غادر
شعر/ غادة عقل
غادر
فلن أبكي عليكَ
ولن تتبعكَ روحي
بعدَ اليومِ
فطالما خبّأتُ تحتَ عباءتك أحلامي
ووضعتُ بين حناياكَ آمالي
ورسمتُ طريقَ العمرِ تحتَ قدميك
وأبحرْتُ رحلةَ الحياةِ في بحرِ عينيك
ومدَدْتُ لك يدي
لتأخذني إلى برِّ الأمان
وفرشتُ لك رمشي
وأدخلتكَ قلبي
وأغلقتُ عليك
والروح وهبتك
والماضي والحاضرُ
والمستقبلُ لك
فما كان منكَ إلاّ الهجرَ والنّكران
فراقٌ وسهدٌ وبقايا حُطام
دمارٌ في الأعماق
رفاتُ قلبي تبعثرَ على الطّرُقات
هاتِ ما عندكَ هات
هات ما تبقّى من جحود
ارمِ صواعقَ غدرِكَ في وجهي
فأنا أستحقّ منكَ هذا الدّمار
ذنبي أنّي مدَدتُ يدي لغادر
لا يعرفُ معنى الوفاء
لا يعرفُ معنى عن الحبّ
لا يعرفُ شيئا عن الآمال
اقتلْ احلامي
فمثلك لا يعرف كيف تزرع الأشجار
مثلك لا يعرف إلاّ جني الثمار
مثلك لا يعرف إطفاء الحرائق
أنت لا تجيد إلاّ العبثَ بالثقاب
لتصنعَ الكوارث والنيران
ارحل عني
فأنا زارعةُ الخيرِ والإخلاص
قلبي حيٌّ بالحبّ ينبض
فمالي وقلبكَ الميّت المدفون
فليس مثلي مَن تنبشُ القبور
فإنّ ذلك
في شرعي حرام