يقينا .. فجر ماشاب تجربة الشباب سياسيا وبرلمانيا من تداعيات سلبيه ، ونتائج غير مقبوله أهمية اليقين بأن المشاركة السياسية جوهر الحياة الديمقراطية في أي مجتمع ينشد التقدم والرقى ، وبناء مؤسسات شعبيه حقيقيه , خاصة وأن الممارسة السياسيه لم تعد مجرد المشاركة في الإنتخابات تصويتا أو ترشيحا ، والدوران فى فلك الإتحادات الطلابيه المصنوعه تحت الأعين ، ووفق نهج السمع والطاعه ، والخنوع وسلب الإراده ، ومحو الفكره ، وقتل طموح الشباب فى دخول المجالس التشريعية , ودور مجتمعى فاعل يهدف إلى الإنطلاق من المشاركة في جميع جوانب عملية النهضة المجتمعيه ، تلك ثوابت من الأهمية أن يتم غرسها منذ الصغر فى نفوس الشباب ، وتأهيلهم ليشاركوا بفاعلية في كل مجالات وجوانب الحياة ، تبقى تنمية الثقافه السياسيه من الأهميه أن تكون هدف وغايه ، ومبتغى كل أجهزة الدوله ومؤسسات المجتمع المدنى ، ولتحقيقها لابد من الإنطلاق بها من خلال رؤية وطنيه تهدف النهوض بالوطن مجتمعيا ، ورفعته سياسيا .
أتصور لتحقيق ذلك حتمية إعداد الشباب الإعداد السياسى الجيد بعيدا عن الإستقطاب والتهميش ، والأحاديه فى التفكير والتعايش والتعامل ، وذلك وفق صياغة منهج متكامل للثقافة السياسية تتضمن عددا من الجوانب المهمة تستهدف بناء وتنمية معارفهم ومعلوماتهم , فى ذلك الجانب المعرفي وترسيخ عددا من القيم السياسية والمجتمعية الايجابية لديهم خاصة قيم التسامح وقبول الآخر والمواطنة , مع إكسابهم المهارات الأساسية اللازمة للعمل السياسي كمهارة الإنصات الجيد والحوار المقنع ، لأن ترسيخ تلك الجوانب لدي الطلاب يسهم في مشاركتهم السياسية الجادة في منظومة العمل السياسي بالمجتمع .
لتعظيم تلك الغايات النبيله توقفت كثيرا وطويلا أمام محاذير سبق وأن طرحها الخبراء والمتخصصين ، متمنيا إخضاعها بتجرد للدراسه والبحث ، تتعلق جميعها وبموضوعيه ، وشفافيه ، بممارسة الشباب للعمل السياسى والبرلمانى ، لذا كان من الواجب التفاعل معها بإيجابيه خاصة وأنها محاذير تنطلق من حرص على أن يكون للشباب دور سياسى وبرلمانى فاعل بحق ، والتى تتمثل فى أنه حينما يتم منع ممارسة العمل السياسى داخل الحرم الجامعى ، ثم يتم عمل كوتة للشباب متمثلة فى قوائم لخوض الانتخابات البرلمانية ، يدل هذا على أكبر تناقض نتعايش معه فى الحياه ، مرجع ذلك قد يكون جهالة بطبيعة ، ونهج ، وآليات ممارسة العمل السياسى ، عمق ذلك هذا التضارب الذى بات من الطبيعى أيضا فى قرارات كثيره أصدرتها الحكومه ، أغلب تلك القرارات لا تمت للواقع بصلة حتى وإن زينوها بكل مساحيق العالم ستظل يخيم عليها القبح .
خلاصة القول .. لايختلف معى أحدا كائنا من كان فى وطننا الغالى على حتمية الإنطلاق فى أى تقدم من الطاقات الشبابيه ، وأهمية الإستفاده من عطائهم ، من خلال الدفع بهم فى واقعنا الحياتى ، لذا كان منطلق طرحى ليس جلد الذات إنما محاولة للفهم ، والتذكير ، والتنبيه ، بتلك المضامين ، فى لعب دور حيوى فى المعترك الحياتى ، وكشف النقاب عما يشوب جوانبها من متناقضات لعل اهمها ، كيف تمنع الحكومة ممارسة العمل السياسى داخل الجامعات ثم تطالب الشباب خريج الجامعات الآن الترشح ودخول البرلمان ، بل وممارسة العمل السياسى وهو لايعرف أى فكره عن السياسه ؟ ، بالتالى يخلق هذا المناخ ، ويعمق هذا التصور وذاك النهج الجهاله لدى الشباب ، المصيبه أن الأحزاب السياسيه نفسها ، رسخت لهذا النهج ، من خلال تهميش دور الشباب وإبعادهم عن المواقع القيادية ، ومن تم الدفع الذى تم للشباب لنيل عضوية البرلمان كان منطلقه أبناء وبنات رؤساء الأحزاب ، إنطلاقا من تعميق الوجاهة ، مما أدى إلى تقلص دور الاحزاب فى أرض الواقع ، وفشلها فى تحقيق حياة سياسيه وبرلمانيه فاعله ، ودليل يقينى بإنعدام التربية السياسة النظيفة داخل الأحزاب المصرية لأن تلك الأحزاب الآن هى عبارة عن تجمع أسرى وعائلى ، وصداقات لأفراد من البهوات ، بعضهم وصل لرتبه كبيره وأصبح الآن على المعاش ويريد أن يسلى وقته ، ومعه أفراد أسرته إنطلاقا من الوجاهة الإجتماعيه التى تنطلق من عضوية البرلمان والإنتماء لأحزاب يلتقون فى مقراتها التى يتصدر مبناها لافتة تحمل إسم الحزب والسلام . يبقى من الأهمية إدراك أن من لايرى فيما طرحته من رؤية منطلقا لضبط الإيقاع السياسى والبرلمانى خاصة مايتعلق بالشباب ، وأنها تهدف صالح الوطن ، أكون شاكرا أن يقنعنى برؤيه مغايره وسأتبناها على الفور لو كانت مضامينها يمكن أن تكون منطلقا لأداء يعود بالنفع على الوطن والمواطن .