الوطن هو الحياه ، ومصر هى الكيان ، لذا فإن الحفاظ عليهما واجب وطنى أكد ذلك الشرع الحكيم ، تلك ثوابت يقينيه ، أنطلق منها فيما أطرحه فى أى أمر يتعلق بواقعنا ، وذلك ككاتب صحفى متخصص ، وكمحلل سياسى ، والترسيخ لأهمية الحفاظ عليهما ، والعمل على نهضتهما ، وضرورة الإنتباه إلى أنه لايليق بأى حال من الأحوال غض الطرف عما يحدث فى واقعنا السياسى إنطلاقا من الشأن الإنتخابى ، لأننا فى دوله محترمه ، ومن الأهمية أن نتفاعل مع واقع محترم ، وأن يتولى أمروضع سياساتها وتطبيقها قاده أيضا محترمين ، أتمنى أن ينهجوا جميعا نهجا يعمق الإيجابيه ، ويرسخ للعطاء ، ويجعل المصداقيه منطلقات تعامل .
إنطلاقا من ذلك .. إن ماتم تسريبه من أسماء سترشحها تلك الأحزاب بالقائمه والفردى خاصة أحزاب التحالف الوطنى بالغربيه ، فى القلب منه بلدتى بسيون لو صحت سنكون أمام منعطف خطير ، ومصيبه كبرى ستحل بالوطن ، لأن المرحله القادمه فى عمر الوطن لها علاقة بما سيتم فى هذا الشأن من ناحية ثوابت الإختيار ، ونوعية المرشحين ، والإنتباه لما تم الترويج إليه والتحفظ عليه الأيام القليله الماضيه ، خاصة ماتم الزعم به بأن المال السياسى الفاسد هو المحدد الرئيسى لإختيار المرشحين ، والتركيز على طبقة البهوات ، وعلية القوم ، وعدم الإلتفاف لأى قياده شعبيه ، لأنها ليست من ذوى الملايين ، وهذا يدفع بنا لاشك لمنحدر خطير سيأخذنا لهوه سحيقه ، هذا رصدا لواقع الحال الذى لايمكن أن تكون الأجهزه فى غفله عن رصده ، وكذلك العقلاء من قادة الأحزاب ويتحركون لتصويبه على وجه السرعه بحكمتهم المعهوده ، ووطنيتهم الراسخه ، وإن لم يكن ذلك نكون أمام مصيبه حقيقيه ستعمق بصراحه لفقدان الثقه فى كل شيىء وأى شيىء .
أرصد وبقوه تأكيدات لقادة الأحزاب خاصة أحزاب التحالف الوطنى بشأن نوعية المرشحين والضوابط التى يتم بمقتضاها إختيارهم ، والذى أكد عليها قبل ساعات السيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة الوطنيه لـ “تحيا مصر ” عقب إجتماع الجبهة الوطنيه ، لكن التفاعل معها واليقين بمصداقيتها يبقى مرهونا بالإعلان عن المرشحين ، واليقين بانهم ترجمه حقيقيه لتلك التصريحات الرائعه ، متصديا إلى حين لأى محاولة للإحباط ، رافضا إلى حين أيضا ترديد أنها ماهى إلا تصريحات فنكوشيه ، صدرت من أحزاب كرتونيه ، تتسم بواقع ” فاساكوني ” ، ولذلك دلاله تعكس أن الأمر جد خطير ، وتلك القضيه فى تقديرى ستكون فارقه فى واقعنا الحياتى وليس فى واقعنا السياسى والنيابى فحسب ، يعتصرنى الألم عندما أدرك نبض المواطن وهو يقول أن مايصدره قادة الأحزاب لنا ماهو إلا مكلمه وشعارات لاعلاقه لها بالشارع ، أو الحقيقه ، مكلمة لايدرك من يصدر لها أن الناس تسخر من مفرداتها ، وشعارات قد يقع من يستمع إليها على الأرض من الضحك لإدراكه بتلك الحاله من تغييب العقول ، متمنيا ألا يتجاهل أحدا هذا النبض الشعبى ، والعمل على نفيه ليس بالكلام أو الشعارات ، إنما من خلال تصدير واقع حقيقى يتسم بالمصداقيه ، ويتحلى بالإحترام ، لأن المواطن البسيط ذكى لايقتنع بكل ذلك لأن مايدركه لايعمق للشفافيه ، أو ينطلق من مصداقيه ، وضرورة الإنتباه إلى أن التمسك بوجود نوعيه تعظم المال السياسى الفاسد سبيلا للتواجد بالقائمه المطلقه هو شهادة وفاه لكل واقعنا السياسى والحزبى وحتى البرلمانى ، بل إن ذلك سيؤدى إلى سحق العمل السياسى ، وتدمير الأحزاب وتهميش المواطن ، لإدراكه أن القائمه هى الباب الخلفى لحماية المال السياسى الفاسد ، وجعله منطلقا للحصول على عضوية البرلمان ولاعزاء للكفاءه ، والخبره ، ومن يمتلكون رؤيه ، عمقتها تجارب الحياه .
تناغما مع هذا الواقع المؤلم كان الإعتذار عن الترشيح رغم ماطوقنى به أبناء بلدتى من فضل التمسك بأن أرشح نفسى ، شاكرا من طلبوا منى حضور مقابلة للترشح وتقييم الموقف ، حزين ان يروج البعض من أصحاب المال السياسى الفاسد أن من تم دعوتهم من القامات الشعبيه لترشيحهم كان بغرض رفع سقف الملايين التى من المقرر الحصول عليها منهم ثمنا لعضوية البرلمان ، وليس تعظيما للإراده الشعبيه الحقيقيه كما ظن البعض .. فخور بما رصدته الأجهزه من أن تلك المطالبات وذاك الشعبيه بحقى هو واقع حقيقى جسده عطاءا أقدمه كل يوم منذ سنوات ، لذا سأظل خادما لأهلى ماحييت خاصة أسيادى المرضى ، لذا لست طرفا فى العمليه الإنتخابيه ليس ترفعا لأن النيابه عن الأهل بالبرلمان شرف أكرمنى رب العالمين به ، لكن لتحفظات كثيره لعل أهمها عدم اليقين بالشفافيه ، وتدنى المناخ العام ، والهبوط المدوى فى مستوى المرشحين ، إلى الدرجه التى معها لو لم يكن تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ماتناولت الأمور السياسيه أو الحزبيه ، أو تطرقت للإنتخابات . يضاف إلى ذلك الرغبة الجامحه فى رصد تلك التجربة المؤلمه للدفع بأصحاب الملايين لله ثم للتاريخ ، ولعل ذلك يقضى على الفساد السياسى الذى عمقه المال الفاسد ، وردع كل المتنطعين الذين أفسدوا الذوق العام بالمجتمع .
يبقى أن مصرنا الحبيبه فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه بين مفترق طرق ، إما التعايش مع إيجابيه وزخم سياسى ، وعطاء رائع ومشاركه فاعله من الشعب حيث ترسيخ الإراده الشعبيه ، وإحترام خياراتهم لكونهم أصحاب الحق الأصيل فى إختيار النواب ، أو عزوف عن الإنتخابات ، وإحباط غير مسبوق يعمقه اليقين بأنه ” مفيش فايده ” حيث سيطرة أصحاب الملايين على مقاعد البرلمان عبر بوابة الأحزاب ، وسطوة أصحاب المناصب ، وجعل ذلك نهجا فى إختيار مرشحى أحزاب التحالف ، كما يبقى أن الشعب ينتظر الإجابه ، لأنه بمقتضاها إما أن يكون التحرك فاعلا ، وتعود الروح للحياه السياسيه والحزبية بجد ، وندرك تلاحم وطنى وتناغم منطلقه إدراك ممثلى الشعب بحق ، أو سينهار المكون المجتمعى وتصبح الحياه السياسيه ، والأداء الحزبى ، وحتى البرلمان مسخا بلا قيمه ، ونفقد التلاحم الشعبى الحقيقى فى تلك اللحظه الهامه فى عمر الوطن ، الذى تحيطه المخاطر من كل جانب ، وماحدث بالدوحه من الصهاينه الملاعين ماهو إلا جرس تنبيه . فهل ننتبه .