إستنفر ترامب بغطرسته مابداخل المصريين من وطنيه ، وحرك لديهم النضال من أجل الحفاظ على تراب الوطن الغالى ، والتمسك بالدفاع عن القضيه الفلسطينيه العادله ، لتحقيق تلك الغايات النبيله كان تحركهم عبر الإراده الشعبيه ، والأطر الدبلوماسيه ، بالأمس إنطلقت وفود شعبية وسياسية من كل أنحاء مصر إلى معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة رفضاً لتهجير الفلسطينيين من أرضهم ، وأعربت الوفود المصرية المحتشدة أمام معبر رفح عن تنديدها بدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ، ودعمها الدولة المصرية للوقوف أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية ، تجمعت الحشود أمام معبر رفع رساله للعالم أن مصر على قلب رجل واحد خلف قائدها تعلى الإراده الوطنيه ، إنطلق الجميع منصهرين فى قالب واحد على كافة إنتماءاتهم الحزبيه والسياسيه تأكيدا للحمه الوطنيه ، واليوم شهدت القاهره إجتماعا موسعا لوزراء خارجية مصر ، والسعودية ، وقطر ، والإمارات ، والأردن ، والسلطة الفلسطينية ، وأمين عام جامعة الدول العربية كأول خطوة عملية للتصدى لمطلب ترامب الذى يفتقد لأبسط قواعد اللياقه والمسئوليه ، عقد الإجتماع بناء على دعوة وجهتها القاهرة ، لبحث التطورات في الملف الفلسطيني ، والوضع في قطاع غزة وملف التهجير ، وذلك في سياق تعزيز الرفض العربي لمخطط التهجير ، أعرب وزراء الخارجيه عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقاً للقانون الدولي ، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواءً من خلال الأنشطة الاستيطانية ، أو الطرد وهدم المنازل، او ضم الأرض ، او عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل او اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت اي ظروف ومبررات ، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع بالمنطقة ، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها .
ماحدث ينبهنا إلى أن التآمر على مصرنا الحبيبه ليس وليد اليوم ، ولحكمه قدرها رب العالمين سبحانه أن تكون مصر الكنانة التي قال عنها رسول الله أهلها في رباط إلى يوم القيامة ” أكد ذلك أن المؤامرات على مصر ثابته وممتده جيلا بعد جيل ، وهى ترجع لعصر الفراعنه حيث كشفت عدد من الوثائق والأفلام العلمية عن عدد من الوقائع التى اعتبرت مؤامرة تمت ضد بعض ملوك الفراعنة ، فهناك من قتل بسبب هذه المؤامرات بسبب صراعات بين الزوجات الملكيات أمهات أولياء العهود الشرعيين وبين الزوجات الثانويات وأبنائهن الطامحين لحكم مصر بعد رحيل الملك الأب . أخذت تلك المؤامرات أشكالا عده ، ومنعطفات كثيره ، بعضها عبر المغيبين من أبناء الوطن خداعا بالشعارات ، وأخرى عبر التهديد بالغزو كما فعل هولاكو مع قطز ، إلى سعد زغلول والإنجليز ، والعدوان الثلاثي الفرنسي-الإسرائيلي-البريطاني عام 1956 على مصر _التي كانت حينذاك أبرز دولة عربية ، وحتى ترامب حاكم أمريكا المتسلط ، لذا يطيب القول ماأشبه اليوم بالبارحه ، لكن المصريين دوما أبطال يرفضون الخنوع ولايقبلون بالذل ، حكاما وشعب ، وبفضل الله كان النصر حليفهم ، وليس أدل على ذلك من رفض قطز تهديدات هولاكو زعيم المغول والتصدى لغطرسته وسحق قواته فى عين جالوت ، وكانت هذه المعركة هي الأولى التي يُهزم فيها المغول منذ عهد جنكيز خان ، وكان من نتائجها إنحسار المد المغولي الذي أسقط الخلافة العباسية قبل ذلك في العراق . ورفض الزعيم الوطنى سعد زغلول إعلان الحماية البريطانية على مصر وقاد ثورة 19 الذى مر عليها مايزيد على قرن من الزمان لتلغى بسببها بريطانيا الحماية المفروضة على مصر .
