كتبت هدير عامر
الحب ليس مجرّد شعور عابر أو عاطفة ترتبط فقط بالعلاقات الشخصية بل هو حجر الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات المتماسكة والمزدهرة فحين يسود الحب بين الناس ينعكس ذلك على سلوكهم وتفكيرهم وتفاعلهم مع الآخرين ما يخلق بيئة أكثر سلاماً وتفهماً وتعاوناً
علاقتنا مع الله عزوجل وهي اعظم علاقة اساسها الحب إذا أحببته ستفعل ما يأمرك به لأنك تحبه عندما وصف الله عباده قال يحبهم ويحبونه وكان الحب كل شيء
الرحمة تأتي مع الحب والصدق يأتي مع الحب إذا أحببت عملك سوف تأدية بصدق وبأخلاص الحب ليس مجرد كلمة تقال بل هو صدق التعامل إذا احببت ستبدع وإذا كرهت ستدمر
الحب أساس التماسك الاجتماعي
الحب بمعناه الواسع يشمل الرحمة والتعاطف والتسامح والتقدير هذه القيم تعزز من روابط الأسرة وتقوي علاقات الجيران نقول ونتمني دايما ان يعود الزمان فإذا اردنا عودته فلنعيد قلوبنا الي الحب حب الجار لجاره والأخت لأخيها والأم لبيتها وأولادها حب الأم ان تعمل في بيتها ان تضيف نكهة من حنانها الي طعام يحبه اولادها لتعلمهم أنها تحبهم وتحتويهم تبني الأم الأجيال بالحب فعندما تعطي الأم حبا لاولادها سيورثها الأولاد لأحفاد ونعيش بالحب وتزيد من ولاء الأفراد لمجتمعهم عندما يحب الإنسان مجتمعه يحرص على الإسهام في بنائه ويحترم قوانينه ويعمل على حل مشكلاته لا تفاقمها
حب الوطن اعظم حب احب وطنك الذي نشأت وترعرعت فيه عندما نتذكر الطفولة نطير فرحا لأننا فقط كنا نحب الوطن وسنظل باذن الله طالما أننا نعرف قيمة الوطن الوطن هو الفخر والعطاء والكرامة والأرض هو بيتك وعائلتك هو ملاذك هو فخرك وعزك هو الأرض النقية حثنا حبيبنا المصطفي صل الله عليه علي حب الوطن عندما حزن لخروجه من وطنه فقال والله إنَّك لخير أرض الله وأحبُّ أرضٍ إليَّ ولولا أنَّ أهلك أخرجوني منك ما خرجت صدقت يا سيدي يا رسول الله
الحب يقلل من العنف ويعزز السلام
تشير العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن المجتمعات التي يسود فيها الحب والتفاهم تشهد معدلات أقل من العنف والكراهية فالحب يولد احترام الآخر مهما كانت خلفيته أو معتقداته ما يقلل من فرص التصادم والصراع ويعزز ثقافة الحوار والسلام
إذا اردنا السلام فالسلام مع الحب والراءفة مع الحب سلام النفس مع الحب ودواء القلب مع الحب الحب هو دافع للتطوع
والعطاء أحد أقوى تجليات الحب في المجتمع حين يحب الفرد غيره يسعى لمساعدته دون انتظار مقابل تمد يد المساعدة لغيرك عندما تحب هذا النوع من الحب غير المشروط حباً يؤسس لحسّ مسؤولية مشترك بين الأفراد.
الحب يخلق مجتمعاً أكثر صحةالحب يُنمي أفراداً أكثر صحة نفسية وجسدية الشعور بالمحبة والانتماء يقلل من القلق والاكتئاب يعطيك طاقة لتفعل دون انتظار مقابل من الآخرين اجهزة جسدنا كلها بالحب تقوي وتصح خلقها الله محبة ويزيدالحب من مستوى السعادة والرضا عن الحياة وهذا بدوره ينعكس على الأداء في العمل والدراسة والحياة اليومية.
خلاصة
اكرمنا الله بالحب وجعل علاقتنا به بالحب وأحبنا واعطانا قبل ان نعرف معني الحياة ليعلمنا قيمة الحب وحثنا علي الحب والصدق في الحب الحب بين الزوجة والزوج الحب بين الأبناء حب الأوطان حب العمل حب العبادة غمرنا بالحب وكرمنا بقلوب سليمة نقية خلقها سوية لا نريد لها ان تتأذي عندما تنسي ان الخالق ابدع في صنعته وأكرمها بالحب إنه القوة الخفية التي توحد المختلفين وتصلح العلاقات المتصدعة وتحرك الناس نحو الأفضل وإذا أردنا مجتمعات أكثر عدلاً وإنسانيةورحمة وعدلا فعلينا أن نزرع الحب في نفوس أبنائنا وفي علاقاتنا اليومية وفي حياتنا وفي العمل في كل شيء وفي سياساتنا العامة بالحب تُبنى الأوطان وتنهض الشعوب وتلقي ربك وهو راضي عنك يحبهم ويحبونه