شغلتنا الحياه كل الحياه ، وأصبحنا نتعايش مع هموم الناس كل الناس حينا ، وننشغل بمنعطفات الحياه أحيانا ، الأمر الذى اصبح التفكير منصبا على ترتيب أمور الأسره والأولاد ، وكيف نتولى المناصب ويكون لدينا أموال ، وهذا طبيعى لاغضاضه فيه ، لكن ذلك يتحول لأمر بغيض عندما يكون كل تلك الأمور هى محور تركيزنا فى الحياه ، إلى الدرجه التى نسينا فيها الواجبات التى فرضها علينا رب العالمين سبحانه وهى كثيره وليست مقصوره على العبادات فقط ، بل إنها لها علاقة بمجريات الحياه من جبر خاطر ، إلى رعاية مريض ، إلى رفع ظلم عن مظلوم ، إلى تشييد بيوت الله تعالى ، إلى تقديم العون لمحتاج ، خاصة بعد أن تزايد عدد الفقراء فى هذا الزمان ، وليستقر اليقين أن الله تعالى سيرينا فى الدنيا قبل الآخره نتيجة مانفعله من خير ، فى صحة ننعم بها ، وأولاد بارك سبحانه فيهم ، ومؤشرات خير تحدث فى مجريات الحياه لها دلالات .
يقينا .. ليست تلك المعانى النبيله منطلقها دروشه ، او حالة وجدانيه ماتلبث أن نفتقدها تأثرا بمشاغل الحياه ، لكنها واقع حياتى أدركته ليقينى أن الله تعالى كافأنى على مابذلته من جهد فى بناء المسجد ، حيث تشرفت بالأمس الخميس فى إحتفال رائع بتكريم من نقيب الصحفيين الأخ والصديق والزميل خالد البلشى ، وأعضاء مجلس النقابه الأكارم الفضلاء الزملاء الأعزاء جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابه ، وأيمن عبدالمجيد ، وهشام يونس ، ومحمود كامل ، ودعاء النجار، كأحد جيل الرواد من الصحفيين هذا التكريم لاشك أثلج صدرى كثيرا ، واليوم الجمعه كلل الله تعالى جهدى بالنجاح وأكرمنى بحضور إفتتاح مسجد الخطيب ببلدتى بسيون ، بعد جهد جهيد إستمر أياما وليالى حيث أسعى لإنهاء إجراءات هدم المسجد ، وأياما وليالى أخرى أسعى فى إستخراج رخصة بناء المسجد ، وكان من الإنصاف توجيه الشكر فى كلمتى التى ألقيتها فى الإفتتاح إلى الخلوق المحترم معالى الوزير الدكتور طارق رحمى محافظنا السابق صاحب الفضل والذى ساعدنى كثيرا فى إنهاء إجراءات هدم وبناء المسجد وكل المساجد الذى تحملت فيها لله وفى الله إنهاء إجراءات هدمها وإستخراج رخصة بنائها ، مطالبا كل المصلين والحضور أن نكافئه بالدعوات ، ونفس الحال بالنسبه للفاضل الكريم والعظيم الدكتور أحمد نصر عميد هندسة طنطا صاحب الأفضال أيضا ، والذى إستحق أن ينال الشكر والتقدير فى كلمتى ، وكذلك إسلام النجار رئيس مدينة بسيون ، وممدوح النجار رئيس حى أول طنطا وإبن بسيون ، والعميد أحمد الخولى مأمور مركز بسيون ، ونائبه المقدم محمد السيد ، ومحمد شرباش نائب رئيس مدينة بسيون ، وذلك قبل أن يقول قائل لقد إنعدم الوفاء ، وإنتهى الإنصاف فى هذا المجتمع .
إفتتاح مبهر للمسجد حضره مصلين كثر ضاق بهم المسجد فإفترشوا شارعه ، كان من المقرر أن نتشرف فيه بمحافظنا المحترم معالى الوزير اللواء أشرف الجندى لكنه لم يستطع الحضور لظروف قهريه ووعد بزياره للمسجد ، وأوفد نائبه المحترم بحق الدكتور محمود عيسى النموذج المشرف بالإداره المحليه ، وشاركه فى الإحتفال الأخ العزيز الإعلامى محسن داود القادم من البدرشين وفاءا لجده الحاج هندى داود رحمه الله الذى كان يقيم ببلدتنا بسيون وشارك مع أهل حى الخطيب الكرام فى بناء المسجد فى الخمسينات ، وسعدنا بحضور الفاضل الكريم الدكتور نوح العيسوى وكيل وزارة الأوقاف بالغربيه موفدا من الدكتور أسامه الأزهرى وزير الأوقاف ، وأن يكون خطيب الجمعه الداعيه الكبير فضيلة الشيخ رمضان عبدالرازق فإنه لشرف عظيم ، كما تشرفنا بحضور الإفتتاح القامات الرفيعه الكابتن جمال عبدالحميد ، والفنان القدير طارق الدسوقى ، والسفير أحمد حلمى عبدالصمد ، والدكتور أيمن حافظ عفره .
يبقى أن التاريخ سجل إنطلاقا من بناء مسجد الخطيب أن هناك أهل خير لايمكن أن نفتقدهم فى الحياه ، ومهما تحدثت عنهم لن أوفيهم قدرهم ، يكفى مانالوه من دعوات طيبات مخلصات لهم فى القلب منهم الحاج أبوعلى السعودى الذى تحمل نفقات إنشاء المسجد كامله ، ومساجد أخرى كثيره ببلدتنا إكراما لرحم له ببلدتنا كراما أعزاء ، وهو لم يحضر ولايريد أن يعرفه أحد إلا بالدعوات الطيبات جزاه الله خيرا ، وأحسبه على خير ولاأزكيه على الله تعالى ، وكان عطاء المقاول المهندس محمود الذى بنى المسجد طمأن النفس أن الدنيا بخير لأن الإنشاء تم بإخلاص فى مواد البناء والتشطيب وكل مراحل التشييد ، ونفس الأمر بالنسبه للمهندس الشاب أحمد رضوان الذى إجتهد فأبدع ، ويأتى أهل حى الخطيب الكرام ورواد المسجد الذين كانوا يتابعون عملية التشييد لحظه بلحظه الدكتور جميل فنون ، والدكتور عبدالقادر كيلانى وكيل وزارة الصحه السابق ليشاركوا فى الخير ، وكان دور الأخ العزيز ممدوح الخطيب المدير العام بمحكمة طنطا بالمعاش محورى لأنه صاحب العطاء المتجدد ، والذى تحمل المسئوليه كاملة أمام الجهات الرسميه إنطلاقا من تفويض وزارة الأوقاف لمباشرة بناء المسجد فكان نعم المعطاء ، يعاونه شقيقه النبيل نصر الخطيب حتى أن الناس كانوا يشملونهم بالدعوات فقلت ماذا بينكم وبين الله ياآل الخطيب من خبيئه تجعل الناس يتسابقون فى الدعاء لكم .
لعل ماطرحته من أفعال الخير لكل الكرام الذين كان لهم جهد طيب فى بناء مسجد الخطيب ينبهنا إلى أن الخير باقى بالحياه مابقيت الأنفاس فى الصدور ، وأن التعاون والإخلاص فى العطاء سر نجاح أى عمل بالحياه ، وأن هذا الوطن الغالى يحتاج إلى جهد الجميع وتعاونهم بنفس آليات عطاء بناء مسجد الخطيب الذى كان يتسابق فيه الجميع لفعل الخيرات ، حياكم الله أيها الأحباب الكرام ، وأكرمكم وأعزكم .