عندما هدد هولاكو قطز إنتفض المصريين ، وعندما تحدث الإنجليز بغطرسه إلى الزعيم سعد زغلول إنتفض الشعب المصرى ومنحه توكيلا للحديث بإسمه ، إنتفض المصريين دعما لموقف الرئيس السيسى الذى جاء نابعا من الإراده الوطنيه ، تعاظم ذلك عندما عقب ترامب على رفض المصريين بقوله ” الأردن ومصر ستستقبلان سكان غزه وفعلنا الكثير من أجلهم وسيفعلون ماطلبناه ” ، وهو بذلك يتحدث حديث الإفك للنيل من السياده المصريه متجاوزا بذلك كل الأعراف الدولية فى المخاطبات الدبلوماسية ، والعمل علنا على تهجير أصحاب البلد الحقيقيين “الفلسطينيين ” بالقوة ، وترك إسرائيل العدو المحتل والمعتدى الغاصب ، وقاتلي النساء والأطفال ، يرتع كما يشاء ، لذا كان من الطبيعى أن يعبر المصريين عن رفضهم لهذا الحديث الهزلى بالإنتفاضه الشعبيه إلى رفح ، عن حق وصدق ويقين حتى وإن كانت عبر ترتيب حزبى ، وتنسيق مع الأجهزه ، إلا أن تلك الإنتفاضه تعبر عن إرادة المصريين .
يبقى من الضروري أن نفكر بطريقة عمليه لمواجهة ضغوط ترامب وإدارته فيما هو قادم من الأيام ، إنطلاقا من إراده شعبيه بحق ، خاصة وأن المنطقه تعج بالصراعات ، علينا أن ننطلق من هذه اللحمه الشعبيه ونعمق تلاحم قوى الشعب ، ونعظم الإراده الوطنيه ، ونتخلى عن حديث الهزل الممزوج بالإستعلاء الذى ينتهجه كل من هو قريب من أى مسئول ، وتعظيم الإراده الشعبيه بحق عبر إنتخابات حره ونزيهة ، والدفع فى أن يكون الأداء الحزبى محترم لاطبل فيه ولازمر ولاهزل ، بل عطاء وطنى حقيقى يتلاحم فيه كل قوى الشعب ، وأن يتحدث الجميع حديث المكاشفه للشعب ، ويدرك أبناء الوطن أنه لاأسياد ، ولاعبيد ، بل الجميع أبناء الوطن نسيج واحد ، وعطاء واحد ، وتحقيق العداله الناجزه ، ووقف القهر ، والهزل ، وإدراك أن أى مساس بالإراده الوطنيه هو مساس بكل المصريين .
التصدى لوقاحة ترامب يجب أن تنطلق من مزيد من الإراده الشعبيه خلف القياده السياسيه ، والإستعداد لتقديم التضحيات ، وتحمل الصعاب ، وإستنفار تاريخ المصريين العظيم ضد المحتلين ، وهذا لن يتأتى إلا بمصالحه وجدانيه حقيقيه لكل المصريين ، ليقينى أن ورقة الضغط الوحيده على ترامب إخلاص المصريين ووطنيتهم ، وهذا لن يتأتى إلا بتغييرات جوهرية تطال حتى أسلوب الخطاب ، ولغة الحديث ، ونهج تعامل الساسه قبل المسئولين مع البسطاء من المصريين لأنهم المكون الحقيقى للدوله المصريه ، وهم وقود كل ثوره شهدها الوطن ضد المستعمرين الأوغاد ، ونبع كل عطاء للنهوض بالوطن ، ووقف الظلم ، والتخلى عن القهر ، والتوقف عن نهج الإستعلاء ، وأن نقول جميعا حى على الفلاح .
خلاصة القول .. كانت مصر واضحه بالتأكيد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في قطاع غزة ، بأسرع وقت ممكن ، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم ، والترحيب باعتزام مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة ، لإستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في التوقيت الملائم، ومناشدة المجتمع الدولي والمانحين للإسهام في هذا الجهد ، ومناشدة المجتمع الدولي في هذا الصدد، لاسيما القوي الدولية والاقليمية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين . على اية حال السنوات القادمة حبلى بالأحداث ولاشك أنها ستشهد الكثير من تلك الأحداث ، وأتصور تناغما معها يتعين أن نعظم آليات الرفض الشعبي لمشروع التهجير ، على أنت يتولى ذلك المعارضين قبل المؤيدين ، وأن تبحث مصر في أوراقها مايجب أن تفعله للتصدي لهذه الضغوط بعيدا عن فكرة الحشود الجماهيرية منفرده ، خاصة وأن هناك وقاحة من ترامب حينما قال ” الأردن ومصر ستستقبلان سكان غزة وفعلنا الكثير من أجلهم وسيفعلون ما طلبناه ” فوقاحة التصريح تعكس لنا طبيعة تفكير ، وأسلوب التصريحات يعكس صفاقة واضحة ، كما يجب أن يكون لدى صانع القرار السياسي أوراق مصريه تنطلق منها للضغط على لإجباره على التراجع عن مطالبته وضغوطه .