يقينا .. القلم أعلن التمرد والعصيان تأثرا بواقع الحال ومآله ، وتألما بما يصطدم به صباح مساء من متناقضات لاتتسم بالحد الأدنى من المنطق ، كما لم يعد يطاوعنى الإحساس فى أن يترجم مافى النفس من فيوضات إشفاقا على شخصى من أن تحاصرنى الأوجاع إلى الدرجه التي معها أن الكلمات ليست فى حاجه لأن يتندر الإنسان بها على أحوال العباد ، الأمر الذى أدركت معه أن أعظم فضيله ورثتها فى مدرسة الوفد الصحفيه فى بدايات عملى الصحفى قبل مايزيد على أربعين عاما مضت ، فى زمن الشموخ عن أساتذتى العظام قمم الصحافه المصريه ونبراسها الكتابه بالإحساس ، والقناعه بما أكتب ، واليقين بعدالة ماأطرح ، والتمسك بقيمة ماأقول ، طالما كان لدى إيمانا عميقا ويقينيا به .
قالها كثيرا بصراحه أساتذتى الأجلاء قامات الصحافه المصريه على مر التاريخ ، شردى ، وبدوى ، والطرابيلى ، وعبدالخالق فى إجتماعات مجلس التحرير ، أن الكاتب المتخصص الذى عافاه الله من السير فى طريق النفاق ، وعدم الإستطاعه فى السباحه بالمستنقعات ماهو إلا قاض يحكم بقلمه على مجريات الأمور ، ويغوص فى أعماق الأشخاص ، ويكشف خبايا الأفراد ، لذا فإن الكتابه إنطلاقا من تلك الثوابت تمثل معاناه بالغة القسوه خاصة عندما تكون الصحافه والكتابه هوايه وعشق قبل أن تكون مسئوليه مهنيه ووظيفيه ، لذا أطلق عليها البعض العشق الحلال .
يطيب لى التأكيد على أن من أعظم إيجابيات الرأى الآخر، الحرص على تحقيق الغايات النبيله ، ودرء المفاسد ، ومقاومة الإنحراف السلوكى ، والأخلاقى وحتى اللفظى وكذلك تصحيح المسار ، وتصويب الأخطاء ، والحرص على تحقيق التقدم ، والنتيجه مجتمع يتسم بالإحترام وتسود فيه الأخلاق ، لذا فإن من يتمسكون بأحادية الرؤيه ، والتأثر بالهياج الإعلامى فى تناول واقعه بعينها دون دراسة كافة جوانبها ، ومن يروعهم الخوف أو الحرص على تحقيق مغنم فينافقوا ويداهنوا المسئول ، بالقطع دون إقتناع به أو بما يطرحونه بشأنه أو عليه النتيجه مجتمع فاشل ضائع ، وأمه ممزقه ، متخلفه ، وبشر فقدوا قيمتهم ومبررات وجودهم فى هذه الحياه ، لذا يتعين تعميق الرأى الآخر القائم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، وتوضيح الحقائق وطرح الحلول .
بالتأكيد ككاتب محترف يتفق البعض مع ماأطرح عن قناعه ولاضير أن يختلف بشأنها آخرين ، وهذا حقهم لكن يقينا إن ماأطرحه يتسق مع قناعاتى ، وضميرى الشخصى ، والمهنى ، ومارأيته بعينى رأسى من أحداث ، وماأعرفه من وقائع ومعلومات بحكم تخصصى الصحفى في الشئون السياسيه والبرلمانيه ، وطبيعة موقعى كنائبا سابقا بالبرلمان ، ومع ذلك إطرحوا ماأقوله وماأكتبه جانبا وحكموا عقولكم ، وإخضعوا ماتسمعونه بالإعلام ، ومنى شخصيا ، ومن أى كاتب للتفكير والمنطق ، وبعد ذلك سأحترم ماتتخذونه من مواقف وما تقولون به من آراء لأنها ستكون بالقطع متسقة مع قناعاتكم وضميركم حتى وإن إختلفت مع البعض منها .