نهاية الأسبوع ، كثيرا أخلد إلى نفسى أتناغم مع وجدانى ، أسترجع مامضى من أيام ، وأتأمل ما يحدث في واقعنا المعاصر من أحداث مستلهما العبر ، باحثا عن أفضل الطرق لتلاشى المنعطفات التي تدفع بنا إلى طرق وعره ، دائما وأبدا أدعو رب العالمين سبحانه أن يديم علينا نعمة الصحه والستر ، ومساعدة الناس ، والزود عنهم كل مكروه وسوء ، أبحث عن آليه يمكن الإنطلاق منها لتعظيم الإحترام بعد أن تنامى الهزل وتعاظمت قلة الأدب ، وتلاشت القيم .
كثيرا أخلد إلى نفسى ، باحثا عن الحقيقه ، متسائلا في جوف الليل لعلنى أنشد إجابه لكل تلك التساؤلات ، ما الذى يحدث فى مصرنا الحبيبه .. تدنى وإنحطاط ، إسفاف ومسخره ، مكائد ودسائس ، تعظيم للهزل ، تنامى للقهر ، كل هذا يحدث على رؤوس الأشهاد ، من ساسه ، وفنانين وحتى مواطنين بسطاء ، وتلك الحاله من التشويه بين كل البشر حتى بين المفترض أنهم أبناء عمومه تجمعهم روابط إجتماعيه ، ماهذا الذى يحدث من تقزيم لمصرنا الحبيبه وشعبنا العظيم ، وتفخيم لدول أخرى أحدها باتت قبله للفنانين وملتقى مهازل تكاد تفقدنا صوابنا ، وتخرجنا عن كوننا بلد العظماء والقاده والرواد ، إلى حيث فقدان الهويه .. نعـــم سيطر على مجريات الحياه الآن الأحقاد والكراهيات ، حتى أصبحت سمه سائده بين الأهل ، والجيران ، والأقارب ، والخلان ، الأمر الذى معه بات الناس يعيشون فى تيه من هول مايشاهدون ، ويرصدون ، ويحدث معهم من تصرفات تتسم بأقصى درجات التدنى والإنحطاط .
كثيرا أسأل نفسى في جوف الليل حيث السكينه والهدوء ، هل نستطيع أن نتعايش مع الإحترام ، أم أننا أصبحنا لاننتعش إلا فى تزكية الهموم ، وإفتعال الأزمات والغوص في أعماق الترديات ، وفرض قلة الأدب منهجا وسلوكا ، والتعايش مع الكراهية والبغضاء واقعا ، بكل تأكيد ويقين نحن قادرون على تغيير واقعنا وفرض الإحترام على سلوكنا ، ولاأعتقد ولاأتصور ولاأتخيل أن هناك من البشر كائنا من كانوا لايتمنون ذلك واقعا في الحياه .. كثيرا أسأل نفسى متى يتقارب أصحاب الفهم والوعى والإدارك ، ومن لديهم إمكانات ، وكل الساسه والنواب ويجلسون على مائده واحده لبحث كيفية التفاعل الإيجابى مع الملفات التى تمثل معاناه حقيقيه للناس ، والخروج من منعطفات وكارثية النهج البغيض الذى نعيشه الآن والذى فيه أنصار كل شخصيه يروج على أنه منفردا صاحب كل إنجاز وأى عطاء .
خلاصة القول .. آن الأوان أن يتقارب الجميع ، ويعيدوا إستغلال طاقاتهم التى تركوها تبدع فى الشر لتبدع فى تقديم الخير ، والتمسك بفرض الإحترام فى التعامل ليصبح منهجا وسلوكا حتى فى الحوار ، ونغير نمط سلوكنا ، ونعيد هيكلة أنفسنا بعد أن باتت المفردات مخجله تعكس أمام من لايعرف تاريخ ولاقدر وطننا الغالى صورة شديدة البغض والتدنى فهل يستطيعوا ؟ ، نحن فى حاجه إلى التعايش مع رحابة العطاء الحقيقى فى خدمة أهلنا وبلدتنا ومصرنا الحبيبه ، وإدراك أن الأبعاد الحقيقيه للوطنيه تقوم على البذل والعطاء ، والتعايش مع هموم الناس ، وتقديم الخير لهم ، واليقين بأن العمل السياسى القائم على الصراع وتشويه الناجحين هو عمل فاشل بإمتياز لاشك فى ذلك .