أجد من الأهميه الإبتعاد قليلا عن تناول الأمور الإنتخابيه ، ومايحدث من هزل بين المحتمل ترشحهم ، وتناول ماهو أعمق وأكثر إحساسا بأهمية التعايش مع الوطنيه ، زكى ذلك اليقين بأن الأمه العربيه فى منعطف خطير بعد أن أحدث ترامب وحصوله على التريلونات ، خللا فى الأفهام ، وزلزل أركان الشعارات ، وجعلنا ندرك أنه ليس بالإعتماد على الآخرين تقوى الأمم ، وتنهض الشعوب ، إنما بالجهد والعرق والكفاح ، والإصرار على تحقيق الغايات النبيله ، وأن مصر قلب العروبه النابض ، وشعبها العظيم من خيرة الشعوب ، وقادتها صامدون لنصرة الحق ، هذا ماإستقر فى يقينى ، وغاص فى كيانى ، وجعلنى أدرك اهمية ان يتلاحم كل المصريين ويتحدوا لتقوية الصف الوطنى ، عبر حوار محترم ينشد الحقيقه ، شريطة أن ننتبه جيدا خطأ أن يتمسك البعض بمخرجات هذا الحوار مائه فى المائه فيما يتعلق بأى قضيه ، حتى ولو كان منطلقها مشاكل حياتيه ، بل إننى أجد أن أى نسبه إيجابيه يتمخض عنها أي حوار هو أمر طيب ، لأنها بداية حقيقيه لحوار قد يصل فى أحد مراحله إلى نتائج فاعله ، ولنجاح أى حوار لابد من العنايه بفعالياته ومنطق حواراته ، وموضوعاته ، ونوعية المشاركين فيه من حيث قناعاتهم السياسيه ، وأفكارهم الحزبيه ، وتخصصاتهم المهنيه ، وأن يتمخض عنه قرارات فاعله ، ومشروعات قوانين تصب فى صالح الطبقه المتوسطه ، وأن تساهم تلك المناقشات حول أى قضيه فى حلحلة الأمور ، وتكون منطلقا لتجاوز الكثير من المنعطفات .
أجد فى تقديرى ووفقا لقناعاتى من الخطأ التاريخى والإستراتيجى القاتل أن يتخلى أى تيار يشارك فى أى حوار وطنى عن الثوابت الوطنيه التى تكمن فى تقديرى فى رفض الإقصاء ، والتعايش مع الجميع فى وطن جميعا نعشقه بإستثناء من يعلن عداوته ، ويأتى بأفعال تدميريه لمقدراته ، أويطلب من خلال الحوار ميزه تفضيليه لنفسه أو لغيره ، أو للتيار الذى ينتمى إليه كما سبق وأن طالب أحد المشاركين في الحوار الوطنى الأخير بإستثناء المنتمين لتياره السياسى من الحبس الإحتياطى ، وتطبيقه على آخرين دون إدراك أن هذا المطلب يرسخ لمنهج الإقصاء الذى طالما عانى هو وتياره منه ، لأن ذلك يعمق الإنقسام ، ويوسع هوة الخلاف ، ويرسخ للإختلاف الذى لاتلاقى معه ، بل وينسف ماقام عليه الحوار من أهداف نبيله .
أقول حسبة لله تعالى والوطن ، يبقى تفاعلا مما أدركناه من ثبات الموقف المصرى ، وإنهيار المواقف العربيه ، وتقديمهم التريليونات قربانا لوجودهم وليس تلاحم شعوبهم ، من الخطأ الجسيم تهميش أى أحد من الساسه عقابا لهم على رؤية كانت لهم بشأن واقع سياسى سابق منطلقها معطيات فترة زمنيه محدده تتغير بتغير تلك المعطيات ، بالمجمل ماكان لهم من ٱراء رسمت معالمها طبيعة مرحله سياسيه منقضيه إذا هي ليست قرآنا ، أو من الثوابت بل متغيره طبقا لطبيعة المرحله ، ومن الخطيئه الترويج لعقاب أي أحد إنطلاقا من نواياه التي لايعلم بها إلا الله تعالى العالم بما في الصدور ، لأن ذلك يتنافى مع الغايات النبيله المبتغاه من أي حوار ، بل يجعله حوارا منقوصا .
يقينا .. تحقيق نتائج فاعله فيما يتعلق بالحوار حول أي قضيه ، مرهون بمصداقية الطرح ، وحجية العرض ، وماتنطلق منه من حجج وبراهين ، لذا ينهار أي رأى يقال على لسان أي أحد حتى ولو تم الترويج له في كل أنحاء الدنيا ، لأن المصداقيه لها علاقه بما في القلوب ، والحس الوطنى ، يترجم ذلك كله واقعا يستشعر مضامينه كل الناس ، لذا إنهارت وبسرعه شديده كل رؤيه جاهزه تم إعدادها مسبقا لتمريرها في أي حوار سابق ، رغم أنه من الطبيعى أن يكون منطلقها خلاصة النقاشات .