تحية إجلال وتقدير لروح شهيدات مصر المكافحات ضحايا الإهمال ، الذين رحلوا وتركوا أثرا طيبا من العطاء ، وذكرى سيئه لإهمال المسئولين فى هذا الوطن الغالى ، نعــم سيطر الحزن على نفسى وكل المصريين تأثرا برحيل 19 فتاه هن تاجا على رؤوس كل المصريين ، لأنهن خرجن للبحث عن الرزق ، ورحلوا فى ميدان الشرف والكرامه وهو العمل ، وهى حادثه يتعين أن ينطلق منها صرخه مدويه ضد الإهمال والمهملين فى هذا الوطن من المسئولين ، صرخة مدوية في وجه الفساد الذي يحصد أرواح أبناء هذا الوطن الأبرياء ، صرخة إحتجاج على واقعنا المتردى ، صرخه إحتجاج ضد هذا السائق المجرم وكل من غض الطرف عن مراقبته بالقانون حتى وصل ليكون نموذجا للإجرام ، وغيره كثر لم يكن هناك رقيبا عليهم ، منذ الحصول على رخصة القياده ، ولاحتى من المنوط بهم الرقابة الفعالة على الطرق التي تكلف الدولة المليارات .
تنتابنى حاله من الإحباط الشديد الممزوجه بالحزن على شهيدات المنوفيه ، مرجع ذلك هذا الإستخفاف الذى أدركته فى تعاطى الحكومه مع الحادث ، والتصريحات المستفزه للفريق كامل الوزير وزير النقل والتى تتحلى باللامبالاه وعدم المسئوليه ، وتفتقد للإنسانيه ، ولاتضع أى إعتبار للبعد الإجتماعى ، خاصة عندما أشار إلى أن كل الطرق تحت التطوير، وكأنها تركت للإهمال ولم يتم تطويرا لها ، وكأنه لم يصدع رؤوسنا بشبكة الطرق العظيمه التى تضارع مثيلاتها بأوروبا ، ثم يطرح حقيقه عظيمه لايعرفها إلا الجهابزه أمثاله ، والتى جاءت مضامينها فى تصريحاته بشأن الحادث والتى جاءت بالنص أنه ” لو كل الناس إلتزموا بآداب المرور والسلوكيات السليمة مش هيحصل حوادث بالشكل اللي شوفناه ده »، ثم وجه الوزير رسالة إستجداء وتعطف إلى سائقي النقل الثقيل ، فى سابقه لم يأتى بها مسئول على مدى التاريخ ، جاءت نص الرساله التى تتسم بالخنوع ، والتنصل من المسئوليه : «حافظوا على نفسكم الأول ، وعشان خاطرنا إصبروا شوية ومحدش يجري ويسير بسرعة زائدة على الطرق ».
أبدا مصر دوله عظيمه ، وليست جمهورية الموز ، دولة تعظم القانون ويحكم آلياتها دستور ، هذا القانون من المفترض انه يطبق بمنتهى الحسم والشدة ، والجميع أمامه سواء ، ومن يخطىء يحاسب ، ولامجال لأى مبررات لأى مجرم ، لذا من غير المقبول أن يقول الوزير بأن الموضوع ببساطة هو عربية مملوكة لأحد المواطنين في مدينة السنبلاويين ، يستقلها سائق لا يملك رخصة مهنية ، كما تبين إيجابية تحليل تعاطيه للمواد المخدرة ، وإحنا مش هنسيب حد ، هذا كلام هزل يعمق اللامبالاه ، ويدفع فى طريق الإنهزام النفسى ، ويثبت وكأنه لايوجد قانون رادع لمثل تلك التصرفات للسائقين ، وأن المواطنين لم يدركوا بعد أنه ستقوم حمله مكبره للتحليل لسائقى السيارات ، ثم يتم نسيان الموضوع ويتعاطى السائقين مره أخرى المخدرات ، ومن يراقبهم فى خبر كان ، ونيام ولن يستيقظوا إلى عند تكرار الفاجعه .
يتعين أن تحترم الحكومه الشعب ، ويتعين أن ينتبه النواب أنهم نواب الشعب يحملون أمانة الدفاع عنه ، وتبنى قضاياه ، والتصدى لمن يعبث بمقدراته ، لذا كل الشعب يتمنون أن يسمعوا صوت نوابهم حتى الذين فرضوا عليهم وشاء القدر أن يكونوا نوابا بلا شعبيه ، أن يحموا الشعب من الحكومه ، ويتصدوا للإهمال ، ويردعوا كل المجرمين ، لاأتصور أن مصرنا الحبيبه تفتقد لمسئول قوى يردع الفساد والمفسدين ، لاأتصور أنه لايمكن محاسبة أى مسئول مقصر فى عمله حتى ولو كان الوزير كامل الوزير ، ثقتى كبيره فى أن بهذا الوطن من سينتفضون من أجل أمن وأمان المواطن أصل المكون الحقيقى للمجتمع المصرى .