هزتنى من الأعماق كلمات الكاتب الصحفى الكبير الزميل صالح شلبى التي تضمنها مقاله المؤثر الذى نشر قبل أيام بموقع بوابة الدوله الإخبارى بعنوان ” كان الله في عون وزير الصحه .. ومعهد السكر أصيب بغيبوبه ” ، تأثرت كثيرا بتجربته المؤلمه في إنقاذ حياة مواطن ، لاأكون مبالغا إذا قلت أن وجدانى إنتزعنى من نفسى وكأنه أراد أن يدفعنى دفعا لأشاركه الهروله التي كانت بين مستشفيات العاصمه لإنقاذ مريض من أهالينا الفقراء البسطاء الطيبين الذين إستنجدوا به ، وكأنه تحدث بلسان حالى الذى قال مضامين ماقال به بالضبط قبل أيام ، خاصة فيما يتعلق بأن هناك لهو خفى يعرقل جهود الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان لتحديث وتطوير منظومة الصحة لتقديم الخدمة المتميزة للمرضى ، يبقى أن يحسب لمعالى الوزير الإستجابه السريعه للزميل صالح شلبى في إنقاذ المريض بالضبط كما فعل معى في مثل تلك الأيام من العام الماضى والذى أشرت له على صفحتى أول أمس السبت ، حيث كنت قد تلقيت إستغاثه من أخ حبيب وغالى من قرية القضابه الكرام أهلها مركز بلدتى بسيون ، وذلك لإنقاذ شقيقته من ورم السرطان الذى يكاد يفتك بها ويفقدها البصر إذا لم يتم التدخل الجراحى لها في معهد ناصر خلال ١٠ أيام ، أعقبها لقاء بالأوراق والتقارير الطبيه ، ولأن الله تعالى أدرك صدق الغايه ، ونبل المقصد ، إلتقيت بمعالى الوزير وكان كريما مفضالا فطمأننى وأعطى تعليماته الفوريه لأحد مساعديه بإتخاذ اللازم على وجه السرعه ، وإتصل معهد ناصر على الفور بأسرة المريضه ، وتواصل مكتب السيد الوزير وتم إستقبالها بمعهد ناصر بالقاهره وتم إنقاذ حياتها .
طرح الزميل صالح شلبى وبإختصار شديد ماتعرض له المريض ” سمير محمود التهامى الذى كان قد تلقى إستغاثة من أهله المتواجدين معه بداخل معهد السكر وذلك لإنقاذ حياته لكنه لم يجد أى استجابة لا من مدير المعهد الدكتور إيهاب نبيل حنا ، ولا من غيره بالمستشفى وذلك من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً لإنقاذ حياة هذا المريض الذى يحتاج إلى جراحة عاجلة جداً الآن وليس غداً ، طبقا لنصيحة وتأكيد الطبيب المعالج ، فكان اللجوء لمعهد السكر ، وهنا كشف الزميل العزيز صالح شلبى النقاب عن مأساة تحويل العلاج بالمستشفيات ليكون بأجر تحت شعار ” إدفع نكشف عليك ” فكانت البداية دفع مبلغ 25 جنيه للكرسى المتحرك ، و400 جنيه للأشعة ، وخمسون جنية للكشف وغيرها من المبالغ الأخرى وفى النهاية وبعد معاناة إستمرت 8 ساعات قيل لأسرته لايوجد اى مكان عندنا لعلاجه إذهبوا به لمستشفى آخر لإنقاذة قبل فوات الأوان ، وهنا كانت الرجاءات للبهوات بالمستشفى الذين إنتزعت الرحمه من قلوبهم أن يجدوا حلا دون جدوى ، فكان لجوء الزميل صالح شلبى لوزير الصحه الإنسان الدكتور خالد عبدالغفار عبر التواصل معه على الواتس ، ولأن وزير الصحه إنسان إستجاب على الفور ، وتلقى الزميل صالح شلبى في التو واللحظه العديد من الاتصالات من قيادات الوزارة بناء على توجيهات وتكليفات الوزير ، وطمأنوه ، ورتبوا الأمر للمريض لعلاجه داخل مستشفى حميات العباسية ، وكان الجميع هناك في إنتظاره ، ليعيدوا الثقه إلى النفس ، ويتلاشى الإحباط الذى إعتراه وأسرة المريض تأثرا بهذا الهزل الذى وجدوه بمعهد السكر .
