اليوم ثانى أيام عيد الأضحى المبارك وفيه نحاول أن نخاطب وجداننا لعلنا نجد إجابه شافيه عمانحن فيه من تردى ، ونجد تفسيرا عما يحدث لنا بالحياه من إخفاق ، لعلنا نصل إلى رؤيه ننفض بها عن كاهلنا ماإعترانا من هموم تأثرا بهذا الكم من المساخر التى باتت تحاصرنا إنطلاقا من شعارات جوفاء أفسدت علينا الحياه ، كانت فى الماضى تخاطب الوجدان خداعا ، والٱن باتت تخاطب الكيان عبر شعارات الديمقراطيه ، وكم من المهازل التى أفرزها هذا الشعار ، لأنه يرى فى الديمقراطيه إطلاق العنان للتدنى ، وسوء الخلق ، والتطاول ، والتنابز زعما بان هذا من الحريه دون إدراك أن الحريه المطلقه مفسده مطلقه ، تلك حقيقه يقينيه راسخه .
رغم أننا فى أجواء العيد والفرحه إلا أننى أرى من الأهمية إستغلال حالة الرحرحه والسكون التى تلازمنا فى العيد للنظر فى أحوالنا بهدوء وعقلانيه ، خاصه هذا الخلل الذى أصاب الفكر نفسه إلى الدرجه التى معها ترسخ فى يقين البعض أن الحريه إطلاق العنان للإنحطاط ، وٱخرين فهموا الديمقراطيه على أنها قلة أدب وسفاله ، حتى على مستوى الأسره منذ أن قال الأب لطفله الوليد إشتم عمو ياحماده ، كبر حماده ، وترسخ بداخله أن قلة الأدب اسلوب حياه ، ومنهج تعايش فى المجتمع ، المؤلم أن البعض إستهدف من ذلك تقزيم المجتمع وتدميره ووجود مخرج للقهر والسيطره .
إنطلاقا من هذا النهج البغيض تقزمت الحياه ، وبات يتحكم فيها الهزل ، أدركنا ذلك الٱن فى كل مجرياتها ، حيث غاب العقل الرشيد ، وتلاشى المنطق السليم ، وتعاظمت السخافات ، إلى الدرجه أن طال ذلك كل شيىء حتى البرلمان حيث بات من الطبيعى أن يعلن شخصيات هزليه بالمجتمع عن ترشيح أنفسهم ، وبات ذلك محل سخريه وإستهزاء ، لذا شعر القامات بالخجل إذا تقدموا لتلك الإنتخابات ، فضاعت هيبة البرلمان ، وتلاشت هيبة الدوله ، بل تقزمت ، عظم هذا المناخ البشع أن الطريق للبرلمان بات يحكم ٱلياته أمورا بعيده كل البعد عن الشعبيه ، يضاف إلى ذلك أن البعض إعتبر تلك النوعيه من المرشحين أنهم كومبارس وجودهم ضرورى لإضفاء حاله من الزخم الانتخابى دون إدراك أن هذا سحق للبرلمان ، والحياه الدستوريه بكاملها .
عظم ذلك أن الأجهزه أصبحت تتفرج على هذا المشهد العبثى خشية أن تتهم بالقسوه ، دون إدراك أن القسوه ضرورة لضبط إيقاع المجتمع من الخلل ، وردع المجرمين ، ولاشفاعه لسفهاء ، لذا أناشدهم أن يدركوا ماتبقى من أخلاق بالمجتمع ، ويحافظوا على تاريخنا العظيم ، إنطلاقا من ثوابت وحقائق وليس وشايات مغرضه لمجرمين يظنون فى أذية الناس بطوله حقيقيه ، كما يتعين أن يتواكب مع ذلك العمل على إعادة بناء الثقه التى تهاوت بالمجتمع خاصة عند الشباب ورموز المجتمع منذ أن وضعت الأحزاب ٱليه للنائب تقوم على دفع الملايين ، أو الإتيان بشخصيه لاصوت لها ، يعنى شخصيه كيوت ، منطلقها فى الممارسه السياسيه السمع والطاعه حتى ضاعت هيبتهم وتلاشى قدرهم .
قد تكون تلك دردشه فى العيد لكنها تحمل بين ثناياها حقائق مؤلمه ، أفرز هذا المناخ مؤداها أن المجتمع فى أزمه منطلقها سوء الخلق ، الأمر الذى معه كان الحمد لله الذى عافانى من التفاعل مع أجواء الإنتخابات ، خاصة بعد إدراك أن منح الحرية للرأى بشأن العمليه الإنتخابيه ببلدتى بسيون أفرز على الفيس قدر مذهل من قلة الأدب ، والإنحطاط ، وسوء التربيه من الكبار قبل الصغار ، دون أن يقول لهم احد عيب إختشوا الأمر الذى معه إستقر اليقين أن كثر من الناس فى حاجه للتربيه من جديد إنقاذا لما يمكن إنقاذه قبل أن نترحم على الاخلاق ونقول رحم الله الأخلاق .