أرصد عن قرب حاله من التنمر إنتابت البعض من أبناء الوطن تجاه كل من يتولى موقعا وظيفيا رفيعا ، أو تنفيذيا كبيرا ، المأساه أن أصحاب هذا النهج يتم تصنيفهم فى المجتمع كمثقفين ، واكب ذلك التنقيب على مافى القلوب ، ووالغوص فى أعماق مافى الصدور ، والتفتيش فى أيامهم التى مضت منذ أن كانوا أطفالا ، مما يعكس حاله من التردى فى تناول القضايا ، وطرح الموضوعات ، والتى جميعها تصب فى خانة التخوين ، والتشكيك ، وهذا لاشك منطق لايؤسس لمجتمع ينشد التقدم ، ويسعى للإزدهار ، فليس كل من ينهج هذا النهج فى التناول ملاكا ، ومن دونهم من الذين يشملهم هذا التنمر شياطين ، لاأعرف كيف تتقدم الأمه ، وينهض الوطن ، ونحن على هذا النحو من السوء ، نتمسك بتعميق الإستقطاب المحموم ، البغيض ، الغريب أن البعض من هؤلاء الذين يعمقون هذا النهج بالمجتمع رصد الجميع تأييدا لهم فى السابق لبعض من بيدهم أمر منحهم موقع سياسى أو حزبى ثم سرعان ماإنقلبوا عليهم وطالوهم بالنقائص عندما تولى هذا الأمر غيرهم ، تأدبا سأقول أن هذا التأييد ثم النقد لنفس من أيدوهم منطلقه قناعاتهم لن أنكرها عليهم .
واكب ذلك هذا التعامل البغيض الذى أصبح نهجا ينطلق منه أداء موظفين كثر فى دولاب العمل الإدارى بالدوله ، مؤداه الإمعان فى إذلال الناس الذين يتعاملون معهم ، أو ينشدون لديهم أمورهم طبقا لصلاحياتهم الوظيفيه ، خاصة بالإدارات الهندسيه بمراكزالمدن والأحياء ، وموظفى الإشغالات الأمر الذى ألمس معه حاله من الصراع المجتمعى ، خلفت ضغطا نفسيا على عموم المواطنين ، يتزايد بسرعه شديده تأثرا بالرحرحه ، والسلبيه التى يلمسوها حيال شكواهم وعند طرح معاناتهم على رؤسائهم ، المؤلم تلك الحاله التى إنتابت كل موظف فبات الصراع أحد أبرز منطلقات التعامل ، والمخرج ليس ردع الموظف وإفهامه أن يتعامل بإحترام مع المواطنين ، إنما مطالبة المواطنين بتقديم شكوى ، وتتوه الحقيقه بين تعنت الموظف وشكوى المواطن .
أتصور أننا جميعا مطالبين بإستشعار مسئولياتنا الوطنيه ، والإبتعاد عن المزايدات الرخيصه وأن يكون منطلقنا جميعا فى التناول أوالطرح لأى قضيه سياسيين كانوا ، أوحزبيين ، أوكتاب صحفيين محترفين متسما بالضمير الوطنى الحى ، والإحساس بالمسئولية الحقيقيه تجاه الوطن كيانا ، ومكانا ، وشعبا ، وهذا لن يتأتى إلا بالتعايش الكامل مع الوطن وقضاياه وكل أبنائه ، كما أتصور بمنتهى الشفافيه والعقلانيه أن الإنطلاق فى طرح أى قضيه أو مشكله يجب أن يكون عبر تطوير ماهو قائم بحيث يحقق نتائج فاعله ، وليس عبر مزيد من الإحتقان ، والتردى .
خلاصة القول .. نحن الآن مطالبين وقبل أى وقت مضى بوضع وثيقه مجتمعيه تنطلق فى الأداء من النهوض بالوطن الغالى وخدمة المواطن ، ورعاية أسيادنا من المرضى وجعلها محددات رئيسيه للمرحله ، بعيدا عن الشعارات بأن كله تمام ، والجولات المكوكيه للمحافظين التى يغلب عليها إيهام المتابعين أننا أعظم من أوروبا ، يتعين أن يتم فرض نهج التواصل المباشر وبجد مع الناس ، وسماع معاناتهم بصدق ليس عبر شكاوى توضع فى الأدراج إنما عبر سياسة الباب المفتوح ، واللقاء المباشر ، لعل ذلك يساهم فى ردع كل موظف يعذب الناس ، ويسحق إرادتهم بحثا عن مقابل مادى لديهم أو مصلحه ينشدها عندهم ، هذا بات من الضرورات قبل أن يتحول هؤلاء الموظفين إلى أباطره تعلو قامتهم كل المسئولين بما فيهم رئيس الحكومه ، لعلنا نستطيع إعادة الثقه فى النفوس أننا قادرين على تحقيق الحلم بأن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان .