لعلها مرحلة الإنتباه لما يحدث بالحياه خاصة فى تلك المرحله العمريه ، والذى فيها أحيانا يتوه الإنسان من نفسه تأثرا بهذا التناقض الغريب والعجيب الذى طال تعاملات البشر ، وعدم التعايش مع من يتمنى الخير لكل الناس ، ويحب بإخلاص ، ويظل الأحباب الكرام والأصدقاء الأعزاء الذين يحتضنهم الوجدان ويتعايش معهم الكيان ماقدره الله للإنسان من عمر فى هذه الحياه ، هم السلوى والملاذ ، ومن تأنس الروح بهم ، ويتعلق بهم الوجدان تأثرا بفضائل صنائعهم ، وتستحضر النفس السعاده فى رحابهم ، فتعيش فى بهجه لأن هناك من يدفع لذلك بحب .
ليس هناك أسمى من رفقاء درب بهم ومعهم تكتمل السعاده ، وتبتهج النفس ، تملك هذا الشعور من ذاتى حتى غاص فى أعماقى حيث أخلد للسكون فى نهاية الأسبوع أراجع فيه حالى إنطلاقا مما مضى من أيام ، مستحضرا من عايشتهم طوال الأسبوع من أسيادى المرضى ومن فارقوا الحياه ، الأمر الذى أدركت معه أن المشاعر ورقيها وسموها نعمه من رب العالمين وهبه وهبها سبحانه لبعض عباده ، الأمر الذى معه إستقرت النفس ، وهدأ الوجدان ، أن لرب العالمين سبحانه حكمه فى هذا التلاطم الذى يشهده العالم ويتعايش معه كل البشر .
إنطلاقا من ذلك لم أعد أتوقف كثيرا أمام ظاهرة هبوط الصداقات لنقطة الصفر فجأه ودون سابق إنذار ، رغم تناميها إلى درجه رفيعه ، وكذلك المحبه التى تناغمت بحق مع المعسول من الكلمات دون إدراك أنها لاتتسم بالمصداقيه ، لذا وببساطه شديده لاتستحق أن نقف أمامها طويلا ، لأنها لو كانت صادقه ماإختفى طرف منها ، أو إنزوى ، أو فقد أثره فى ظروف غامضه ، دون فهم أو إدراك أن المحبه الحقيقيه ، عطاء ، وتجرد ، وبذل ، وتضحيه ، وتناغم ، وإنصهار للأرواح .
خلاصة القول .. ليستقر اليقين أنه إذا كان هناك من يحب فإن من أحبه إنسان محظوظ ، وإذا كان صادقاً في حبه فهو أكثر الناس حظاً من السعاده فى هذه الحياه خاصة فى هذا الزمان الذى أصبح الحليم فيه حيرانا ، لذا يتعين علينا أن نتمسك بكل الكيان بأصحاب تلك الخصال الحميده ، لأن مابقى من العمر لايكفى للبحث عن هذا الصديق الحبيب النبيل خاصة بعد أن أصبحنا فى عالم بات يتحكم بمجريات الحياه فيه من فقدوا القدره على المصداقيه فى التعايش مع الحب الحقيقى ، دمتم كراما أعزاء فضلاء . تلك الكلمات التى ترجمها القلب ليخطها القلم هى تجسيد لواقع لمسته فى الكثير من العلاقات والصداقات ، وتأثرت كثيرا لتأثر الطرف المخلص بإفتقاد رفيقه ، لذا كان من الطبيعى أن أقول لكل من تناول معى هذا الأمر من المخلصين فى مشاعرهم ، والمصدومين فى خياراتهم لاتنتظروا طويلا أو كثيرا فإن لرب العالمين فى خلقه شئون ، ويكفى أن يتسم التعايش مع الأحباب بالرقى ، والسمو، والرفعه ، وليس المنفعه ، والمصلحه .