كتبت: أية عباس
كشفت كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، عن أن جارتها الشمالية تستعد لتفجير طرق عابرة للحدود كثيفة التسليح بين البلدين، وسط تصعيد للحرب الكلامية بينهما، بعد أن اتهمت كوريا الشمالية سول بإرسال طائرات مُسيرة فوق بيونج يانج.
وقالت هيئة الأركان المُشتركة في سول: “بعد إعلان الجيش الشعبي الكوري الشمالي في 9 أكتوبر، يقوم الجيش الكوري الشمالي بأنشطة يُفترض أنها تشير إلى تنفيذ تفجيرات على الطرق الواقعة على طول خطي جيونجوي ودونجهيه”، حسب رويترز.
يأتي ذلك، بعد أيام فقط من تعهد بيونج يانج بقطع جميع الطرق والسكك الحديدية بين الكوريتين، وأفاد الجيش الكوري الشمالي، يوم الأربعاء الماضي، بهذه الإجراءات التي قال إنها ستفصل تمامًا أراضي كوريا الشمالية عن أراضي جارتها الجنوبية، وقال إنه بعث برسالة هاتفية إلى الجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية؛ لمنع أي سوء تقدير ووقوع نزاع غير مقصود بسبب مشروع التحصين.
وأوضح المُتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية “لي سونج-جون” في إحاطة إعلامية دورية أن الجيش رصد قيام الشمال بتركيب حواجز على طول الطرق للاستعداد للتفجيرات.
وتابع “لي سونج”: “من الممكن أن تحدث (تفجيرات كوريا الشمالية) من اليوم فصاعدًا”.
وأوضح “لي” أن كوريا الشمالية يُمكن أن تقوم بالتفجيرات على طول الطرق بين الكوريتين أو بأعمال استفزازية أخرى، مثل إطلاق قذيفة فضائية، لتغيير مسار الوضع الأخير مع الجنوب.
وذكر المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية: “إذا قامت كوريا الشمالية باستفزاز، فإننا سنرد بقوة من منظور حقنا في الدفاع عن النفس”.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة بأنها تراقب عن كثبٍ تلك الأنشطة التي تجري شمال خط ترسيم الحدود العسكرية، وتسعى إلى اتخاذ تدابير السلامة للجنود والشعب الكوري الجنوبي.
وترتبط الكوريتان عن طريق الطرق البرية والسكك الحديدية على طول خط “جيونجوي”، الذي يربط مدينة “باجو” الحدودية الغربية في الجنوب بمدينة “كيسونج” في الشمال، وخط “دونجهيه” على طول الساحل الشرقي.
وجاءت هذه الخطوة الأخيرة في الوقت الذي تزيد فيه كوريا الشمالية من حدة التوترات بين الكوريتين وتمحو أي آثار للوحدة، بعد أن وصف زعيمها “كيم جونج-أون” الكوريتين بأنهما دولتان متعاديتان في العام الماضي. ويتخذ الشمال خطوات لإزالة الطرق التي كان يُنظر إليها في السابق على أنها رموز للتبادل والتعاون بين الكوريتين.
ومنذ ذلك الحين، قام الشمال بتفكيك مصابيح الشوارع وزرع الألغام على طول جانبها من طريقي “جيونجوي” و”دونجهيه”، بالإضافة إلى نشر قوات لبناء ما يشتبه في أنه حواجز مُضادة للدبابات وتعزيز الأسلاك الشائكة داخل الجانب الشمالي من المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.
كما ادعت كوريا الشمالية يوم الجمعة أن الجنوب أرسل طائرات مُسيرة فوق بيونج يانج 3 مرات هذا الشهر. وحذّرت “كيم يو-جونج”، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، في اليوم التالي من وقوع «كارثة مروعة» إذا حلقت الطائرات المُسيرة الكورية الجنوبية مرة أخرى فوق العاصمة الشمالية.