نودع عاما أبى إلا أن يزلزل كياننا بما شهدته سوريا ، وما أدركناه من سجون هى قبور جعلت الجميع يلعنون النظام البائد الذى أذل الشعب ، وقهر إرادته ، وجعل الشعب يرحب بمن سحقوا بشار وأذنابه وأذلوهم وأرانا الله على أياديهم ٱيه فى بشار بعد أن كاد يتشكك البعض فى عدالة السماء والعياذ بالله ، لتعاظم القهر بلا ردع ، وجاء الترحيب ليس لنهجهم أو لشخوصهم إنما لأنهم من خلصوهم من الظلم ، وهذا الترحيب كان سيحدث حتى ولو من خلصهم شيوعيين ، يبقى من أهم الدروس المستفاده أن النظام السورى لو كان يرعى شعبه ماإبتهجوا بسقوطه وإذلاله ، وما تخلى عنه حوارييه ، نودع عاما سحق فيه أهل غزه رمز العزه ، ودنس الصهاينه لبنان ، وتوغلوا فى إحتلال الجولان ، واكب ذلك موجه من المساخر والمراقص فى كل الأوطان العربيه ، إنطلاقا من الترويح عن النفس ، وكأنهم باتوا بشرا بلا نخوه ، وأشخاصا بلا شرف ، نودع عاما قهر فيه الإنسان أخاه الإنسان وإستعبده وأذل إرادته .
أياما ونستقبل عاما جديدا ندعو الله تعالى أن يكون عاما سعيدا على كل الأمه العربيه فى القلب منهم وطننا الغالى مصرنا الحبيبه ، وأن يستيقظ الناس من غفلتهم ، ويتوقف الظلم ، ويتعاظم العدل ، وتسود المحبه بين بنى البشر ، عاما نتمنى أن يكون بداية خير ، ومرحله جديد نعيشها فى حياتنا نعمق فيها الفضائل ، ونبتعد عن المساخر ، ويتوارى المزايدون ، ويتلاشى المنافقون ، ويستمع الجميع للنصيحه خاصة أصحاب القرار طالما لها حجيتها ، وتصب فى صالح الوطن ، وأن يتوقف الهزل ، والإستقطاب المحموم ، والتعالى الذى ينتهجه البعض على أبناء الوطن من البسطاء وعموم الشعب ، تأثرا بمنصب تولوه ، أو مال جمعوه ، أو صداقه بصاحب قرار جعلت لهم قدرا بالمجتمع .
يقينا .. أنتمى إلى جيل بات على مشارف مغادرة هذه الحياه ، بعد أن أصبح جميع المنتمين له فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم ، لذا لاطموح أنشده أو كل هؤلاء فى منصب أو جاه ، لأن كثر منا بفضل الله حققناه بالجهد ، والعرق ، والصبر ، والإخلاص ، وأبدا لايمكن أن يتعاظم لدينا النفاق الذى أبت نفوسنا أن تتعايش معه فى مقتبل عمرنا ، فكيف تتعايش معه فى نهايته ، وبفضل الله لم يسجل علينا تاريخنا نفاقا ، لذا كان الصدق هو منطلقنا فى الحياه ، والإخلاص عنوانا لنا ، والوطنيه نبراسنا ، وباتت النصيحه واجبه إنطلاقا من هذا الإخلاص ، والذى معه أثمن على أى مبادرة لحوار شفاف بين أبناء الوطن ، وأنبه إلى أن من يعتبر الرأى الآخر جريمه هو منافق ويضر بالوطن ، لأنه لايعى جيدا ان الحق أحق أن يتبع .
بعيدا عن الشعارات التى يطلقها كل من يستفيدون من وجودهم بالقرب من الحواريين الذين ينتشرون فى أماكن عده ويصدون للجميع أنهم الوطن والوطن هم رغم ضعفهم ، وقلة جبرتهم السياسيه قبل المجتمعيه ، نحن فى حاجه إلى أن نشعر بالفقراء ، والبسطاء ، والمعدمين ، ورقيقى الحال ، الذين أصبحوا غالبية مكون مجتمعنا للأسف الشديد ، نحن فى حاجه للإنتباه لخطورة الطبقيه على الوطن ، وأبدا لايمكن أن يستحوذ فئه على كل شيىء حتى المناصب ، والوظائف ، والهبات ، والوجاهة ، ومحاولة ترسيخ أن باقى الشعب هم خداما لتلك الفئه ، وأبدا فشل العهد الملكى فى ترسيخ ذلك ، وفشل المستعمرين أيضا فى ترسيخ ذلك ، فلا يمكن أن يجعله بعض أبناء الوطن حقيقه واقعه ، خاصة وأننا إبتلينا بخطيئة أنه لم يعد الشخص يتقدم الصفوف بكفاءته ، وتميزه ، ونبوغه ، وإبداعه ، إنما بالواسطه والمحسوبيه ، إلى الدرجه التى معها أصبح الجميع يقولون قل لنا ماذا تعمل ، وفى أى الأماكن الوظيفيه تكون نقل لك أنت إبن مين ، وهذا يعمق الإحباط ، ويزيد من السلبيه ، ويرسخ الفجوه الطبقيه ، أتمنى أن نخضع ظاهرة السلبيه المجتمعيه للدراسة والتحليل خاصة وأنها إمتدت للمشاركه الإنتخابيه تصويتا وترشيحا ، وهذا لن يتأتى إلا إذا شعر الناس أنهم أصحاب وطن وليسوا رعايا ، أتمنى ونحن على مشارف عام جديد أن يتوقف هزل تقدم الصفوف فئات بعينها حتى فى واقعنا السياسى ، والحزبى ، والبرلمانى ، أتمنى أن يشعر الشعب بدفىء المشاعر الصادقه لأنهم جزء منهم وينتمون لطبقتهم وليس لطبقة البهوات ، تلك أمنيات مشروعه أتمنى أن تكون واقعنا المجتمعى فى عامنا الجديد .