شأن نهاية كل أسبوع أخلد إلى نفسى أخاطب وجدانى ، أسترجع ذكرياتى ، أحتضن ذاتى ، أنتبه لما عايشته من مواقف جميعها تزلزل الكيان ، لذا علينا أن نعيش الحياه بإحترام يحتضننا الكرام ، ويحتوينا الأحباب ، وننعم بالصحبه الطيبه مابقى لنا من عمر فى هذه الحياه ، لأننا إن ٱجلا أم عاجلا سنرحل وفق مقدور رب العالمين سبحانه ، وماالحياه إلا منعطفا للٱخره حيث الأبديه التى لاغش فيها ، ولاخداع ، ولاتضليل ، ولامكائد ، ولادسائس ، ولاصراعات تقهر النفس وتزلزل الكيان .
صديقا حبيبا غاليا على النفس راضيا مرضيا بقضاء الله وقدره تواصل معى ذات يوم وكأنه يستشعر ماأنا فيه من تأثر بأحوال الناس ، ورغم أنه يعانى من السرطان وتداعياته إلا أن كلماته أنزلت على قلبى السكينه تأثرا بما حباه الله من رضاء بقدره ، وإنتابتنى حاله من السعاده غير مسبوقه ، خاصة عندما طلب منى زيارته ومشاركته الطعام ، ورغم أننا كنا عائدين معا قبل ذلك بأيام من معهد الأورام ، وتقاسمنا الطعام فى أحد أركان مكتب الأخ والصديق المحترم الدكتور جمال خضر نائب مدير المعهد ، إلا أننى وعدته أن أكون فى رحابه رغم ماأعانيه من إجهاد شديد ، لأننى معه تتملكنى حاله إيمانيه عظيمه ، إتصال صديقى جعلنى ” أتكسف من نفسى ” كيف أتأثر بجهد بدنى ، وهذا الحبيب لايتأثر بما يعانيه من آلام . تلك المكالمه أراحت قلبى كيف إنسان فى هذا الوضع راضيا وأنا مهموم فنزلت على قلبى سكينه .
شعور وجدانى لايوصف عايشته ، زلزل كيانى ، ورسخ بداخلى التمسك بالعطاء ، إستشعرته بحق عندما كنت عائدا من مساعدة مريض ، والوقوف بجانب إحدى فضليات بلدتى حتى غمرتنى السعاده ، وإنتابتنى حاله من الإرتياح الشديد تأثرا بما لمسته من أمل أعاد إليها الثقه أن الدنيا بخير ، فوجدت نفسى مرتاح الضمير ، هادىء النفس ، سعيدا بما حققته من نتائج ، مبتغيا بذلك مرضاة الله تعالى ، وإذا بى فور عودتى وإنتهاء مهمتى التى لم أفصح بها بعد لأى أحد ، أو أطرحها إنطلاقا لشكر من ساعدنى ، أتلقى رساله من صديق عزيز يتواصل معى ويدعو لى عبر الكاميرا حيث كان في بيت الله الحرام . فأدركت أنها رسالة طمأنه من رب العالمين سبحانه ، فكانت السكينه التى خيمت على النفس ، والراحة التى تملكت الذات . حقا إنه العطاء الذى يعقبه رساله ربانيه .
حقا وصدقا ويقينا .. إنها الدنيا جميعا فيها نضحك ونبكى ، ونبتسم ونبتئس فى آن واحد طبقا لماآل إليه الحال ، لذا نحن فى حاجه للتقارب ، والتلاحم ، والتواد ، والتراحم وأن يشعر بعضنا ببعض .. نحن فى حاجه لنستشعر آلام الناس ، ونعمل على إزالتها ، بل ونعمل على تحويلها إلى سعاده وبهجه وسرور .. نحن فى حاجه للإقتراب من البسطاء ، وإحتضان الفقراء ، والغوص فى أعماق المهمشين ورقيقى الحال لعل الله ينظر لصنيعنا فيغفر لنا .. نحن فى حاجه لتغيير واقعنا المجتمعى المؤلم الذى يشير إلى أن قطاع كبير من البشر الآن تحجرت قلوبهم ، وإنعدم الإحساس لدى بعضهم ، وفقدت شريحه منهم كل معانى الشرف والنبل تأثرا بالبحث عن مغنم رخيص .