حبيبتي يا كورونا
قصة بقلم/ د. عزة شبل
ياسلاااام ! بقالي في العمارة سنة، أول مرة أمسك ورقة بعشرين، فين الكورونا دي من زمان، ماجتش ليه؟ ربنا يخلي لنا الكورونا، أول حاجة هجيب ربع كفتة من عم إسماعيل اللي على الناصية، دى ريحتها ترد الروح، ياسلام لو يشغلني عنده بدل العمارة اللي أنا طالع نازل امسحها، وكل شوية طلبات من برة، واللي يقولي القوطة مفعصة رجَّعها، واللي يتأمَّر عليَّ ويزعق لو اتأخرت في الطلَبات، وكله كوم والست المجنونة اللي في التالت دي كوم تاني، هرياني مشاوير مش بتجمَّع حاجتها كلها مرة واحدة، نسَّايه، كرهتني في عشتي.
كل ما تفتكر حاجة ماعندهاش غير يا زكي اطلع … يا زكي روح…. يا زكي تعالى… إنما بتاع الكفتة ده ..يا سلاااااام ، أقل ما فيها هايديني صباع كفتة ويمكن صباعين .. وآخدهم وأنا مروَّح للعيال، وأمهم بقى تقولي تعيش وتجيب لنا يا سي زكي، وأنا برضو مش هقطع العشم، وأديني في الرايحة والجاية بوري له نفسي وأسلم عليه، يمكن في يوم يمشِّي الواد الُّلكعي اللي عنده، وساعتها أدخل أنا بقى وتبقى دي فرصتي، ده إحنا هنتنغنغ كفتة، واحتمال يديني ربع فرخة مشوية كمان، ما أنا كل يوم بشوف مع الواد لفِّة كبيرة وهو مروَّح آخر اليوم، أكيد فيها الكفتة والربع فرخة.
والله يا واد يا زكي هتبتدي الدنيا تضحك لك، النهاردة عشرة جنيه الحاجة عنايات خافت تمسكها، أنا شفت وشها وهي مرعوبة من ورا الباب وبتاخد الكيس، وقالت لي الباقي كام؟ طب خده، وخليه عشانك، دي ست جِلدة، عُمْرها ما سابت لي حاجة، مع إن ربنا فاتحها عليها، وابنها الظابط بسم الله ما شاء الله عقبال ما أشوف ابني ياسين مش حارمها من حاجة أبدًا، كل أسبوع يجيب لها حاجات، وسطي بينقطم في تطليعها إشي فاكهة، وإشى خضار، وإشي كياس وإشي علب يَامَا.
يا سلااااااام .. هحط العشرة جنيه بتاعة الحاجة عنايات على الخمسة جنيه بتاعة الدكتور محمد، على العشرة التانية بتاعة الأستاذ عمر، وأجيب ربع كيلو كفتة، وأخليه يحط معاها بقى سلطة كتير، ده عليه حبة مية سلطة مشطشطة.. الفول الصبح ما يحلاش إلا بيها.
وكده بقى معايا 500 جنيه تحويشة التلت شهور اللى فاتوا، وأنا هشد حيلي شوية، وهزودهم كمان، ما أنا في الطالعة والنازلة بقوم بالواجب، وانقل لهم كل الأخبار الوحشة، عشان يترعبوا اكتر، وما يرضوش ياخدوا مني الباقي، طول عمرهم إيحه، ولا شفت منهم أبيض ولا أسود من يوم ما مسكت العمارة، النهاردة هطلع للست هدى دي بقالها شهور ما نزلتش الشارع.
– أيوه يا زكي جبت الحاجة؟
– طيب حطها عندك قدام الباب وأنا هبقي آخدها
– شكرًا يا زكي
– العفو يا ست..
– حضرتك سمعتِ آخر الأخبار، بيقولوا إن العمارة اللي فيها بتاع الفراخ اللي في الشارع اللي ورانا جت الصحة امبارح وأخدوا كل سكانها في العزل، وفضَّوها كلها والعياذ بالله، ورشوا العمارة كلها، وقفلوها…
– ربنا يسترها عليك وعلينا يا ست، دا الحالات عمَّالة تزيد، وما حدش عارف حاجة، وربنا كريم، والباقي أهو يا ست، تؤمري بأي حاجة تانية، أنا خدَّامك.
– لا شكرًا يا زكي، وخد الباقي عشانك.
500 جنيه يا واد يازكي يا فِتِك، في 3 شهور بس، أمال لو كورونا دي قعدت ييجي سنتين تلاتة كده، هتعمل إيه، المهم دوقتي بقى جيبي عمران، وجايلك يا بت ياهند، ده أنت عليك جوز عيون، يدوخوا بلد، ولا ضحكتك، ومشيتك، حكاااااااية، بس لو ماكنش مهرِك غالي.. آل إيه شبكتي لازم ما تقلش عن 500 جنيه زي زينب أختي، أنا أعرف بيجيبوا الفلوس دى كلها منين، ماهم زي حلاتي، وجوز اُختها بواب برضو، ولا يعني عشان بواب عمارة في التجمع، طالِع فيها، ونِفسه هتتكبر علينا!!