مرارا وتكرارا وعلى مدى سنوات تناولت بقلمى مأساة مستشفى صدر بسيون الذى كنت بفضل الله أحد الذين بذلوا جهدا فى إنشائها كنائبا بالبرلمان ، مستنجدا بشرفاء هذا الوطن من أصحاب القرار لإنقاذ هذا الصرح الطبي الكبير الذى تكلف مايقرب من ثلاثمائة مليون جنيه لكنه مازال جثه هامده ، ولأننا أصبحنا فى زمن يراهن فيه مسئولين كثر على أن يعترينا الإحباط فننسى أو نتناسى حفاظا على صحتنا ، أو أن يطال نفوسنا القهر تأثرا بما يحدث من هزل ، نظرا لعدم الإستجابه لصرخاتنا من هذا التردى الذى نعيشه ، والفساد الذى تمكن منا ، والإنهزام النفسى الذى إعترى كل الناس ، فنصمت ويستريحوا هم فى مكاتبهم المكيفه ، لكننى أحد أبناء جيل تربينا على التحدى حتى يتم إقرار الحق ، وعدم الرضوخ للهزل مهما كانت التبعات ، وأمام ضميرى لايمكن أن يتملك منى هذا الإحباط ، لذا لاأتصور على الإطلاق أنه يمكن لى أن أصمت أمام خطيئة عدم تشغيل مستشفى الصدر ببلدتى بسيون حتى اليوم ، أو عدم التنبيه مرارا وتكرارا وبلاتوقف لله ثم للتاريخ خاصة وأن المستشفى بها أجهزه طبيه تعدت قيمتها حوالى الثلاثون مليون جنيه ، وتم توزيعها على كل الأقسام بالمستشفى ، بالتأكيد سينتاب من يسمع قيمة المستشفى وقيمة ما بها من أجهزه طبيه الذهول عندما يعرف أنه جاء وقت كان يحرسهم ثلاث سيدات ومعاق ، مؤلم أن أقول ذلك لكنها الحقيقه المره للأسف الشديد ، خاصة وأن كل مافى المستشفى وحتى مبناها أصبحوا عرضة للتلف ، جراء الإهمال الجسيم وعدم الإستعمال حتى الآن .
تشمل الأجهزه حوالى مائة سرير بالأقسام الداخليه والعنايه المركزه ، والمجهزين بأعلى مستوى طبى من أجهزة تنفس صناعى ، وأجهزة مونوتور ، ومعامل على أحدث طراز ، وأشعة حديثه ، وتركيب تنك أوكسوجين ، وشبكة غازات على أعلى مستوى أيضا ، ورصف الطريق المؤدى للتنك لتيسير وصول الأوكسوجين ، وذلك بجهود الدكتور طارق رحمى محافظنا المحترم ، والمهندس على سالم وكيل وزارة الطرق السابق بالغربيه ، جميع كل هذه المكونات رهن إشارة البدء في التشغيل ، يضاف إلى ذلك إعداد الخطة التمريضيه ، وخطة تحرك الأطباء وذلك منذ فترة تولى الخلوق المحترم والقيمه الدكتور عبدالناصر حميده وكيل وزارة الصحه السابق بالغربيه ، يضاف إلى ذلك أيضا تخصيص مدرسة للتمريض في أحد مبانى المستشفى .
