كلما حاولت التعايش مع المعانى النبيله ترسيخا للمحبه فى المجتمع ، وتأكيدا على أهمية التواد والتراحم ، أنتبه أن هذا بات من الصعب أن يتحقق فى مجتمع ممزق ، يتطاحن من فيه على أتفه الأمور ، وأقل الأسباب ، وحتى على الأوهام ، تحاصره المشكلات من كل جانب كما نحن أبناء الريف ، فأطرح بعضا من تلك الهموم لعلها تجد أصحاب قرار يضبطون الإيقاع ، وأصحاب قلوب نقيه ينتبهون لخطورة ذلك ، خاصة وأننا أحيانا يفرض علينا البحث عن مخرج تعايشا معها ، وذلك عبر طريق رأس الرجاء الصالح بكل مخاطره .
المؤسف أن هذا الواقع المرير لم يلتفت إليه أحدا من المعنيين بالتواجد المجتمعى ، بل أصبحت أرصد ظاهرة مجتمعيه مريبه مؤداها أن كل مجموعه تنشغل عبر الفيس بوك بمدح شخص وتؤكد على أنه الأمل والملاذ فى الإنتخابات القادمه ، دون إدراك أن الشعبيه تكتسب بالقناعه من الناس وهذا لن يتأتى بالشعارات ، بل بعطاء حقيقى يتعايشه الجميع ، وهم يجهدون أنفسهم دون إدراك أن عضوية البرلمان ٱلياتها كثيره ليس من بينها الإراده الشعبيه ، وآخرين دشنوا صفحات يسبوا من يختلفون معهم من زملائهم فى العمل ، أو حتى جيرانهم بسبب لعب العيال فى الشارع ويشتمونهم بأقذع وأحط الألفاظ ، وهذا نهج لايحقق لفاعليه أى تواجد بل ينعتهم الناس بقلة الأدب .
بات من الأهميه أن يتوقفوا وفورا عن هذا الصنيع ويشغلوا أنفسهم بالبحث عن مخرج لتلك المآسى التى تتعرض لها بلدانهم وكيفية القضاء عليها ، ولعل المشكلات المزمنه ، ومأساة بل وفضيحة المشروعات التى أنفق عليها الملايين ومع ذلك متوقفه مثل مستشفى الصدر ببلدتى بسيون يكونوا منطلقا ، ويعمل الجميع عن بحث حلول لهم ، بالتأكيد من هم مثلى باتوا فى خريف العمر يكونوا طواعية فى آخر الصف ، بل ونصفق لهم جميعا وهم فى أول الصف يحققون إنجازا حقيقيا على أرض الواقع ، وثقتى كبيره أن تجد دعوتى هذه إستجابه لديهم وإلا يكون كل مايحدث وهم ممزوج بأوهام له تداعيات كارثيه .
هذا التردى الذى نعيشه فى عموم الوطن إنعكس على تخلف جعل الفقر يحاصرنا ، وفتح الباب للتأكيد على أنه بعد أن أصبح سوء الخلق من المسلمات ، والتدنى من الطبيعى فى علاقات الناس ، وتنامى الأحقاد والكراهيات ، وتشويه الناجحين أصبح من الطبيعى أن يهجر قامات هذا الوطن موطن ميلادهم وأماكن نشأتهم ، ويتركوا أهلهم يسيرون بسرعه شديده للخلف إمعانا فى التخلف ، وأن نجد من يقنعنا أن المحله الكبرى أكثر فقرا من بلدتى بسيون لذا يكون من الطبيعى أن يتم إدراجها فى برنامج حياه كريمه الذى يرفع مستوى الفرد والمجتمع والبنيه الأساسيه ، ويفرض شكلا حضاريا على القرى ، من أجل ذلك أرى أنه من الواجب أن نتصالح مع أنفسنا ، ونحتضن الذات ، ونعظم الإحترام ، وندرك أن وطننا الغالى فى حاجه لتكاتف الجميع .