داخل مستشفى حميات العباسية التى يقودها العالم الجليل الدكتور وليد عبد اللطيف شعيشع أحد عمالقة الرحمة فى الطب المصرى ، الذى ظهرت فيه منظومة القيم والأخلاق والرحمة على حد تعبير الزميل والصديق الكاتب الصحفى الكبير صالح شلبى ، عادت البسمة للمريض الذى نسى الألم والصراخ والعويل بعد أن إستقبلته ملائكة الرحمة من الأطباء والطبيبات ، والتمريض بكل مودة وطمأنوه بعد عمل التحاليل والأشعات ، وإعطائه بعضا من الأدوية والحقن ، وعمل كمادات المياة الباردة للحد من السخونية ، وعمل قسطرة ، ونقله الى الرعاية المركزة وطمأنوه أنه بخير ، ويطيب لى التأكيد على الجهد الكبير الذى بذلته الدكتورة سعيدة مختار التى لم تترك المريض لحظة ، وغيرها من الأطباء والطبيبات ، وطقم التمريض ومنهم كريم عبد العال ، وندى محمد .
يبقى من الأهميه أن يدرك جميع المسئولين ، والساسه ، والمنتمين للأحزاب خاصة حزب السلطه وحوارييه ، والنواب أن الظروف المعيشيه الصعبه ، والوضع الإقتصادى الصعب أيضا الذى خلفه أجواء عالميه تتطلب تضافر الجهود للعبور بالوطن الغالى لبر الأمان ، وهذا لن يتحقق إلا بتقديم عطاء حقيقى لأهلنا من البسطاء ، وأسيادنا من المرضى ، وتيسير أمور البسطاء والفقراء والمهمشين ورقيقى الحال الذين لنا أن نفخر بأننا جزءا من كيانهم ، لذا نضعهم في قلوبنا ، ونزود عنهم كل مكروه وسوء ، هذا بصدق بعيدا عن المزايدات السياسيه ، والبروباجندا الإعلاميه ، والضجيج الحزبى ، والشعارات التى إنتشرت الآن بكثافه لقدوم الإنتخابات البرلمانيه ، ويبقى أيضا السؤال إنطلاقا من المريض الكريم الذى طرح مأساته كاتبنا الكبير صالح شلبى ، وماطرحته منذ يوم ، وماذا بحق المرضى الآخرين في ربوع الوطن الذين لايعرفون شخصى الضعيف ، ولايعرفون شخص الزميل العزيز صالح شلبى ، ليلجأوا إليه ليكون هناك تواصل مع معالى وزير الصحه الإنسان المحترم لإنقاذ حياتهم من التردى والإهمال الذى طال مستشفيات كثيره ، وإعترى أداء أطباء كثر ، أدرك جيدا أن إنقاذ حياة المرضى رساله نبيله ، وأنه يتعين على كل قيادات وزارة الصحه أن يعمقوا بداخلهم الإنسانيه كما هي عند معالى وزيرالصحه الدكتور خالد عبدالغفار ويتفاعلون مع إستغاثات المرضى ، لأن أمر هذا التجاهل طال للأسف الشديد قيادات بالوزاره كما أوضح الزميل صالح شلبى وكما أرصد بمحافظتى الحبيبه الغربيه ، وكأن كل واحد فيهم يريد أن يتقمص دور المسئول الذى يعيش في برج عاجى ليشعر بقيمة نفسه ، دون إدراك أن معالى الوزير الإنسان ليس هذا نهجه على الإطلاق ، وكثر من مسئولينا الكرام في القلب منهم كثر من أعضاء الحكومه .
لعل تلك الواقعه المؤلمه تكون فرصه ينطلق منها معالى وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار لوضع سياسه واضحه ومعلنه فيما يتعلق بالتجاوب مع الحالات المرضيه بالمستشفيات الحكوميه ، تنطلق من كون المريض مواطن مصري شريف يحتاج للرعاية الصحيه ، إنسانيا قبل دستوريا ، وتوقيع عقاب شديد وقاسي لمن لايلتزم بمضامينها خاصة وأن الأمر يتعلق بحياة إنسان مريض ، وإتخاذ إجراء عاجل ورادع حيال كل مدير مستشفى أو مسئول تابع للوزاره خاصة في مديريات الأقاليم فى القلب منهم محافظتى الحبيبه الغربيه يتقاعس في إنقاذ حياة مريض ، أو لايتجاوب مع صرخاته ، وتكريم كل طبيب إنسان يؤدى دوره بالذمه والشرف ، ليعلم الجميع أن الدوله تعظم أداء المجتهدين وتقدره ، إنطلاقا من ذلك أتمنى أن يعلن وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار عن الإجراء الذى تم حيال مدير معهد السكر ومعاونيه الذين إستهانوا بحياة مواطن فقير ، وماذا بشأن تكريم مدير مستشفى حميات العباسيه العالم الجليل الدكتور وليد عبد اللطيف شعيشع ومعاونيه خاصة الدكتورة سعيدة مختار وغيرها من الاطباء والطبيبات وأطقم التمريض ومنهم كريم عبد العال ، وندى محمد ، الذين شملوا المريض بعنايتهم ورعايتهم .