اليوم السبت كان من المفترض أن يكون له دلاله هامه وتاريخيه بالنسبه لمنظومة الصحه بالغربيه ، حيث كان سيشهد ميلاد جديد لمستشفى طنطا العام التى تعد إنجازا طبيا عظيما بكل المقاييس ، وبلا تزيد قطعه طبيه من أوروبا حيث كان من المقرر أن يفتتحه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لكنه تم تأجيل الإفتتاح لحين إشعار آخر ، فتأجل طرح هذا الإعجاز الطبى المتمثل فى مستشفى طنطا العام ، فى المقابل بعد غد الإثنين ، من المقرر إخفاء مستشفى حميات بلدتى بسيون من الوجود الفعلى دونا عن كل مستشفيات الحميات على مستوى المحافظه ، لتكون المستشفى الوحيد الخاص بالحميات التى ستختفى من الوجود ككيان ، وذلك من خلال إغتيالها مع سبق الإصرار والترصد ، حيث من المقرر أن تستقبل المستشفى لجنه من مديرية الصحه بالغربيه ، تضم مدير إدارة الطب العلاجى بصفته رئيسا ، ومدير إدارة الحميات بصفته عضوا ، ومدير مستشفى بسيون المركزى عضوا ، ومدير إدارة التمريض بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه عضوا ، وعضوا من إدارة المراجعه الداخليه والحوكمه ، وآخر من إدارة الشئون القانونيه بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه ، وعضوا من الإداره الماليه من المديريه أيضا ، وعلى اللجنه الإستعانه بمن تراه مناسبا لإنجاز أعمالها لصالح العمل على حد قولهم .
جميعا نلمس تطورا فى أرجاء الوطن ، وتعظيما للمنشآت الصحيه ، وخطوات سريعه للأمام تعكس تقدما حقيقيا ، لكننا فى بسيون نرجع إلى الخلف بفعل التهميش ، وكارثة الإنقسام والتردى الذى إعترى الجميع ، والمزايدات التى غاصت فى أعماقنا ، لذا وجدها بعض أصحاب القرار فرصة لفرض الجهاله علينا ، ومنع التحديث عنا ، بل ويخرجون لنا لسانهم إمعانا فى المذله ، ويصرون على عدم تشغيل مستشفى الصدر التى تكلفت الملايين ، ويقزمون مستشفى حميات بسيون بجعلها قسما تابعا للمستشفى المركزى ، لتكون بسيون ضحية الإنقسام الذى إعترى أبنائه ، والصراعات التى مزقتهم إربا إربا ، وجعلت كل من يحترم نفسه يبتعد عن هذا المناخ الهزلى بإمتياز ، لذا كان من الطبيعى وسط كل ذلك أن يسحق أعداء النجاح من خارج بلدتنا إرادة مستشفى حميات بسيون ويعمل على محوها من الوجود ، رغم أن كل العاملين بها الأبطال خاصة الأطباء الذين أثبتوا كفاءه نادره فى التصدى لجائحة وباء كوفيد 19 التي عاني منها كل العالم ، إنطلاقا من كون مستشفي الحميات هي الأكثر اختصاصا بمواجهة الأوبئة ، وعزل المرضي المصابين بالوباء ، ونجح الأطباء والتمريض يعاونهم العاملين فى تحقيق إنجاز طبى بالمساهمه فى إنحسار الموجة الوبائية بفضل الله سبحانه وتعالي .
