اليوم أول رمضان كل عام وأنتم بخير .. جاء رمضان وقد تشابكت الحياه مع واقعنا ، وأفرزت مابداخل النفوس من ترديات ، جاء رمضان لينبهنا بما نحن فيه من إنحدار ، وقيمة أن نقول الحق ، ونطرح قضايانا بصدق ، ونتحدث بصراحه ماإنتابنا من أوجاع ، لعلنا نستطيع تجاوز تلك الأوجاع بالتصويب الصادق ، ولعل أخطر ما غاص فى أعماقنا الحقد ، جسد ذلك فى إبداع أخى وصديقى القيمه الكبيره معالى اللواء سليمان نصار مساعد أول وزير الداخليه السابق بما أكد عليه فى طرحه لهذه القضيه المجتمعيه الخطيره تجسيدا لواقع الحال مشيرا إلى أن الخلاف دائما مايكون بسيطاً لكن سرعان مانكتشف حقدا كبيرا مدفوناً بداخل الحاقدين ، ثم عمق ذلك بتأكيده التى تضمنته تغريدته بأنه إذا سقط الإحترام ليس هنالك داعي لأي علاقة أن تتم ، فلا حب بلا إحترام ، و لا صداقة بلا إحترام ، و لا حتى قرابة بلا إحترام ، وأبدع حين أكد على أن كل شي له علاج إلا قلة الأصل وسواد القلب .
مؤلم أن أقول أننى أتعايش الٱن مع واقع مرير إنطلاقا من ريف مصر والذى فيه بات من الطبيعى أن يحقد الجار على جاره ، وزميل الدراسه على رفيق دربه ، بل والأخ على أخيه ، الأمر الذى معه طال الحقد كل من أنعم عليه الله تعالى بمكانه إجتماعيه رفيعه ، أو سعة فى المال والرزق ، أو محبة من الخلق ، يتعاظم الألم أن منطلق الحقد والعياذ بالله تمنى زوال النعمه ، بدل الدعوه بالتوفيق ، وأن يناله جانبا من هذا الخير ، من أجل ذلك لانجد تقدما ، ولاإزدهارا ، ولامحبه ، بل إن من يطاله تلك الأحقاد قد يضطر للرحيل عن موطن مولده ، ومكان نشأته بالريف ، ليبتعد عن هؤلاء المرضى المساكين ، الذين سيقتلهم الحقد ، ويعيش حياه هادئه مستقره فى القاهره ، ويترك الحاقدين يعيشون فى أوحال النفس ، المأساه أن تلك الأحقاد لم تعد كما كانت منطلقها الذين يعانون من ضيق ذات اليد ، ولم ينالوا أى قدر من التعليم ، إنما هؤلاء الذين حصلوا على قدر كبير من التعليم ، حتى أن منهم من ينتمون للفئات الرفيعه مجتمعيا كالمهندسين والأطباء ، لكنهم بلا قدر مجتمعى ، وٱخرين لديهم مال من التجاره لكنهم بلا قيمه مجتمعيه لإنحدار فى شخصهم ، لذا يحقدون على من أنعم الله عليهم بمكانه إجتماعيه رفيعه ، وهنا ندرك أن علاج هؤلاء لايكون إلا بالدعاء لرب العالمين سبحانه فى هذه الأيام المباركه بصلاح الحال ، والتصالح مع النفس ، لأن تلك الأحقاد لاتمحى ولو بماء النار .
الكارثه أن هؤلاء بدل أن يخجلوا ، ويستحوا أن يدرك من حولهم أحقادهم نراهم يتباهون بها على صفحاتهم بالفيس بوك ، وكأن ذلك عمل عظيم ، دون إدراك أنهم بذلك يكتبون شهادة وفاتهم مجتمعيا ، ويكونوا نماذج رديئه بالمجتمع يخجل منها أولادهم وأحفادهم ، ونظرا لتنامى تلك الظاهره المرضيه فى هذا التوقيت ونحن مقبلون على إستحقاق إنتخابى للبرلمان ، أصبحت أشفق كثيرا على من ينوى الترشح فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه ، من هذا القدر البشع من الأحقاد والكراهيات ، التى غاصت فى أعماق البعض من فاقدى القيمه ، عديمى النخوه ، الباحثين عن دور ، خاصه هؤلاء الذين يريدون أن يعرفهم الناس ولو بالسوء من القول ، هؤلاء البشر الذين لايخجلوا من الإفصاح عن أحقادهم ويفتخرون بسفالاتهم .
المأساه أن هؤلاء الحاقدين جعلوا كل المنصفين ينحازون تماما إلى خيارات الأجهزه فى إختيار النائب القادم ، ومساندة من يرغبون فى دخول البرلمان إنطلاقا من تلك القاعده ، لانها أهون من إبتزاز الحاقدين ، والقبول بطرح الأحزاب المحسوبه على السلطه ، لأنهم يستطيعوا حماية مرشحهم من هؤلاء الحاقدين ، تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أننا كساكنى الريف نستحق مايجرى لنا ، وعلينا وأن يكون النائب له من يحميه من هؤلاء الحاقدين ، لذا يدخل هذا المجال من خلال دفع تبرعات ماليه ببذخ شديد من خلال الحزب ، لأن هذا أهون ألف مره من إبتزاز السفهاء الحاقدين ، مؤلم أن أقول أن الذى يدفع الثمن كل الناس بعد أن فقدوا القدرة على إختيار نائبهم بالبرلمان ، وبالتالى لايجرؤ أحدا فيهم أن يرفع رأسه أمامه ، أو يحاججه فى أى أمر ، بل إن البعض يرون أنهم يستحقون ذلك لأنهم لم يتصدوا لتلك الظاهره ، ولم يقل أحدا فيهم لهؤلاء السفهاء الحاقدين عيب عليكم إختشوا ، إحترموا أنفسكم ، حافظوا على صحتكم لأن الحقد سيقتلكم ، ثمة أمر آخر غاية فى الأهميه له علاقة بتقديم الخير فى رمضان الكريم إنطلاقا من كرتونة رمضان ، كيف ؟ تابعونى .