تعايشت أول أمس مع الحادث البشع الذى شهده طريق بسيون دسوق والذى لقى فيه ٩ أشخاص مصرعهم ، وأصيب ١٩ آخرون بإصابات وجروح متفرقة ، إثر تصادم سيارة نصف نقل بسيارة ميكروباص ، لينضم هذا الحادث المؤلم لماسبقه من حوادث مؤلمه شهدها هذا الطريق ، وجعلتنى أسترجع الماضى بكل آلامه والذى فيه حصد هذا الطريق على مدى سنوات كراما أعزاء فضلاء لدينا ، وخيرة شبابنا عليهم رحمات الله ورضوانه ، ومع ذلك لم تتحرك الحكومه بتوسعة الطريق الذى يعج بالماره حيث الكتل السكانيه الكثيفه ، لذا أراه أفضل ملايين المرات من طريق بالصحراء لايمر عليه إلا نفر قليل من الناس معظمهم من علية القوم ، أعاد هذا الحادث البشع للأذهان تعرض الإبن الحبيب الغالى الشاب الخلوق المستشار علي أبو ليمون وكيل نيابة دسوق ، لحادث تصادم في إبريل من العام الماضى على نفس الطريق أثناء عودته إلى منزله بقرية ميت شريف مركز بسيون ، وودعناه باكين ، وكان السلوى أنه شاب خلوق محترم ترك عالم الزيف ورحل إلى دار الحق ، من أجل ذلك تنتابنى حاله من الحزن الممزوجه بالسخريه كلما تابعت تلك الإنجازات في الطرق ، والإعلان بأن مصر حصلت على تصنيف عالمى في هذا المجال ، وكيف أن الحكومه أزالت عمارات لإقامته كما في القاهره ، لكنها أسقطت من حساباتها المهمشين في أماكن كثيره ولعل طريق بسيون دسوق خير شاهد وأبلغ دليل ، طريق طوله 25 كيلو ويربط بين محافظتين عرضه في بعض المناطق 4 أمتار ، والله إنها لمأساه حقيقه ترسخ لعدم الثقه .
أعاد هذا الحادث البشع للأذهان أنه ذات يوم وعلى مدى سنوات وسنوات كان لدينا طموحات كثيره رسخها وجود قامات رفيعه ببلدتنا ، ونماذج وطنيه مشرفه ، في القلب منهم بطل حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ، والوزير الوفدى نائب بسيون في السبعينات عبدالفتاح باشا حسن ، فترسخ اليقين أنه من حقنا أن نحلم بحياه أفضل ، لكن قناعة كثر من المسئولين كانت عكس ذلك تماما ، لعل مرجع ذلك ماأدركوه من قيام نفر منا كأبناء بسيون إرتكبوا عن جهل منهم أو غباء لديهم خطيئة تهميش القاده من أبناء بلدتنا ، والتطاول على الكرام ، ورسخوا لسلوك يتسم بالعدوانيه والمكائد ، والدسائس ، فكان من الطبيعى أن نسقط من حسابات الحكومات المتعاقبه ، ويرحل الكرام عن بلدتنا ، ويتوحش السفهاء ، وينسى الجميع تحقيق الحلم ، ويتفرغوا للصراعات ، وسنظل هكذا إن لم نتصدى لتلك الظاهرة المرضيه ونردع مرتكبيها الذين ينشغلون بالتوافه فضاعت الحقائق .
ذات يوم كان لدينا طموح أن يتم إنشاء كوبرى يربط محافظتنا الغربيه بمحافظة البحيره مرورا ببلدتى بسيون الملاصقه للبحيره وآخر حدود الغربيه ، وتحدث كثر في ذلك إنطلاقا من أن ننال جزءا من الإنجازات الكثيره في الطرق التي طالت حتى المناطق الصحراويه ، وظللنا حتى اليوم نحلم دون إنتباه أننا على شمال السما ، كما يقول دائما أهالينا الطيبين ، ولسنا في حسابات الحكومات المتعاقبه ، حاولت أثناء تشرفى بعضوية البرلمان تحقيق تلك الأحلام ، فمنها بفضل الله ماتحقق كمحطة مياه الشرب ، وإدخال الصرف الصحى لبعض القرى بجهد شخصى وليس إنطلاقا من خطه موضوعه سلفا ، ومنها مابذلت بشأنه جهدا وكاد يتحقق كإدخال الغاز لبلدتى بسيون وكل قرى المركز لكنها وضعت بالأدراج فور إنتهاء مدة تشرفى بعضوية البرلمان ، المأساه أن من تحملوا المسئوليه النيابيه بعدى لم تكن تلك قضيتهم ، المؤلم أننى حصلت على موافقة بتطوير شارع عمر زعفان من الدائرى وحتى قرية كفرجعفر وتغطية ترعة البسيونى التي تخترقه ، وبدأ التنفيذ لكنه لم يكتمل وتوقف فور إنتهاء فترة نيابتى بالبرلمان ، ولم يتم إستكماله إلا بجهد الخلوق المحترم محافظنا الرائع الدكتور طارق رحمى حفظه الله ، ومنها مالم أستطع تنفيذه خاصة الكوبرى الذى يربط بين محافظة الغربيه ومحافظة البحيره عند قرية القضابه مركز بسيون ، وطريق بسيون دسوق .
خلاصة القول .. سألنى المهندس مصطفى النحراوى أحد قامات بلدتى بسيون في تعليق له ، متى سيكون هناك وقفه لوقف هذا النزيف من الدم الذي يراق على الأسفلت يوميا بطريق طنطا بسيون دسوق ؟ فهل يعقل ألا يكون لبلدنا نصيب في إنجازات الوزير كامل الوزير من طرق وكباري ؟ ، فكان من الضرورى التوضيح أن لدينا حقيقه مؤلمه خلفها الصراعات الإنتخابيه للبرلمان ، وباتت من الموروثات البغيضه مؤداها وجود إشكاليه لدينا كأبناء بسيون في كافة المجالات أخذت مركزنا إلى هوه سحيقه ، معيشيا ومجتمعيا بل وحياتيا ، وجعلتنا بلا قيمه في نظر بعض المسئولين وهى عدم التعاون والتكاتف ، والإبتعاد عن ترسيخ حوار محترم ، يتسم بالمنطق السليم ، الأمر الذى معه لم تحترمنا الحكومات المتعاقبه ، ولم يصلنا خدمات كثيره ، ولم ننعم بشبكة الطرق التي دشنها الفريق كامل الوزير في كل أنحاء الوطن ، وهذا طبيعى لأن الحكومه أي حكومه لاتحترم إلا المتكاتفين الذين يغلبون الصالح العام على المصالح الشخصيه ، ولديهم عزيمه وإصرار على أن يطالهم التطوير، عكس مايحدث ببلدان كثيره ، لديهم فضيلة أن كل نائب يكمل مابدأ فيه النائب السابق فإستحقوا جميعا إحترام الحكومه وتقديرها ، وهذا نقد ذاتى أتمنى أن ينتبه له الأجيال القادمه حتى لايقعوا فريسه لهذا الفكر العقيم الذى بدد أحلاما كثيره لأجيال متعاقبه ، فهل سننتبه أم أننا سنظل ندور في فلك التردى ، وخطيئة الإنقسام مرورا بالتخلف والإنحدار ، هذا ماستكشف عنه الأيام القادمه .