النواب أمام إختبار صعب ، ومعهم الشخصيات العامه ، وكل صاحب قرار من أبنائها حتى الذين رحلوا عنها وأقاموا بالقاهره ، وأنا قبلهم نتحمل جميعا المسئوليه فى التصدى لهذا القرار ومواجهة تلك الهجمه الشرسه على مستشفى حميات بسيون والتصدى لها ، لأن فشلنا فى ذلك أو تهاوننا سيضعنا فى محك تاريخى خطير ، خاصة وأن مهمة اللجنه بعد غد الإثنين تتحدد فى تنفيذ رؤية الإداره المركزيه للطب العلاجى بشأن عدم الممانعه من تنفيذ مقترح إستغلال مبنى قسم حميات بسيون ونقل تبعيته إداريا وفنيا لمستشفى بسيون المركزى ، وتحت الإشراف الكامل لإدارة المستشفى ، إلى هنا الكلام رائع وجميل ، والغايه نبيله ، لكن وبمنتهى الإحترام والوضوح والمسئوليه هذا الكلام الرائع والجميل ينطلق من تدليس حقيقى ، لأن المبنى الذى قيل عليه قسم هو مبنى لمستشفى حميات بسيون وليس قسم حميات تابع لمستشفى بسيون ، حيث تأسست كمستشفى عام 1964م ، وقامت وزارة الصحة ببناء مبنى حديث للمستشفى على أعلى مستوى ( المبنى الحالى ) وتسليمه وبدء العمل به عام 2005 ، وجميع مكاتباتها ومخاطباتها الرسمية مع كافة أجهزة الدولة باسم مستشفي حميات بسيون ، وليس قسم حميات بسيون .
مؤلم أن أقول أن السبب الرئيسى لإخفاء المستشفى من الوجود فشل مديرية الشئون الصحيه فى ندب أطباء حميات من مستشفى حميات طنطا ، أو المحله الذى يزيد عددهم على أربعمائة طبيب ، وذلك نظرا لأن هؤلاء الأطباء كعبهم عالى ، وفرضوا إرادتهم على صانعى القرار بمديرية الشئون الصحيه بالغربيه ، بمعاونة أعضاء بمجلس نواب عن دوائرهم ، تبقى مشكلة المستشفى الحقيقية هى عجز الأطباء ورفض الأطباء النقل أو الإنتداب للعمل بحميات بسيون ، فكان الحل هو كتابة مذكرة من مسئول الحميات بالمديرية ، ورفعها للطب العلاجى بالوزارة يطالب بإلغاء مستشفى حميات بسيون نهائيا ، وبتاريخ 20 إبريل الجارى أى منذ 7 أيام وبناء على مذكرة مسئول حميات المديرية ، وبعد موافقة الإدارة المركزية للطب العلاجي بوزارة الصحة تم العمل على إلغاء المستشفى من الوجود وجعلها قسما تابعا لمستشفى بسيون المركزى وذلك من خلال تجديد مقترح إستغلال مبني مستشفى حميات بسيون الذى إعتبرته المذكره قسم حميات ، ونقل تبعيته فنيا واداريا الي مستشفي بسيون المركزي تحت الإشراف الكامل لمستشفي بسيون المركزي ، وهو ما يعني عمليا إلغاء مستشفى حميات بسيون نهائيا ، من خلال تحويلها إلى قسم .
يبقى أن هذا عكس إستراتيجية التخصص فى المجالات الطبيه التى باتت من الثوابت للوصول إلى نتائج أعمق ، كما أدركنا فى مستشفى غنيم للمسالك بالمنصوره ، بل إن فى التخصص الواحد نجد مزيدا من التفريعات الدقيقه ، حتى أننا وجدنا مستشفيات بكاملها تعظم هذا التخصص كمستشفى الجراحات الجامعى بطنطا ، ومستشفى الفرنساوى الجامعى بطنطا ، ومستشفى الكلى الجامعى بطنطا ، ومركز المخ والأعصاب الجامعى بطنطا ، التابعين لطب طنطا ، كما تبقى الحقيقه المؤلمه التى مؤداها أن محاولة إغتيال مستشفى حميات بسيون ، دون جميع مستشفيات الحميات على مستوى المحافظه ، بدأ عام عام 2005 عبر محاولات متتابعه على مدى عشرين عاما مضت ، وتصدى لكل محاوله أبطال كثر وأحبطوها .. كيف ؟ تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله .