الأطباء ، التمريض ، المسعفين ، الإداريين ، العمال ، بالمجمل كل العاملين بالصحه لهم التحيه والتقدير ، جميعا عصب المنظومه الطبيه ، وعليهم مسئولية الحفاظ على صحة المواطن المصرى ، وتلك رسالة نبيله لايتحملها إلا من بداخلهم إنسانيه ، ويعرفون قيمة جبر الخاطر بحق إنسان مريض مسلوب الإراده يبحث عن طوق نجاه حتى ولو كلمة طيبه ترفع معنوياته وتجعل لديه أمل فيما هو قادم من الأيام ، ولتحقيق ذلك يقينا يتعين تصويب كل خطأ وتصحيح كل تردى ينجم عن قرار يصدره القيادات أو منظومه لم تحقق مبتغاها يضعها منظموها لذا مخطأ من هؤلاء القيادات من يظنون أن لديهم قداسه لذا لايجوز توجيه النقد لهم ، فيمتعضون عند التصدي لإخفاقاتهم ، أوعدم دقة رؤيتهم أو حتى تقصيرهم في أداء واجبهم الوظيفى ، وعليهم أن ينتبهوا جيدا أن توجيه النقد للمقصرين منهم خاصة القيادات وزير كان أو مساعديه هو واجب على من يتحملون المسئوليه النيابيه وحملة الأقلام ، لأنه لاشك منطلقه تلك الثوابت النبيله ، والتمسك بالحفاظ عليها ولو بالتصدى لمن لايتعمق بداخله منهم تلك المعانى ، وأبدا لايمكن أن يكون منطلقها تجاوز أو إهانة أو تصفية حسابات .
يطيب لى تناول التمريض أحد أهم جوانب المنظومه الطبيه لأنه هو الحياه ، لذا فإن دعم القائمين عليه واجب ، وتقديرهم مستحق ، والوقوف بجانبهم من الضرورات ، رسالتهم نبيله ، عطائهم أساسى فى إنقاذ حياة المرضى ، بل إن نجاح أى عمليه جراحيه ، أو تعافى المريض مرهون بمتابعة التمريض للمرضى وفق بروتوكول العلاج الذى يحدده الأطباء بل إن أهمية دور التمريض فى المنظومه الصحيه بتقديرى لاتقل بأى حال من الأحوال عن أهميه دور الأطباء ، بل إنه يقع عليهم العبأ الأكبر لأنهم هم من يقوموا برعاية المريض ، ومتابعة حالته ، وتنفيذ تعليمات الأطباء ، بل أحيانا تقوم علاقه طيبه بين أهل المريض والتمريض تأثرا بالمعاملة الكريمه . تلك ثوابت مستقره لاخلاف عليها ولاتراجع عنها ، لذا كنت من الداعمين لهم ، المطالبين بحقوقهم ، المتمسكين بأن يتم تقديرهم عبر آليات التكريم الماديه والمعنويه .
رغم ماكان يعانيه التمريض فى الماضى من تهميش إلا أن القائمين عليه كانوا أفضل حالا من نظرائهم الآن ، وكان تعاملهم يتسم بالإحترام الشديد الذى يجبر كل من يتعامل معهم على إحترامهم ، وكانت البسمه لاتغادر شفاههم ، لأنهم يدركون أنهم يتعاملون مع مرضى فى حاجه لمن يجبر بخاطرهم ، ويطيب نفوسهم بكلمه طيبه ، وكانوا بحق ملائكة للرحمه ، وأذكر الزائره الصحيه بمدرستى مدرسة ناصر الثانويه ببلدتى بسيون الذى كنت فيها رئيسا لإتحاد الطلاب ، السيده الفاضله أبله تركيا تلك السيده الرائعه التى جعلتنا نحب التمريض منظومه ، وكيان ، وأشخاص بكريم خلقها ، وإنسانيتها .
التمريض الآن وبصراحه شديده ووفقا لواقع الحال ، والرصد الدقيق لحالهم ، وتعاملاتهم بمعظم المستشفيات إنطلاقا من الإستقبال ، خاصة مستشفى بلدتى بسيون مع المرضى من أهالينا يتسم بالغلظه ، الأمر الذى إستقر فى يقينى أن هناك من عبث فى عقولهن ، فأفسد عليهن رسالتهن النبيله عندما أفهمهن البعض من ضعاف النفوس أن التنطيط على المرضى وأهاليهم يصنع لهم كيان ، وأن التجاوز بالألفاظ بحقهم يجعلهم ذا قيمه ، وأن إهدار قيمة المريض ، والتطاول على أهله من المسلمات ، لذا بات من الطبيعى أن نجد وجوههن مكفهره كما رأيت ذات يوم أثناء مرافقتى لأخى وصديقى وزميلى بالبرلمان معالى النائب عبدالعزيز حتاته أحد القامات السياسيه العظيمه ببلدتى بسيون رحمه الله الذى إستلزمت حالته المرضيه الحرجه الدخول للعنايه ، ولولا حكمة الدكتور محمد الشرقاوى مدير المستشفى ، والدكتور عبدالفتاح حميسه لقام نفر من التمريض بسحق المرضى ، والتجاوز بحق مرافقيهم . إنطلاقا من ذلك يتعين الإنتباه أننا أمام كارثه مجتمعيه بحق . كيف ؟ تابعونى .