يقينا .. نحن نعانى أزمه مجتمعيه شديدة الخطوره طالت المكون المجتمعى للشخصيه المصريه ، حتى طالها الهزل ، وسيطر عليها العطب ، ولولا كراما أعزاء فضلاء لتلقينا فيها العزاء ، أدركنا ذلك ونحن مقبلون على الإنتخابات البرلمانيه التى يحاول البعض وصمها بالنقائص للوصول لكرسى البرلمان ، وذلك بما يأتونه من تصرفات صغيره ، أبسطها الدفع ببعض الأشخاص قليلى الخبره ، عديمى الفهم ، لتشويه الخصوم من المرشحين المحتملين ، بإستخدام الفيس بوك ، ولايدرك هؤلاء المغيبين أن تلك المكائد قد تطولهم ، فيطال الجميع النقائص ، خاصة حيث يضطر الكرام إلى الإنزواء فى ركن ركين ، آثرين السلامه ، باحثين عن الهدوء ، مترفعين عن النقائص ، وهم كثر بفضل الله ، ومعهم أصحاب الخبرات ، فينهار المكون المجتمعى ، ويصبح من على الساحه السياسيه والبرلمانيه وحتى الحياتيه بلا قيمه ، لذا يجب التصدى لهذا النهج ليس من أجل العمليه الإنتخابيه ، بل من أجل الحفاظ على الوطن الغالى .
لاشك أن الاحزاب وبعض ذوى العقول أدركوا هذا النهج البغيض ، فكانت التحالفات الحتميه ، والتى قد يراها البعض تهميشا للإراده الشعبيه ، لكنهم لايدركون أن تلك الإراده الشعبيه لو كانت قد تصدت لهذا الهزل ماإنتابنا هذا التوجس ، وأحسن المراقبين صنعا عندما حاولوا تفسير ذلك بأن ترك العمليه الإنتخابيه بلا ضبط إيقاع قد نفاجىء بنواب يؤلمنا مستواهم كما سبق وأن عايشنا بعضهم ، هؤلاء الذين دخلوا البرلمان عبر بوابة تطاحن الكبار مع بعضهم البعض ، فكان نواب الكيف ، والأغذيه الفاسده ، والتجاره فى الدم الفاسد .
لعل من التداعيات السيئه للسياسه أنها تغير أطوار النفوس ، وتجعل السياسى مضطرا للتحلى بأحط الخصال إذا أراد الإستمرار ، وهذا مؤلم حقا ، ولايؤسس لساسه يحترمون أنفسهم ، ولعل من أخطر تداعيات السياسه أنها تسببت فى إحداث تغيير خطير فى مكونات الشخصيه المصريه ، فالشخص الطيب تخلى عن طيبته جبرا ، وبات سلوكه يتسم بالإجرام تأثرا بما تعرض له من طعنات غادره ، رسخت لديه أن يكون مجرما يعلى يقين الإنتقام ، ويحذف من قاموسه نهج التسامح ، وفضيلة العفو ، وإستقر فى وجدانه أن يكون مجرما ليعيش حياه ٱمنه ، الأخطر من ذلك كله فقدانه الثقه فى كل شيىء ، وأى شيىء ، بعد أن تحيطه المؤامرات من كل جانب .
تنتابنى حاله من الصدمه الشديده من بعض التصرفات الصغيره التى تعكس قصورا شديدا فى الفهم ، وقلة الخبره ، مرجعها هذا التخطيط البغيض من البعض الذى ينطلق من العمل على إبعاد كل من له شأن سياسى ، أو مجتمعى ، أو حتى خيرى عن المشهد من خلال آليات بعيده كل البعد عن الإحترام ، بهدف أن تكون الساحه خاليه تماما لصالح البعض ، إستحضارا لماضى بغيض ، وموروث مؤلم دفع بقامات إلى الإبتعاد عن تلك الأجواء جيلا بعد جيل ، وعدم إنشغالهم بأحوال العباد ، أو مايدور بالمجتمع حتى أصبح المناخ العام على هذا النحو من السوء .
هذا الإبعاد الطوعى الذى ينطلق من تشويه للكفاءات وأصحاب الخبرات الذى يرسخه البعض إنطلاقا من سلطه ليس منطلقها بذل المزيد من الجهد فى العطاء الذى يفوق قدرة البعض ، وتقديم المزيد من الخدمات التى يعجز البعض عن تقديمها ، والعمل على دعم الخير بكل قوه ، ورعاية المرضى من أهالينا الطيبين ، إنما قائم على المكائد ، والدسائس ، والتجاوز ، وتشويه وتسفيه أى عطاء يقدم من غيرهم ، بل وصل الأمر لديهم إلى الوشايه بهم للأجهزه ، وتشويه الصوره بشكل بشع يكشف عن نفوس لاوصف لها بحق .
بحثت كثيرا عن المردود النفسى والمعنوى وحتى الحياتى الذى يمكن له أن يعود على هؤلاء من هذا النهج الذى ينطلق من إلحاق الأذى ، والضرر بالناس ، والذى لايمكن له أن يتحقق لأنه يتنافى مع العدل الذى هو إسم من أسماء الله تعالى ، وماهى السعاده فى بذل الجهد لفرض حصار معنوى على أى أحد كائنا من كان حتى ولو من خلال بذل الجهد الجهيد لعدم ذكر أسمائهم فى أى محفل ، ولاحتى فى صفحات التواصل الإجتماعى ، كارثه حقا أن يعتقدون أن هذا سيعطى لهم قدرا وشأنا وتوقيرا . ولننتبه جيدا قبل أن تأخذنا تلك المهاترات إلى طرق معوجه تؤثر سلبا فى تحقيق الأمل للشباب ، والنهوض بالأمه .