شبابنا في خطر داهم ، هذا الخطر الداهم ممزوجا ببلاء عظيم ، لأن نهايتهم لاشك موجعه وهى خلق أجيال لاقيمة لهم ، ولافكر لديهم ، ولارؤيه يمكن أن ينطلقون بها للتنميه ، أرصد أجيالا متعاقبه الآن يعيشون في تيه نظرا لإنعدام الخبره لديهم ، وتملك الغرور بهم ، وفهمهم الخاطىء للكثير من الأمور لعل أبرز ذلك إعتقادهم أنهم وصلوا للمجد لمجرد أنهم يصفقون كثيرا في حضور المسئولين ، ويجلسون مع الكبار لإنتمائهم لأحزاب قريبه من السلطه ، ويحضرون الندوات مذبهلين ، هذا الحضور مع تلك القامات لم يستفيدوا منه شيئا أو يجعلهم يكتسبون الخبرات اللهم إلا الإذبهلال الذى سيطر عليهم والممزوج بالتصفيق والهتاف ، ولهذا مردود سيئ على المجتمع على المستوى القريب والبعيد ، حيث تحول هؤلاء الشباب إلى كائنات بلا غايه ، أو هدف ، أو حتى يمتلكون رؤيه ، وضاعت أعمارهم ، وتبدد فكرهم ، وإفتقد الوطن عطائهم .
تلك قضيه في منتهى الخطوره يتعين أن ينتبه إليها الجميع ، وتدرك الأحزاب أن إكتساب هؤلاء الشباب للخبره لايكون إلا بالممارسه والمعايشه ، وليس بالدورات التي تحوى مكلمه ، والمشاركه في التصفيق ، أو الإصطفاف في توزيع كرتونة رمضان ليستحضروا لنا نهجا كانوا هم أول من أنكروه على فاعليه من سابقيهم ، على أساس أن أعمال الخير فيما يتعلق بالمساعدات العينيه ، أو الغذائيه يجب أن تكون في الخفاء .
هذا الخلل ليس فى واقع الشباب عبر دروب الأحزاب والسياسه وفقط ، إنما إنعكس على كافة المهن القائمه على إثبات الذات وتحقيق الطموح ، والذى يجب ألا يكون منطلقها الفهلوه ، إنما إنطلاقا من الإستفاده من خبرات الكبار ، كالأطباء ، والمهندسين ، والصحفيين ، والإعلاميين ، لذا يتعين على هؤلاء الشباب وصناعهم ومشكلى وجدانهم أن يتوقفوا عن الفزلكه على كبار مهنهم الذين سطروا مجدا قبل أن يولدوا ، أو يكون لهم وجودا فى الحياه من الأساس ، لكن يبقى عليهم أن ينتبهوا حينما يعرفون مايجهلوه ، ويدركوا مع من يخاطبون ويتعاملون ليتعلموا قبل أن تجرفهم الحياه إلى هوه سحيقه لإفتقادهم الخبره ، وإنعدام التجربه لديهم .
كلما قلبت صفحات التاريخ إزداد شكرى لرب العالمين على إنتمائى لجيل إجتهد كل من فيه منذ الصغر على أن يكونوا رقما صحيحا في المعادله المجتمعيه ، ليس بالفهلوه إنما بالجد والإجتهاد والإخلاص ، لذا جاء ماسطرته من مواقف ، وماطرحته من آراء ، وماكنت فيه ومازلت بفضل الله تعالى من مكانة رفيعه ، جميعهم كان منطلقهم إحترام الرموز والتعلم منهم وإكتساب الخبرات بالتعايش فى رحابهم متمنيا أن يحترم الشباب الرموز ، والقدوه ، وأصحاب المجد ، ويتعلموا منهم ، ويتمنوا أن يصلوا إلى مكانه رفيعه كما هم الآن ، كل في مجاله ، لأننا نرى موازين مقلوبه تأثرا بما فيه الشباب من إنعدام وزن ، وعدم إدراك بأهمية تواصل الأجيال ، وأهمية أن يتعلموا .