كتبت: إيناس مقلد
سألت سائلة تقول: ذهني يَشرد في صلاة الفريضة حتى لا أعرف كيف أنهيتها فماذا أفعل حتى أخشع في صلاتي؟ وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوى قائلا:
أولًا : أَمَرَ الشرعُ الشريف بالحضور في الصلاة والخشوع فيها ، وتصفية القلب من التعلُّق بالأمور الدنيوية ، وذلك من خلال القيام بالأعمال الضروريَّة للإنسان والتي تشغله غالبًا ، وذلك قبل الشروع في تكبيرة الإحرام .
ثانيًا : حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من النوافل والسنن جبرًا للخلل والنقصان، وقد روى أبو داود في سننه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِم الصَّلَاة ، قَالَ : يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ : انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي : أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا ؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً ، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا ، قَالَ : انْظُرُوا هَل لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ ، قَالَ : أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُم ” .
ثالثًا : من فضل الله علينا أن الصَّلاةَ ما دامت مستوفيةً لشروطها وأركانها فهي صحيحةٌ ، ولا يبطلها قلةُ الخشوع فيها أو انعدام حضور القلب فيها ، لكن يقلل من أجرها؛ حيث قال تعالى : {قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ . ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2].
والخلاصة : أن شرود الذهن في الصلاة لا يُبطلها ما دام المسلم قد أتمَّ شروطها وأركانها ، وينبغي على المسلم أن يقوم بإنجاز أموره الضروريَّةِ التي تشغل باله وفكره عن الصلاة وفي أثنائها ، ثم يدخل الصلاة مستحضرًا عظمة الله تعالى ، وسبيله في تحقيق الخشوع أن يتدبَّر الآيات التي يقرؤها ، وأن ينطق قراءة القرآن والأذكار التي في الصلاة بتؤدة ، وعلى مهل ، فذلك أدعى للخشوع فيها .
والله أعلم