اليوم إنتخابات نقابة الصحفيين أعرق نقابه مهنيه فى مصرنا الحبيبه ، تشمل الإنتخابات موقع النقيب ، والتجديد النصفى لمجلس النقابه ، سبق ذلك على مدى الأيام الماضيه حوارات قويه وصريحه ، وعميقه تتعلق بالصحافه رساله ومهنه وكيان وجماعه وهموم ، وماتعرضت وتتعرض له من مشكلات ، شأن كل شيىء الآن تأثرا بالأجواء العامه ، وحالة التنمر التى طالت الجميع ، أجهزه ومواطنين ، لعل أهم مشكلات الجماعه الصحفيه هذا الموروث البغيض المتمثل فى تلك العلاقه مع الدوله التى يكتنفها التقارب حينا والتجاذب أحيانا كثيره ، وبالتبعيه الأجهزه ، وللإنصاف ، الدوله الآن بادرت بالتأكيد عمليا وكذلك الحكومه تقديرها للجماعه الصحفيه وكل المنتمين لنقابة الصحفيين ، عبر خطوات عمليه وقرارات مدروسه تصب فى صالح الزملاء الصحفيين أعضاء نقابة الصحفيين وذلك بالتجاوب مع مطالبهم الماديه والإجتماعيه والحياتيه ، الأمر الذى معه يجب أن تبادر الجماعه الصحفيه بتقديم مايرسخ لتعميق تلك العلاقه عبر تناول صحفى يصب فى التأكيد على التصدى لكل دعاوى الهدم ، ومحاولات التضليل ، مع ضرورة التوضيح أن من يعكر صفو تلك العلاقه بين الجماعه الصحفيه والدوله أشخاص ليسوا أعضاءا بنقابة الصحفيين ، وكل علاقتهم بالصحافه مايكتبوه على الفيس فى تهاون من الدوله فى التصدى لتلك الظاهره ، دون إدراك أنها خطر على كل الدوله .
قضايا عديده فجرناها مع الزملاء المرشحين الأيام القليله الماضيه أكدت جميعها على أن الصحافه فى محنه ، والزملاء الصحفيين فى محك خطير وصل لدرجة أن البعض منهم طالهم مايؤلم من بعض المنتمين للأجهزه ، حتى أصبح بعض الزملاء الصحفيين فريسه لكل من لايدرك قيمة الصحافه ولايرى فى عهود سابقه غابره قوه لدى النقيب ومجلس النقابه ، وباتت التقارير التى يحررها حديثى الخبره بالأجهزه تهدد مستقبل مهنة الصحافه ، وتدفع لهجرانها حفاظا على النفس ، وهذا يعد منعطفا خطيرا وإهانه للجماعه الصحفيه جميعها بعد أن أصبح عضو نقابة الصحفيين فى نظر بعضهم مجرم إلى أن يثبت العكس لمجرد رأى كتبه ، أو خبر حرره ، تتعاظم الٱلام أنه فى عهود غابره ترجع لسنوات فشل مجلس النقابه والنقيب فى مقابلة وزير الداخليه أو أحد مساعديه ، أو حتى مخبر أو عسكرى بشريطين يسمى عريف لبحث مشكلات طالت المحررين البرلمانيين ومحررى الطيران ، كل هذه التداعيات والأجواء تسببوا فى إستشعار الصحفيين بأهمية المشاركه فى تلك الإنتخابات .
