النصوص الشرعية في الحكم على هذا التراث قبولا ورداً ، تصبح هي الأخرى عندهم مادة قابلة للزيادة والنقصان والحذف والتبديل والتغيير … إلى آخر تلك الصور المنحرفة في التعامل مع النصوص الشرعية .
- لقد تبين من خلال تلك الدراسة أن لكلا الظاهرتين آثاراً سلبيةً ونتائج سيئة تعود بالضرر على أركان العملية الدعوية برمتها من داعية ومدعو وأساليب ووسائل، ومنها القلق والصراع النفسي، والأنانية، والفردية ،والخروج عن الفطرة ،وهدم النظام الأسري، والانتحار، والإلحاد، والكبر، وحب الظهور إلى آخر تلك الآثار المدمرة والنتائج المهلكة على كل من الداعي والمدعو.
- أبان البحث أن كثيرا من أفكار الظاهرتين وآراءهما تجاه الدعوة الإسلامية مبني على التأثر بثقافات وافدة منحرفة، وهي في أصحاب ظاهرة الإفراط مبادئ وأفكار الفرق الضالة كالخوارج، وفي أصحاب ظاهرة التفريط دراسات المستشرقين وأفكارهم وشبهاتهم حول الإسلام.
وحول أهم التوصيات التى توصل لها الباحث، قال فضيلته: إننى توصلت لعدد من التوصيات منها:
- أنه في سبيل مواجهة هاتين الظاهرتين، والقضاء عليهما، ووضع العلاج لمن وقع أسيراً في حبائلهما، يوصي الباحث بأنه لا بد من تكافل كل مؤسسات الدولة، وأطراف المجتمع بحيث توضع خطط شاملة تتكامل كلها في وضع استراتيجات جادة، وإيجاد حلول جذرية تحقق تلك الغاية العظمى وهي تكوين مجتمع سوي فاضل خال من المعقدين نفسياً، أو مروجي الشهوات والشبهات.
- ضرورة الاهتمام بنشر العلم الشرعي الصحيح، المستمد من الفهم الصحيح لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتربية المجتمع على حب ذلك والعناية به، فإنه السبيل القويم للعصمة بإذن الله من الانحراف والتطرف في الفكر والسلوك.
- التوعية بوسطية الإسلام الحقيقية وسماحته، ونشر ذلك بين الناس، وتطبيقه واقعاً في حياتهم، مع التأكيد على أن الوسطية والتأثير لا يعنيان الانفلات، وعدم الالتزام بتعاليم الشرع المطهر، كما أن التمسك بتعاليم الدين، والعمل بسنة سيد المرسلين على هدى وبصيرة لا يعني الغلو والتشدد.
- الحرص على إحياء ثقافة الحوار الصريح الهادف المثمر بين أفراد المجتمع من خلال المؤتمرات والمحاضرات والندوات، وهو ما يعد وسيلة فعالة لمناقشة القضايا الشائكة، وحل المشكلات المستعصية كالإفراط والتفريط.
- أن تعمل الأسرة وكذلك المؤسسات الدينية والتعليمية على أن تغرس في نفوس أبنائها ومرتاديها العقيدة السليمة التي لا يشوبها كدر، والشعائر التعبدية، والقيم الأخلاقية، والوطنية، بما يربي في نفوس الأفراد الشعور بالانتماء الديني والوطني ، وهو ما ينأى بهم عن السلوك التخريبي أو الانحلال الأخلاقي.
- العمل على رصد أفكار وشبهات أرباب ذلك الفكر المتطرف من كلا الظاهرتين من خلال مصادرهما المختلفة ومتابعة أطروحاتهما ومشاريعهما الفكرية وتناولهما بالنقض والتحليل من خلال الدراسات الأكاديمية المتخصصة .
- ضرورة الارتقاء بمستوى الإعلام الإسلامي تأصيلاً وتطبيقاً، عن طريق الاهتمام بكليات الإعلام وأقسام الإعلام في الجامعات الإسلامية ، والعمل على إنشاء مؤسسات إعلامية دعوية تكون قوية وفعالة بحيث تستطيع أن توجه الأفراد والمجتمعات الوجهة الصالحة و تحول بينهم وبين تأثیرات البث الإعلامي المضاد للدعوة الإسلامية .
- جمع جهود العلماء في التصدي لتلك الأفكار الهدامة من أرباب الظاهرتين، وكذلك الرسائل العلمية (الماجستير والدكتوراه) المتعلقة بهاتين الظاهرتين وطبعها ونشرها على نطاق واسع، ليستفيد منها أبناء المجتمع.
- اهتمام ولاة الأمر بما تحت أيديهم من مؤسسات بالشباب خاصة حيث يعدون لقمة سائغة وكلأ مستباحاً لأرباب ظاهرتي الإفراط والتفريط، ما يستدعي من الحكومات توجيه قدرات الشباب وتفريغ طاقاتهم وإشراكهم في المجالات السياسية، وتنمية مواهبهم المتعددة بما يعود بالنفع العام على مجتمعاتهم.