مصر الأهل والوطن نفتديها بأرواحنا ، ونزود عنها كل مكروه وسوء ، هكذا تربينا ، وتلك قناعاتى التي غاصت في وجدانى وتربيت عليها في كنف عائله تضرب بجذورها في أعماق التاريخ ، وعلى أيدى أعظم الساسه في القلب منهم آخر الزعماء التاريخيين لمصر زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين تربيت ، وعلى أيديهم تعلمت أن الرأي الآخرماهو إلا منطلقا للإصلاح وتصويب الأخطاء ، شريطة الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، وطرح مايصب في صالح الوطن ، من يقول بغير ذلك لايعرف شيئا عن الوطنيه ، ولاآليات النهوض بالأوطان ، خاصة الساسه الذين يطيب لهم الإنطلاق من حضن السلطه الآمن والدافى ، ومتصدرى المشهد بالأحزاب السياسيه المحسوبه على النظام وكل نظام يتولى مسئولية حكم الوطن ، هؤلاء الذين دائما مايرتكبون خطيئة تعظيم منطق المغالبه على المشاركه بالنسبه لنهج تعاملهم مع المعارضه الوطنيه كيانات وأفراد تعظيما لعشق الأنا ، وترسيخا لنهج كله تمام بفهم أو بغير فهم ، بل إنهم يحاولون تشويه كل من له رؤيه لاتروق لهم ، ليس أمام الأجهزه وفقط بل أمام عموم الناس ، دون إدراك منهم أن بالأجهزه قادة وطنيين بحق لايحركهم إلا ضميرهم الوطنى ، ومواطنين تربوا على العزه والكرامه ، هؤلاء قولا واحدا يزايدون على وطنية المصريين ، ولايحبون الخير لهذا الوطن الغالى ، لأنه بتوجههم هذا جعلوا الخبراء يبتعدون ، والكرام يغلقون بيوتهم على أنفسهم ، وأهل الخبره يختفون طواعيه وعن طيب خاطر ، والنتيجه مزيدا من الهموم ، مزيدا من العثرات ، مزيدا من التردى ، مزيدا من الإنهيار الإقتصادى .
إنطلاقا من ذلك سعدت كثيرا بما أدركته من رؤية طرحها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ، لاشك ستساهم في حلحله هذا الفكرالعقيم الذى غاص في أعماق البعض من متصدرى المشهد السياسى وحوارييهم ، وسيدفع بالخبراء للتحرك خطوات للأمام لتقديم خبرتهم فيما يصب في صالح الوطن الغالى ، بل إن هذا النهج الجديد للحكومه الذى طرحه قبل أيام رئيس الوزراء والقائم على الإستماع إلى آراء المتخصصين بشأن الوضع الاقتصادي ، من خلال طرح عناصر وإجراءات تحرك محددة في هذا الشأن ، أمر رائع سبق وأن طالبت به في مقالى اليومى مرارا وتكرارا ، وفى تأكيد على ذلك إلتقى أول أمس رئيس مجلس الوزراء بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة ، الدكتور زياد بهاء الدين ، نائب رئيس الوزراء الأسبق ، والمفكر الاقتصادي والسياسي الكبير؛ وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التخصصية مع عدد من القامات الفكرية والخبراء في مختلف المجالات ؛ لمناقشة بعض القضايا والملفات المطروحة على الساحة حاليا بالأمانه والصدق والموضوعيه .
رائع أن يؤكد رئيس الوزراء عقب لقائه بالدكتور زياد بهاء الدين من أنه يتابع كل المقالات ، وهناك حرص شديد على الإستفادة مما تتضمنه هذه المقالات من أفكار وأطروحات تسلط الأضواء على عدد من الموضوعات السياسية ، والملفات الاقتصادية ، بما يسهم في تحقيق المصلحة العامة للدولة المصرية ، تلك التصريحات العلنيه أعتقد أنها رساله لكل من يعنيهم الأمر أن يسلكوا هذا المسلك ، ويتفاعلوا مع مايطرحه الكتاب والصحفيين والمتخصصين من قضايا مجتمعيه ، وإنتهاء عصر الطناش ، وسياسة قولوا ماتريدون ، وإكتبوا ماترغبون فإنكم مغرضون ، ونحن سنفعل مايروق لنا ، وذلك بعد ثبوت فشلها ، واليقين بأنها تأخذ الوطن إلى هوه سحيقه ، بل ومؤشر لكل المغرضين والمنافقين أن يخرصوا ، وكفى مافعلوه بالوطن من نهج بغيض جعل القامات يبتعدون .
خلاصة القول .. إن مافعله رئيس الوزراء أعتبره خطوه على الطريق الصحيح ، بل وأتفق معه تماما من أننا في حاجه لمزيد من الإجراءات لبناء المزيد من الثقة ؛ على الرغم من كل ما تم إتخاذه من إجراءات على مدار الفترات الماضية ، فيما يتعلق بحزم الحوافز المختلفة لتشجيع القطاع الخاص في معظم القطاعات ، وتنفيذ ما جاء في وثيقة سياسة ملكية الدولة من دعم كبير للقطاع الخاص ، وتحديد سياسات واضحة تحقق الحياد التنافسي ، وأناشده أن يعطى تعليماته لكل الحواريين أن يصمتوا ، وإذا تحدثوا أو فكروا يكون منطلقهم هذا النهج الرائع الذى ينتهجه الآن . يبقى من الأهمية التأكيد على ضرورة بناء ثقه بين المواطن والحكومه ، مع تصويب النهج الإعلامى .. كيف . تابعونى .