مايقرب من أربعين عاما قضيتها فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه وكنف نقابة الصحفيين ، نصفهم فى صحيفه معارضه حيث جريدة الوفد بشموخها ، ونصفهم بصحيفه قوميه حيث جريدة الجمهوريه بعراقتها ، وأستطيع القول بكل وضوح أن الصحافة الآن بين مفترق طرق تحتاج إلى فاهمين واعين مدركين لأبعاد المواقف ، وأخطار الصدامات ، وأنه من المصلحه فى تقديرى الإصطفاف فى خندق واحد للتأكيد على أنها نقابه خدميه ، ترعى مصالح أعضائها ، ولامجال للعنتريات التى عايشناها فى شبابنا يوم أن حملت وبعض أبناء جيلى على الأعناق مرشحين فى إنتخابات ترجع لسنوات طويله سرعان ماتصدروا المشهد النقابى والمجتمعى والسياسى ، وكانت المحصله نقابيا صفر بالنسبه للجماعه الصحفيه ، إستفادات جمه حصل عليها هؤلاء وإلى اليوم ، بل باتوا قريبين من كل الأنظمه ، وتركونا نحن نتجرع المرار تأثرا بمواقفنا التى ماأخذناها إلا إعلاءا للواجب النقابى ، بل إن البعض منهم تاجروا بشعارات رائعه الكلمات خالية المضمون ، ومع ذلك دفعوا للساحه طائفة المنتفعين وأصحاب المصالح .
أجد من الأهمية التأكيد على أن تلك الإنتخابات تجرى فى ظروف دقيقه يمر بها الوطن الغالى تستلزم إعلاء الحس الوطنى ، وتكاتف الجهود ، لذا يتعين الإستفاده من الأخطاء بعد أن ثبت جليا أن الأفكار والقناعات والتوجهات التى كانت قبل مجلس النقابه الحالى ونقيبنا الحالى ، لم تكن للصالح العام بل كانت منطلقا لإستفادات معتنقيها ، الأمر الذى يستوجب معه التأكيد على أهمية أن يخلع الجميع رداءاتهم الحزبيه على باب النقابه ، ويتعايشون بداخلها زملاء أعزاء يحكمهم شرف المهنه ، ونبل الغايه ، وأبدا لامجال للمزايدات ، ولايجب أن نسمح لمن يتاجرون بقضايانا إنطلاقا من نقابتنا العريقه أن يكون لهم دورا محوريا ، لذا يجب أن نشارك بشفافيه ، ونحرص على إختيار أعضاء مجلس نقابه يحدثون تناغما مع نقيب يتم إختياره يعظم خدمة الجماعه الصحفيه .
لعلها فرصه للجماعه الصحفيه أن تلملم شتات النفس ، وتلفظ كل المغرضين الذين كادوا أن يحدثوا شرخا داخل الصفوف بتجاوزاتهم الرعناء فى الفتره الأخيره ، إنطلاقا من تأييد مرشح ينحازون إليه إنطلاقا من سخافات ، دون إدراك أن ذلك من حقهم لكن دون إسفاف وتطاولات ، دون ذلك قد يضروا أبلغ الضرر بمن يناصرونه رغم أنه قد لايكون فى حاجه لدعمهم لقدره الرفيع لكنه سوء الحظ أن يكون تلك النوعيه من مناصريه ، مرجع ذلك أننا فى نقاية رأى كل من فيها أصحاب رؤيه ، ولسنا قطيع نساق ، أو بسطاء يتم خداعهم ، أو مقهورين يفرض عليهم مرشحا بعينه ، وكذلك يتعين ان تواصل الجماعه الصحفيه حواراتها مع الدوله للتأكيد على مهنية النقابه ، وشموخ كل من فيها ، وفى هذا السياق أرى من حقى أنا كمحمود الشاذلى عضو نقابة الصحفيين وعضو الجمعيه العموميه لنقابة الصحفيين أن أنتخب من أراه يستطيع من الزملاء الصحفيين المرشحين تحمل المسئوليه ، وتحقيق تلك الغايات النبيله ، وذلك على أسس موضوعيه ، ورؤيه عقلانيه ، وسنين عمر ، وزمالة لشخصه فى بلاط صاحبة الجلاله ، يضاف إلى ذلك القادر على التفاوض والإتيان بمكتسبات للزملاء أعضاء النقابه خاصة شباب الصحفيين ، أتمنى أن نخرج من تلك الإنتخابات بنهج جديد يقوم على إعلاء الواجب المهنى إنطلاقا من رؤيه وطنيه .