يقينا .. مرجع مافيه مستشفى صدر بسيون أننا لدينا مسئولين منفصلين عن واقع الحياه ، وليس أدل على ذلك من أنه ذات يوم حضر وكيل وزارة الصحه بالغربيه لمستشفى بلدتى بسيون ، وكتبت فى حينه مؤكدا أن هذا لاشك أمر محمود أيا ماكانت الدوافع ، وطريقة ونهج الحضور ، وكشفت عن اللقاء الذى لاينقصه الصراحه الذى عقده وكيل الوزاره وتحدث فيه الأطباء إلى وكيل الوزاره حديث الصدق خاصة الدكتور عبدالفتاح حميسه رئيس قسم الجراحه ، كما أسمع الأطباء وكيل الوزاره بصدق معاناة بسيون أطباء ، وتمريض ، ومرضى ، وحددوا أعطال الأجهزه الطبيه ، بالمجمل كشف الجميع عن تهاوى المنظومه الصحيه ، أتذكر أنه إنتابتنى حاله من الضحك الممزوج بالتعجب عندما قال وكيل وزارة الصحه بالغربيه للأطباء في اللقاء ألا يعطوا إهتماما لما يتم طرحه على وسائل التواصل الإجتماعى بشأن مايحدث بالصحه في إشاره إلى عدم صحتها ، أو وكأنها رجس من عمل الشيطان فعليهم إجتنابه ، ولاأعرف كيف يقول ذلك أمام تلك الفئه التي هي وبحق تمثل صفوة المجتمع فهما ومكانة وسلوك ، وهو لتوه سمع ماأثرته وطرحه غيرى بشأن ماقال عنه أنه غير صحيح فيما يتعلق بمستشفى الصدر وحتى اليوم للأسف الشديد ، يومها أقسمت بحق الله أننى أشفقت على وكيل الوزاره حيث أدركت إلى أي مستوى وصل إليه من رؤيه هي باليقين فى حاجه لضبط إيقاع حتى تصب بالكليه في صالح دعم المنظومه الطبيه ، وعلاج الخلل الذى ننشده جميعا نحن المواطنين بكل تصنيفاتنا السياسيه والحزبيه والشعبيه وحتى الصحفيه ، وكل من ينتمى إلى منظومة الصحه من الكرام ، متمنيا فى حينه أن يدرك وكيل الوزاره جيدا ماأكدت عليه القياده السياسيه مرارا وتكرارا من أن تلك المستشفى وغيرها من المستشفيات التي طالها التردى هى ملكا لشعب مصر العظيم ، وجميعا كل من له شأن خادما لهذا الشعب .
مرارا وتكرارا أطرح مأساة مستشفى صدر بسيون لعل الضمائر تستيقظ ، والغفلى ينتبهون ، ويخرج من رحم الصحه من يقول لقادتها إتقوا الله فى مرضانا ، مؤكدا على أننى أتصور أن ماطرحته هو باليقين حقائق دامغه أضعها للمرة الألف ، بل للمره المليون أمام المسئولين في القلب منهم الأجهزه الرقابيه التي تضم أشرف من بهذا الوطن الغالى ، أملا فى أن نتجاوز جميعا العقبات ، ونقفز على المشكلات ، ويتم تشغيل مستشفى صدر بسيون وإنقاذ مستشفى بلدتى بسيون من الإنهيار وذلك بتصويب ماتم الكشف عنه من خلل إنقاذا لما يمكن إنقاذه ، وسأظل أطرح هذه القضيه حتى وإن كان لاإستجابه لما تم الكشف عنه ، وأن الأمور مرشحه لمزيدا من السوء ، وأن مستشفى الصدر مغلقه كمستشفى بالضبه والمفتاح دون إدراك من أن الأمور إذا ظلت على هذا النحو فإنها تمثل قولا واحدا إهدارا جسيما للمال العام بالنسبه لمستشفى صدر بسيون يستوجب تحقيق عاجل وسريع ، ويستحق أن يتحمل مسئوليته كل المعنيين بالأمر على كافة المسئوليات الوظيفيه الذين أهملوا في واجبات وظيفتهم وفشلوا فى علاج الخلل الذى مرجعه قناعة الوزير بما قاله وكيل وزارة الصحه بالغربيه بأن كله تمام وذلك ردا على ماأثرته بشأن مأساة مستشفى الصدر فى إجتماعه بديوان عام محافظة الغربيه عندما طرحت عليه مأساة مستشفى الصدر متمنيا أن نتعاون جميعا للحفاظ على مقدرات الوطن متمنيا أيضا ألا يكون هناك أمور مريبه لانعلمها ، ومر عام على هذا اللقاء والمصيبه كما هى وهذا يعنى أن الوزير فى وادى وكل مسئولى الوزاره فى وادى لذا يحق لهم ألا يضعوا لكلام الوزير أى إعتبارلأنه لن يتابع أو يسأل لكثرة مشاغله كان الله فى عونه ، لكن وإن كان هذا شأنهم إلا أننا نحن الضحايا والمتضررين ، فهل ينتبه وزير الصحه لمضامين ماطرحت ، أو أن ينبهه أحد الوطنيين المخلصين بوزارة الصحه من معاونيه لمأساة مضامين ماطرحت ، ويتخذ من الإجراءات مايساهم فى تشغيل المستشفى ومحاسبة كل من عرضوا عليه مأساتها بعدم مصداقيه .