” قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ” قفزت هذه الٱيه الكريمه أمامى حيث أتأمل زوال ملك بشار وتحوله لإنسان شريد يبحث عن مأوى وكل المجرمين الذين أذلوا شعوبهم ، وسحقوا إرادتهم ، ولعلها فرصه أحاول فيها إنتزاع نفسى من الأجواء التى تحيط بها لتتعايش مع الوجدان بعيدا عن ترديات البشر وإخفاقاتهم ، وتأثرا بأحوال أسيادى المرضى ، وهكذا أفعل كل أسبوع بحثا عن الذات ، وإستحضارا للأمل بأن يكون القادم أفضل .
أصدقكم القول تنتابنى حاله من الزهد في كل شيىء كلما إقتربت من أحوال أهالينا المرضيه ، يتعاظم ذلك عندما يكون من بينهم أقارب ، وأصدقاء كرام ، البعض منهم يصارع المرض وسط دعوات أهله الذين يتألمون لألمه ، والبعض الآخر يعتصر قلبى الألم من أجله ، ويتقزم كل شيىء في عينى عندما أرى الإبتسامه تعلو وجهه ، وهو طبقا للمعايير الطبيه التي تشير إلى أن حالته يتعذر معها الشفاء ، لذا هو على مشارف مغادرتها حتى أجد نفسى بعفويه أقبل يده أمام كل الخلق حبا وتقديرا .
لأنها الحياة الدنيا ، عايشنا إنتصارات وإنكسارات ، كان لنا فيها تأملات وجدانيه ، وعبر وعظات حياتيه ، لايجب ان تغيب عن أعيننا حتى لاتأخذنا الحياه بتردياتها ، بالضبط كما نتأمل الإبتلاءات خاصة بالمرض ، لذا لعل ماحدث فى سوريا وزوال ملك بشار ، وخروجه طريدا متخفيا ذليلا يكون لنا آيه ندرك معها أن دوام الحال من المحال ، وأننا يجب أن نتقى الله تعالى فى كل أعمالنا ، ولاتأخذنا الصراعات إلى حيث نسيان ماهو آت حيث الرحيل من هذه الحياه إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه .
بحق الله .. لعنة الله على من يتفنن في تنمية الصراع من أجل منصب قد يزول هو قبل أن يتولاه ، أو مقعد بالبرلمان يفعل من أجله كل النقائص وكافة المساخر ، ومال يكتنزه من حرام ليعيش فى رغد من العيش ، من أجل ذلك يجب أن نقف طويلا مع النفس نستلهم العبر من معايشة أحوال العباد ، ويكون لنا فيها دروسا مستفاده ، وإدراك أن لنا واقعا مجتمعيا يتعين حتمية تغييره ، ونمط سلوك للأفراد بات فى حاجه للتعديل بكامله ، ونتصدى وبسرعه لإنحدار الشخصيه المصريه ، كل تلك التداعيات تجعلنى أناشد كل الأحباب ، بالمجمل تعالوا نتصالح مع النفس ونغوص فى اعماق الكيان ، ونأخذ قليلا خطوات للوراء لعل الله تعالى ينظر إلينا فيغفر لنا ذلاتنا .