اليوم الجمعه وفيه يتعاظم الصدق ، واليقين أننا جميعا إلى زوال ولن يبقى إلا السيرة الطيبه ، ولن ينفعنا إلا العمل الصالح ، والحذر كل الحذر من الترديات ، بعد أن تنامت الأكاذيب ، وتلاشت الفضائل ، وبات كل شيىء فى هذا المجتمع بالمقلوب ، حتى أن كل الساسه أصبحوا يطرحون الشيىء وعكسه حتى الذين ظننا أنهم أصحاب مبادىء ، وتربوا فى كنف أحزاب ذات أيديولوجيات يساريه ، وأخرى شعبويه ، الأمر الذى معه فقد الجميع القدره على فهم طبيعة المرحله ، عمق ذلك هذا العدد الضخم من المرشحين لمجلس النواب الذين لايعرف معظمهم أبسط حقوق النائب وواجباته ، حتى قادة الأحزاب خاصة أحزاب الموالاه ومعهم الأحزاب السنيده حتى المصنفه معارضه أصبح حديثهم لايقنع طفل صغير ، ويقاتلون من أجل مقعد نيابى منطقه إما تزوير ، أو مرجعه المال السياسى الفاسد ، ومع ذلك وفى تناقض عجيب يجلس البهوات من قادة الأحزاب فى القاعات المكيفه يتباهون أنهم حققوا إنتصارات وكأنهم يراهنون على أن قطاع كبير من الشعب من البلهاء ، المشكله أنهم يعرفون تلك الترديات لكنهم يكابرون ، ويخدعوا حتى أنفسهم أنهم أحدثوا نقله نوعيه فى واقعنا الإنتخابى والسياسى ، المصيبه أن الكثيرين منهم مازالوا على هذا الإعتقاد رقم فيتو الرئيس بشأن الإنتخابات الكارثيه ، وهذا البيان التاريخى العظيم الذى عمق شعبية الرئيس فى نفوس المصريين ، ورغم الدوائر الإنتخابيه التى أبطلهتها الهيئة الوطنيه للإنتخابات ، والمحكمه الإداريه العليا بعد ثبوت التزوير ، بالمجمل أصبحنا فى واقع تعاظم فيه فقدان الثقه فى كل شيىء وأى شيىء نتعايش معه بالمجتمع وهذا طبيعى لأن الشعب هو من فى الشارع ويرصد المساخر ، ويدرك المتناقضات ، ويتعايشون مع كارثية المال السياسى الفاسد ، ونواب الباراشوت الذين يفرضوا عليهم .
تلك الأجواء جعلتنا ننتبه لأحوالنا ودائما أدعو رب العالمين سبحانه ، “اللهم إني أعوذ بك من فواجع الأقدار” وهو دعاء نبوي شريف مبتغاه طلب من الله الحماية من المصائب الشديدة والمفاجئة ، خاصة فقد الأحبة ، وحزن القلب الشديد ، ويُعد من الأذكار التي تُردد للحفاظ على النفس والقلب من الصدمات والأحزان العظيمة ، وهو من السنة النبوية ، ويدعو المسلم فيه بالاستعاذة من كل سوء ومكروه قد يصيبه في دينه أو دنياه ، هذا الدعاء بات من المسلمات اليوميه بعد أن أصبحنا نستيقظ كل يوم على فاجعه برحيل صديق ، أو تعرض ٱخر لحادث ، أو مرض أصيب به حبيب ، أو أزمه تعرض لها جار ، أو مصيبه زلزلت أركان زميل ، لعلنا نتعظ ، لكننا لانتعظ حيث أخذتنا الحياه إلى الصراعات الداميه ، والصدامات الكارثيه ، والسخافات التى باتت من لوازم الأيام ، تلك الأجواء جعلتنا نتضاءل أمام أنفسنا ، وندرك أننا بلا قيمه ، بعد أن تعاظم الهزل وأصبح من ثوابتنا الحياتيه .
الإنكفاء على الذات أراه الآن ضرورة حياتيه بعد أن طال الهزل كل مجريات الحياه يتعاظم ذلك أيضا أيام الجمعه ، حيث يخلد الإنسان بنفسه يعيد حساباته ، ويراجع قراراته ، ويحدث تقييما لمواقفه ، ويعمل على الإنطلاق فى حياته من فعل الخير ، وتقديم العون ، ونصرة المظلوم ، والإصطفاف لتقوية الضعيف ، ومساعدة أسيادنا المرضى ، وقول الحق فيما يطلب منه من نصيحه ، ويترفع عن المشاحنات ، والتطاحنات ، والصراعات التى باتت السنه الرئيسيه فى تعاملات الناس .
خلاصة القول .. الخلود للنفس فضيله لاشك فى ذلك ، وإحتضان الصديق بات أحد منطلقات الطمأنينه فى الحياه ، بعد أن أدركنا أن هذا المجتمع اصبح يفهم فيه كل شيىء بالمقلوب ، إلى الدرجه التى معها أصبح يعانى أصحاب المبادىء ومن لديهم رؤيه صادقه ، ولايجدون من يستطيع إحتضان فكرهم الراقى ، فتاه الناس حتى من أنفسهم ، وفقدنا جميعا القدره على الفهم ، وإدراك الغايات النبيله ، والتعايش مع أصحاب الرؤيه السديده ، والتعاون مع القادرين على العطاء بحق ، وبذل الجهد لإحداث تقدم حقيقى بالمجتمع ، يبقى الأمل مابقيت الحياه فى إحداث تغيير حقيقى للأفضل شريطة وجود إراده حقيقيه ومناخ مجتمعى يعظم ذلك .








