الصحافه فى أزمه هذا هو واقع الحال الذى يدركه الجميع عن قرب ، وهى أزمه تداعياتها لم تطال الجماعه الصحفيه وحدهم ، بل طالت كل الوطن ، وتأثر بها الجميع ، ووضعت الحكومه وكل الدوله فى مأزق خاصة أمام المجتمع الخارجى ، وحتى فى الداخل لأنها تسببت فى تنامى الفساد نظرا لإدراك كل فاسد أنه فى مأمن من النقد ، ولن يطاله صحفى ويكشف عن فساده ، فتعاظم الفساد وإستشرى والنتيجه وطن يسير بخطوات سريعه نحو الضعف ، خاصة بعد تلك الحاله من التبجح التى جعلت الفاسدين يتقدمون ببلاغات ضد الصحفيين لأنهم أشاروا إليهم وكشفوا عن عوراتهم ، الأمر الذى بات الناس معه يفتقدون الحقيقه التى يدركونها مشوهة على السوشيال ميديا التى لم تستطع الحكومه ضبط إيقاعها ، لأن الصحافه الحره هى عنوان وإنعكاس لوطن يعظم الحريه ، والحريه التى أعنيها هى الحريه المسئوله ، والمنضبطه ، التى تعظم الرأى والرأى الآخر فى إطار من الموضوعيه ، والإحترام ، والحجه ، والبيان ، من يرى عكس ذلك فاليقل لى حتى أصوب مسلكى وسأكون له من الشاكرين ، بل مستعد أن أغير قناعاتى الراسخه التى تعلمتها من أساتذتى الأجلاء العظماء شردى وبدوى والطرابيلى وعبدالخالق ، قبل أربعين عاما منذ وطأت قدماى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، وقبل أن يتم الدفع بالصحافه إلى بيت الطاعه .
اليوم أشارك كعضوا بالجمعيه العموميه لنقابة الصحفيين وأحد الصحفيين الذين ينتمون لجيل الرواد فى فعاليات المؤتمر العام السادس للصحفيين ، حيث متابعة مجموعة جلسات وموائد مستديرة يتحدث فيها عدد كبير من كبار الصحفيين والنقابيين والمتخصصين في اقتصاديات الصحافة ، وخبراء التدريب والصحافة الرقمية وبحث أوضاع الصحافة المصرية وتشريعاتها والحريات الصحفية ، وأجور الصحفيين والتحديات التي تواجههم مهنيا وماديا وميدانيا ، وتستمر جلسات المؤتمر للغد الإثنين حيث تعقد جلسة ختامية لعرض التوصيات ، جاءت جلسة الإفتتاح كاشفه وفيصليه وصادقه صدق اليقين بالوجود ، وتلك المصداقيه أراها منطلقا حقيقيا لوضع صحفى محترم ننشده جميعا الجماعه الصحفيه والدوله ، والحكومه ، كان الزميل خالد البلشى رائعا ومعبرا بصدق عن جموع الصحفيين حين أكد على أننا أصبحنا شهودًا على أزمة حقيقية تتمثل في تراجع حرية التعبير، وزيادة الضغوط الملقاة على الصحفيين ، وتحجيم فرصهم للقيام بدورهم الحيوي في المجتمع ، وهي الأزمة التي امتدت لتلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية للمهنة وللصحفيين، وهي الأوضاع التي يدفع أعداد كبيرة من ممارسي المهنة ثمنها ، وتحجم فرصهم للقيام بدورهم الحيوي في المجتمع لذا يتعين العمل على إستعادة هذه المهنة ، واستعادة نقابتها بيتًا لكل الصحفيين ، ومعبرةً عن أوضاعهم وآمالهم، وطموحهم .
كان نقيب الصحفيين الزميل خالد البلشى واضحا حين أكد فى الجلسه الإفتتاحيه على ان الأمر أشمل من قضية الحبس لبعض الزملاء الصحفيين ، لأنها تتعلق بمهنة لا تعيش ولا تتقدم وتبدع إلا بالحرية ، لذا فإن حرية الصحافة ليست مجرد رغبة للجماعة الصحفية ، بل هي حق أساسي من حقوق الإنسان ، ونحن بحاجة إلى بيئة ومجال عام حر يسهم في تعزيز هذا الحق ، كان نقيب الصحفيين واضحا عندما أكد أنه علينا أن نكون صادقين في نضالنا من أجل تحقيق هذا الهدف ، من خلال العمل الجاد والدؤوب لإستكمال البيئة التشريعية الحامية للصحافة ، وحريتها عبر إصدار القوانين ، التي تحمي الصحفيين وتضمن حقوقهم . مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق واتساقًا مع مواد الدستور المصري، فإننا عبر هذا المؤتمر نطالب بإقرار قانون يمنع العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر والعلانية، وهو مشروع تم إعداده بالفعل خلال الجلسات التحضيرية للمؤتمر، وكذلك عبر تبني مشروع كامل لحرية تداول المعلومات يعزز من الشفافية ، فالنافذة المفتوحة على المعلومات تعتبر حقًا من حقوق المواطنين، ويجب أن تكون القوانين مستندة إلى تعزيز هذا الحق، وليس تقييده . إن صوت الصحافة يمثل صوت المواطن، ولا ينبغي لأي قيود تشريعية أن تعيق هذا الصوت.
خلاصة القول .. يتعين أن تتناغم الحكومه مع فعاليات هذا المؤتمر ومخرجاته ، ليتعاظم التلاحم بين الصحافه والمجتمع ، ولاشك أن مردود ذلك سيكون إيجابى على كل الوطن وفئاته ، فهل تستجيب الحكومه ؟ هذا كان مثار حوار بينى وبينى الزملاء على هامش المؤتمر مؤكدا على أن الحكومه ستتناغم مع هذا المؤتمر بالكليه لأن بها قامات وطنيه رفيعه ، تعلى الإراده الوطنيه ، وسيضعون ذلك موضع التنفيذ ، فهل سيتحقق ذلك ويعى الزملاء أن ماراهنت عليه هو الحق المبين ، أتمنى ذلك هذا ماأتمناه وأضيف عليه ضرورة أن يكون هناك تناغم مشترك بين الجماعه الصحفيه متمثله فى نقابة الصحفيين العريقه ، والحكومه ، وكل أجهزة الدوله ، مضيفا ماتمناه نقيب الصحفيين الزميل خالد البلشى بأن تكون بداية الطريق للبناء الجديد أو لتصحيح الأوضاع هي الإحاطة بحجم أزمتنا ، وإدراك جميع أبعادها .