إنطلاقا من القناعه بأهمية التعايش مع هموم الناس حيث أرى ذلك من الواجبات ، كان تناول مأساة إلغاء مستشفى حميات بسيون وضمها كقسم لمستشفى بسيون المركزى ، ولعلنى أرضيت ضميرى وكشفت النقاب عن مواطن الخلل فى هذه المأساه ، منبها بضرورة اليقظه والمتابعه حتى لايتم التنفيذ خلسة وبعد أن يصمت الجميع وينشغلوا فى حياتهم ، ويتعايشوا مع ماإعتقدوه خطأ بأنه تم إلغاء القرار ، وذلك مسئولية الجميع ، جاء ذلك إنطلاقا من القناعه بأهمية أن نقول الصدق ونصدع بالحق ، يضاف إلى ذلك إدراك أهمية إحداث مراجعات فى حياتنا بات من الواجب أن نجريها لأنفسنا تصويبا للمسار وبحثا عن الحقيقه ، تلك الحقيقه التى أصبحت غائبه عن واقعنا بفعل الخداع والتضليل ، حتى تاه الناس حتى من أنفسهم ، وعمقوا بداخلهم التدليس حتى بات نهجا بغيضا ينتهجه الجميع ، قبل المنصب الجميع ملائكه منزلين إمعانا فى النزاهة والطهاره ، وثوار أحرار عندما كان هناك ثوره ، وقاده يؤثرون فى غيرهم تأثرا بالشعارات التى كانوا يطلقونها ، وإذا بهم عندما يتولون المنصب خاصة المنصب الذى يتمخض عن إنتخابات ، أشخاصا يجعلوننا نعيد النظر فى كل الحياه ، ونحدث مراجعه لعلاقتنا بجميع الأشخاص ، ونتعجب من أنفسنا وسذاجتنا كيف إستطاعوا أن يخدعونا ويجعلونا نعتقد أن التقدم على أيديهم ، والنضال لايكون إلا من خلالهم بل إنهم أيقونته خاصة عندما يكون شغل هذا الموقع بالإنتخابات لأن الخداع يكون مضاعف .
نعــم .. جميعا ضحايا مساكين ، خدعنا فى فتره من فترات حياتنا ساسه كثر من الذين كانوا يتصدرون المشهد السياسى إنطلاقا من زعامه لم نكن نتصور يوما أنها زعامه زائفه ، العجيب أن بعضهم يتصدروا المشهد السياسى الآن ، وكذلك النيابى ، والإعلامى ، والمجتمعى ، والوجودى ، والحوارى ، وكل المشاهد ، رغم ماعمقوه لدينا بأن من فى هذا المشهد سابقا نبعا للنقائص والتفريط فى الوطن والعبث بمقدراته ، هؤلاء الذين ظننت يوما وأبناء جيلى أنهم الأمل الوحيد والأوحد لتحقيق الحلم الوطنى الذى ناضلنا من أجله شبابا ، بأن تكون مصرنا الحبيبه أعظم الأوطان ، إلى الدرجه التى أقنعنا فيها أنفسنا بمصداقيه ماأطلقوه من شعارات ، ومارسخوه من مكائد ودسائس أن هذا من الطبيعى فى عمر الثورات ، ولم أكن أتصور على الإطلاق أنهم سيكونو شركاء فعليين ولاعبين أساسيين فى القضاء على كل المعانى النبيله بمسلكهم ، ومنهجهم ، وتراجعهم ، وخداعهم ، بعد أن فقدوا النخوه ، وتخلى عنهم الحياء حين شاركوا بمسلكهم المخادع فى قهر الطموح ، ووأد الحريات ، وقمع الإراده الوطنيه عند الشباب .
خدعنا من ظننا أن لديهم رؤيه ، وينطلقون فى الحياه عبر منهج سليم ، ولديهم حلول لكل مشاكل الوطن ، وحتى مشاكل العباد ، الأمر الذى معه كنت أظن أنه فى وقت قليل ستكون مصر أروع من باريس مكانا ، وأسمى من مكه تعبدا ، وإلتزاما بديننا الحنيف ، بالمجمل .. الجماعات ، والجمعيات ، وكثر من النخبه والمثقفين أصحاب الأيدلوجيات الليبراليه ، واليساريه ، والشعبويه ، والمفكرين ، والساسه ، وقادة الاحزاب والشباب الثوريين ، وقبل الجميع من ظننا أنهم جزء من كيان ووجدان الشعب ، جميعا أكبر خدعه فى تاريخ الحياه السياسيه ، والحركه الوطنيه المصريه .
لاأجد غضاضه فى أننى كأحد أبناء جيل كنت رفيقا لكاذبين ، صدروا لنا أنهم بتوع ربنا ، وآخرين أقنعونا أنهم ثوار أحرار ، وهؤلاء بتوع الشعارات من الساسه الشعبويين وقادة الأحزاب فاقدى القدره على القياده والإقناع ، والآخرين الذين كنا نظن أنهم أصحاب رساله ، جميعا جميعا كاذبون ، لاأجد أننا أخطأنا أو ضللنا الطريق ، بل إن هذا لايعيبنا لأننا لم ننقب عن القلوب لأن القلوب لايعلم مكنوناتها إلا رب العالمين وحده جل شأنه ، لكننى والبعض من أبناء جيلى حاولنا ذات يوم ، ولاأرى فى ذلك أى إنحراف بل لست نادما على المستوى الشخصى ، لكن يبقى الخطأ الحقيقى أن نندفع خلفهم ثانية ، أو نتبع منهجهم مره أخرى ، أو نسير على دربهم يوما من الأيام .