البرلمان المصرى تاريخ مشرف ، وماضى عريق ، لاينال منه ضعفا طال أداء بعض النواب فى مرحله زمنيه معينه ، لذا له فى القلب مكانة كبيره لدوره الوطنى فى الدوله فهو هيئة تشريعية تمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية ، حيث يكون مختصا بحسب الأصل بجميع ممارسات السلطة التشريعية وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات ، وأعضاء البرلمان محل تقدير وتوقير وإحترام لأنهم يمثلون شعبنا العظيم ، وما توجيه النقد إلا محاولة للتنبيه لمواطن الخلل ليكونوا فى أبهى صورة تليق بقدرهم الرفيع ومكانتهم العاليه ، ومهما كانت درجة النقد لايمكن أن تنال من عطاء كثيرين منهم ، وهذا طبيعى لأن الكمال لله وحده ، يضاف إلى ذلك أن النقد منطلقه الأداء وليس مايتعلق بأمور شخصيه .
إنطلاقا من ذلك قبل خمسة أيام إنعقدت جلسة مجلس النواب لمناقشة الحساب الختامي للعام المالي 2023 /2024 ، ذكرنى مادار فيها وتمخض عنها ، بذلك اليوم الذى وجه فيه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ضربه موجعه للنواب حين إنتقد حديث بعض أعضاء مجلس النواب عن مشروعات الطرق والكباري ومشروعات البنية التحتية في مصر ، مشيرا إلى أن نواب بيقولوا كفاية كباري ويروحوا للحكومة يقولوا خلصوا الكباري اللي في الدايرة ، لم يقل رئيس الوزراء هذا الكلام فى غرفة مظلمه ، أو من خلال حديثه لنفسه ، أو مع قريبين منه همسا ، لكنه قاله خلال اجتماعه الدورى بالإعلاميين والصحفيين بمدينة العلمين الجديدة وبالتحديد يوم الثلاثاء 30/يوليو/2024 ، مشيرا إلى أنه ” دايما كان يثار إنه كفاية بقى طرق وكباري .. طب أقسم بالله بعض النواب اللي كانوا بيقفوا ويتكلموا الكلام ده بعد ما ينزل النائب منهم من على المنصة يقول للحكومة الكباري اللي عندي في الدايرة لازم تخلصوهالي ” . هذا كلام مدلوله خطير ويسحق إرادة النواب جميعا ويفقدهم المصداقيه لأن من قاله رئيس وزراء مصر .
كنت أتوقع أن ينتفض أعضاء البرلمان ويطالبوا رئيس الحكومه بالكشف عن أسماء هؤلاء النواب ، وتوجيه اللوم لهم ، وتصدير ان هذا تصرف فردى للنواب وليس نهج عام ، حفاظا على هيبة البرلمان ، لكن ماحدث أن لاذا الجميع بالصمت تاركين ماقاله رئيس الحكومه مترسخا فى الوجدان أن هذا نمط سلوك معظم النواب ، الأمر الذى معه ادرك الجميع أن البرلمان فقد القدره على أداء دوره الذى حدده الدستور نظرا لأنه لايستطيع محاسبة الحكومه أو توجيه اللوم لمن شوه البرلمان من المنتمين إليه .
إنتهاء أعمال البرلمان شيوخ ونواب بات وشيكا ، ويعقب ذلك الإستعداد لإنتخابات برلمانيه ، لذا تملك النواب الشجاعه وهاجموا الحكومه فى الجلسة العامه لمجلس النواب إنطلاقا من مناقشة الحساب الختامي للعام المالي 2023 /2024 ؛ لكنهم لم تكتمل شجاعتهم ووضعوا أنفسهم فى مأزق شديد عندما إستشعروا خطرا بتعيين رجال أعمال ولاعبين كره مشهورين كقيادات حزبيه تمهيدا لترشيحهم بالبرلمان القادم ، لذا أعقبوا الهجوم والنقد الموافقه على الموازنه فى تخريجه دراماتيكيه لاتحترم عقول الشعب الذين إعتبروا ذلك تمثيليه فقدت الحد الأدنى من ثوابت الدراما ، المؤسف أن هؤلاء النواب صبوا جام غضبهم على من إستمر فى النقد ، ورفض من أمثال النائب محمد عبدالعليم داود والنائب ضياء داود إنطلاقا من أنهما ينتميان للمعارضه المصريه ، لذا ليسا طرفا فى تطبيق ماتم من تمثيليه أضاعت مابقى من مواقف لبعض النواب . أعقب ذلك إبداعا ظهر فى أداء النواب تمثل فى الإنطلاق فى النقد من الإشاده .. كيف ؟ تابعونى .