إهتز وجدانى تأثرا بتلك الوحشيه التى بدت على ضابط الشرطه وهو يعتدى على سايس سيارات نادي القضاة النهري ، وهى وحشيه غير مسبوقة ، وغير مبررة ، ولايجب أن تكون منهج حياه فى تعامل بعض أصحاب السلطه مع مواطنين بسطاء ، وهى وحشيه تكشف عن أزمه مجتمعيه نعيشها الٱن تأثرا بهذا النهج فى تعامل صاحب السلطه مع المواطنين البسطاء ، دون إدراك أن السلطه مسئوليه كبيره لأنها من المفترض أن تنطلق من زاوية التأسيس لمجتمع ينشد من فيه المحبه ، والإستقرار ، وليس القهر والبغضاء ، يتعاظم ذلك عندما يكون لهذا النهج علاقة بالشرطه صاحبة التاريخ المشرف ، جيلا بعد جيل وماواقعة معركة الإسماعيلية التى مر عليها 73 عاما ببعيده ، والتى تعد التجسيد الحقيقى لبسالة الشرطة المصرية تحت قيادة فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد ووزير الداخليه فى ذلك الوقت وذلك في مواجهة المحتل الأجنبي ، والدليل الواضح لشجاعة رجال وزارة الداخلية ، ليس فقط في التصدي للتهديدات الداخلية بل أيضا لصد العدوان ، ورغم أن المعركة التي نتحدث عنها لم تكن متكافئة القوى ، لكن رجال شرطة الإسماعيلية ، كتبوا بدمائهم بطولات لا يزال يحكى عنها الأبناء ، ولا يزال يتباهى بها رجال الشرطة البواسل في كل مكان وزمان ، والتى حدثت في مدينة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية ، أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 64 شرطيًا مصريًا و73 جريحًا .
قولا واحدا يتعين التصدى بحكمه لهذا النهج الذى إبتلى به بعض ضباط الشرطه ، لأن غض الطرف عنه ، أو تركه بلا ردع ، سيجعله يتنامى ، ويتوحش ، ويصبح عصيا على التصويب ، وفى ذلك أبلغ الضرر على الوطن الغالى ، ولتحقيق ذلك يتعين التفاعل السريع الممزوج بالشفافيه والوضوح مع الوقائع ، ووضع أى تجاوز فى حدود مرتكبيه ، والإنطلاق فى هذا النهج مع تلك الواقعه من منظور كونها واقعه فرديه ، ولايمكن أن تكون نهجا عاما لضباط الشرطه الذين بحق الله يستقر اليقين أنهم حريصين على إحترام المواطن فى إطار تطبيق صحيح القانون على المخطأ ، ليست تلك الرؤيه منطلقها مجامله ، أو إحتواء ، بل تلك شهاده ترسخت من واقع الحياه كمواطن يعيش فى عمق الريف المصرى ، وكسياسى وكاتب صحفى متخصص فى فتره من الفترات فى الشئون الأمنيه ، ولننتبه أن يستغلها بعض ضعاف النفوس فى النيل من الشرطه .
يتناغم مع تلك الرؤيه هذا النهج الرائع فى التفاعل السريع مع وقائع البلطجه ، وإستغاثة المواطنين ، والتى تركت أثرا طيبا لدى الناس الٱن ، وبددت نهجا سلبيا بحق الشرطه كاد يستقر فى الوجدان تأثرا بتصرفات بعض الضباط مع تظلمات المواطنين ، والتى عايشت أحدها مع الأرمله المسكينه ورئيس مباحث قسم أول طنطا الذى يتعامل بإستعلاء ، والتى حصلت على حكم بالحبس ثلاث سنوات على أحد الأشخاص الذى نصب عليها فى بيع شقه ، ومر عام ونصف دون تحرك من الضابط ، إلى الدرجه التى معها وصلتها رساله من النصاب أنه لن يقترب منه أحد وسيسقط الحكم ، مرجع ذلك وجود تلك الحاله من الرحرحه فى التعاطى مع الأحداث ،والتفاعل مع الوقائع ، وهذا التعامل السلبى من بعض الضباط مع تظلمات المواطنين ، متمنيا أن يكون ماحدث تنبيها لبعض الضباط بضرورة تغيير نهجهم فى التعامل مع الناس ، والتعاطى مع الوقائع ، لعلنا نعيد الثقه التى بددها بعض الضباط ، وكادت تعصف بثوابت الشرطه المصريه العظيمه .
تحيه إلى أصحاب المقام الرفيع قضاة مصر الأجلاء ، والتقدير واجب لبيان نادي القضاة الذى أكد أنه لا تفريط ولا تهاون في حماية كرامة جميع العاملين به فى القلب منهم السايس ، الذى إعتدى عليه ضابط بالأمن المركزى ، والتأكيد على اعتزازه بجميع العاملين معه ، ومساواة كرامتهم واعتبارهم بكرامة القضاة أنفسهم ، والتمسك بتصعيد الأمر وإبلاغ الجهات المختصة ، ليتم التحقيق مع الضابط في قطاع التفتيش بوزارة الداخلية وإحالته للمحاكمة التأديبية ، تحيه إلى وزارة الداخلية التى أعلنت فى بيان لها عن إلتزامها التام بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء ، ومحاسبة أي فرد يثبت تجاوزه ، في إطار من الشفافية واحترام حقوق المواطنين ، والإعلان بشفافيه عن إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الضابط ، وإحالته إلى جهات التحقيق المختصة لإتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية حياله .
خلاصة القول .. أسعدنى كثيرا هذا الرقى الممزوج بالمسئوليه الوظيفيه ، والمجتمعيه ، والإنسانيه ، التى إنطلق منها تعامل نادى القضاه وقادة الشرطه ، مع السايس المسكين ، وبقوه مع ضابط الأمن المركزى الذى تعدى بتلك الوحشيه البغيضه عليه ، يضاف إلى ذلك ترسيخ المسئوليه والشفافية واليقين بأن الخطأ وارد ، لذا يجب التفاعل مع مجرياته لتصحيحه ، ومحاسبة المخطأ أما التدليس عليه يعمق الإحساس بالظلم ويفقد الجميع المصداقيه ، بالمجمل يجب أن ننطلق من تلك الواقعه لترسيخ المسئوليه المجتمعيه لدى أصحاب السلطه .