يطيب لى أن أتناول مرارا وتكرارا وكل الوقت مايحدث بالمجتمع بلاتوقف ، وماأرصده بواقع الحياه بلا تجميل ، لعلنى أستطيع ضبط مواطن الخلل والتنبيه لنقاط الضعف ، أملا أن نعى ، ونفهم ، وندرك أهمية التصدى لها بصدق وفاعليه ومسئوليه وموضوعيه ، ويستقر اليقين أننا جميعا إلى زوال وننتبه إلى الأقدار التى قدرها الله تعالى رب العالمين سبحانه على العباد ، لذا جعلنا نرى الأصدقاء يتساقطون يوما بعد يوم فى الحياه ، وتغيبهم الأيام طوعا ، أو كرها ، أو خداعا ، وذلك تأثرا بمرارتها ، وهواجسها ، وهمومها ، وشكوكها ، وآلامها ، وآخرين بالممات بإنتقال الأحباب إلى دار الحق .
حيث أحدث مراجعات مع النفس فى نهاية الأسبوع يتملكنى إحساسا أدركته مؤداه أننى أعيش فى تيه ، حيث اليقين بأننا فى آخر الزمان ، بعد أن ساد مجريات الحياه الهزل ، وبات يحكم تصرفات الناس التدنى ، ويسيطر على سلوكهم الإنحدار ، وعلى أحوالهم الإنحراف ، تعاظم ذلك إدراكى أن كل شيىء بات يسير بالمقلوب ، القيم تلاشت ، والأخلاق إنعدمت ، والسلوكيات إنحدرت ، وباتت المصلحة تحكم تصرفات الناس وتسيطر على أحوالهم الوظيفيه والمجتمعيه .
خروجا من هذا النفق المظلم يتعين على الجميع وأنا فى القلب منهم خاصة أبناء جيلى الذين أصبحوا فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم ، أن يتمسك كل منا بالصديق الحبيب ، الوفى ، ويتعلق به بكلتا يديه ، خاصة رفقاء الدرب ، وعشرة العمر ، والطفوله ، فالعمر لم يعد فيه مايساعد على بناء صداقات جديده ، راسخه ، وقويه ، فجميعا نكاد نصبح ذكرى والحياه لاشك موحشه بلا رفقه طيبه ، وصداقات مخلصه ، وأحباب كرام ، وأبدا لايستطيع الإنسان أن يعيش منفردا بلا أنيس ، وتلك من نعـم الله تعالى على عباده ليعمر الكون ، ويبقى الأنس بكل هؤلاء منبعه القلب ، والإحساس ، والوجدان ، وفوق كل ذلك المحبه ، لذا كان غياب الأحباب عن واقعنا مؤلم للنفس رغم اليقين أن لكل ظروفه ، خاصة في تلك الحياه التي باتت موحشه وحشة القبور ، فتقاربوا ، وإحتضنوا أحبابكم ، وقدموا لهم الخير فإن الحياه ماهى إلا أنفاس ولانعرف من سيسبق من إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه .
خلاصة القول .. يتعين التأكيد على الثوابت الحياتيه والتى منها لاشئ يستحق ، لذا فإن مشكلة البشر أنهم يظنون أنفسهم مُخلدين في هذه الحياة الدنيا فيبطشون ، ويظلمون ، ويتعدون على بعضهم البعض ظانين أن الدنيا تستحق كل هذا العناء ، ياأيها الناس إنتبهوا .. جميل أن تسعوا ، وتخططوا لمستقبلكم ومستقبل أولادكم ، فالله أمرنا بالسعي لكن بلا ظلم ، أو تعدي بحق بعضنا البعض ، إنتبهوا يرحمكم الله .. الدنيا مجرد وقت فلا نضيع عمرنا ووقتنا في شيء لن يفيد ، ولا نظلم أو نتعدى ، أو نفتري ، لا شيء فى هذه الحياه يستحق كل هذه المشاكل وكل تلك المعارك .