مازلت على العهد ، متمسكا بالوعد ، أزود عن وطنى الغالى كل مكروه وسوء ، على عرفات الله وقفت أناجى ربى وأزرف الدمع على ماآلت إليه أحوال البشر فى كل أوطاننا العربيه ، وعلى مانحن فيه من تقصير فى حق البلاد والعباد وقبلهم رب الأرباب .. فى هذا الجو الإيمانى العميق عاهدت رب العزه وماكان لى أن أخلف عهدا قطعته على نفسى لمالك الملكوت عز وجل فى لحظات صدق وإنكسار أن أزود عن وطنى الغالى كل مكروه وسوء ، وأن أظل أتمسك بالأمل فى غد مشرق حتى ولوكان المستفيد من رغد العيش ، والأمن والأمان ، والإستقرار الأجيال القادمه ، وأن أظل ثابتا فى مكانى أعشق وطنى ، وأحب بلدى ، وأنشد الحق ، وأتمسك بالحريه ، وأعمل على ترسيخ الحب المفقود بين بنى البشر ، مؤكدا على عدم التنازل عن المناداه بأن يكون إحساسنا إيجابيا مهما كانت الظروف ، ومهما كانت التحديات ، ومهما كان المؤثر الخارجى ، ويكفى إصرارا على ذلك القناعه بأن اليأس خطيئه .
تذكرت ذلك اليوم مخاطبا نفسى ومنبها كيانى ليدركا أنه إلا الوطن .. إنطلاقا من أن هذا يقينى ومنطلق ثوابتى الوطنيه ، بل إننى أرى أن النيل من الوطن خيانه حتى ولو بالسوء من القول ، نختلف فيما يتعلق بأمور الحياه نعــم .. نتنافس من أجل المبادىء والقناعات وتقدير مانراه صالحا للوطن والمواطن نعــم .. نرفض هيمنة أى حزب أو فئه أو جماعه على مجريات حياتنا السياسيه والحزبيه نـعــــم .. لكن إلا الخلاف على الوطن ، لأنه الكيان ، والملاذ والحياه كل الحياه . إنتابنى هذا الشعور الراسخ فى وجدانى وأنا أتابع مايحدث فى سوريا الشقيقه ، وكيف يعيش شعبها فى تيه مشردا وكيف أن أرضها كانت مستباحه للقواعد الأجنبيه الذى هرب من فيها وتركوا أبناء الشعب يتقاتلون ويدمرون وطنهم .
يوما بعد يوم يستقر اليقين أن الإصطفاف خلف جيشنا الوطنى هو من الواجبات ، ودعمه من الثوابت ، والتصدى لمن يعبث بمكوناته ضرورة حياتيه ، وإلا كنا فى تيه كما سوريا ، ولبنان ، وفلسطين ، والسودان ، وليبيا ، لذا يتعين أن يلفظ كل منا عن كاهله ماترسخ فى الوجدان من كراهيات ، وصدامات ، لأننا مستهدفين من كل الجهات وكافة المجرمين الأوغاد ، لعل من نعم الله علينا أن تربينا على العزه والكرامه لذا لم نجد بيننا من يخاطب عناصر خارجيه أو يغازلها للإستعانه بها لترسيخ الوجود بالوطن ، لذا لايجرؤ كائنا من كان أن يقترب من أراضينا وإلا أكلناه بأسناننا ، حتى ولو كان يملك كل الآليات مثل أمريكا ، وماصمود الشعب المصرى العظيم فى وجه الطغاه البغاه الذين أرادوا إحتلالنا إلا خير شاهد ، وظلوا يكافحون حتى جلاء ٱخر مستعمر من أراضينا .
مصر العظيمه أبدا ليست سوريا ولالبنان ، مصر بها رجال بحق ، ينتبهون جيدا إلى كافة السيناريوهات التى يعدها الملاعين ، لذا كان الإصطفاف خلف القياده السياسيه فى هذا الظرف الدقيق واجبا وطنيا ، من أجل الحفاظ على أمن مصر القومى ، وحماية حدودها والتأكيد على قوة جيشها ، تلك قناعاتى المستقره فى وجدانى إنطلاقا من ضميرى الوطنى ، وماتربيت عليه فى كنف عائلتى الكريمه التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ والمعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وككاتب صحفى حافظ على قلمه من التردى على مدى أربعين عاما مضت قضيتها فى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ومازلت بفضل الله تعالى ، وماتعلمته من أساتذتى الأجلاء العظماء شردى وبدوى والطرابيلى وعبدالخالق . من يعتبر ذلك نفاقا فما أعظمه من نفاق الذى ينطلق من حب الوطن والزود عنه كل مكروه وسوء ، حفظ الله مصرنا الحبيبه .. حفظ الله وطننا الغالى من كل مكروه وسوء .